ريشة وخط وخيال.. ثلاثية الإبداع تلتقي في طالبة إعلام بمأرب (قصة صحفية)

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 133 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ريشة وخط وخيال.. ثلاثية الإبداع تلتقي في طالبة إعلام بمأرب (قصة صحفية)

أعد القصة لـ”يمن ديلي نيوز” نسيم الشرعبي

:

في زاوية من زوايا مدينة مأرب، وبين دفاتر الدراسة وأقلام الرغبة في التغيير، كانت طالبة قسم الإعلام (إذاعة وتلفزيون) بشرى الوصابي (22 عاماً)، تخط أولى أحلامها.. لا بالأقوال، بل بالرسم والخطوط.

ورغم أنها اكتشفت موهبتها في الثالث الثانوي، إلا أن لوحاتها تظهر خطاطة ورسامة وكاريكاتيرية من طراز فريد، أبدعت في رسم الحروف، ومثله الكاريكاتير والرسم بشكل عام.

تقول بشرى: “أنا فتاة ذات طموح لا يُحد، تؤمن بأن لا شيء يستحيل على من يسعى ويجتهد…”

لم يكن الطريق مفروشًا بالإعجاب، ولا كانت موهبتها تجد دائمًا من يصفق لها، لكنها اختارت أن تُقاوم، أن تُصر، وأن تُبدع… حتى أصبحت بصمتها لا تُخطئها عين.

أهلا وسهلا

لم تكن تعلم أن محاولة بسيطة في الصف الثالث الثانوي ستفتح لها أبواب العشق للفن والخط.

تتذكر بشرى أولى خطواتها وتقول: “كنت أستمتع بتقليد أي خط يقع أمامي، وأول مشاركة لي كانت بعبارة “أهلاً وسهلاً” في مدرسة بلقيس الثانوية، وكانت من بين الأعمال الفائزة.”

أما أولى لوحاتها فكانت رسمًا لجولة إقليم سبأ، التي أبهرت من حولها بجمالها اللافت.

سند عائلي وبذور حلم

وراء كل موهبة حقيقية، عائلة تؤمن. وتقول الوصابي عن هذا الجانب: “لا يمكن الحديث عن رحلتي الفنية دون الإشارة إلى والديّ العزيزين، وإخواني وأخواتي… كانوا دائماً الدافع الأول، والسند الحقيقي الذي آمن بي قبل أن أؤمن بنفسي.”

إلى جانب ذلك، تذكر فضل الله أولًا وأخيرًا، في أن منحها موهبة محبوبة وعائلة داعمة.

قلم يصنع الجمال

تعلمت بشرى فن الخط بنفسها، ثم التحقت بدورة خاصة بخط الرقعة فقط. ومن بين الخطاطين، تأثرت بالخطاط المصري أحمد صوفي.

وتوضح: “أنا أجيد الكتابة بخط الرقعة، النسخ، الحر، الديواني والجلي ديواني. لكن الجلي ديواني هو الأقرب إلى قلبي، لأنه ممتع وأميل إليه أكثر من أي خط.”

أما عن أدواتها فتقول: “أستخدم قصب الخط العربي فقط. ورغم أن جودة الأدوات تلعب دوراً كبيراً، إلا أنني لا أمتلك الأدوات الكافية، ومع ذلك لا أتوقف… بل أصنع الجمال بأبسط الأدوات.”

الطريق إلى الجوائز

بشرى لم تكتفِ بالإبداع في غرفتها، بل شاركت في مسابقات عديدة، منها: مسابقة الخط والرسم في مدرسة بلقيس الثانوية، ومسابقة نظمتها منظمة سام لنزع الألغام، وساهمت بفنها في إنجاح معرض الكتاب الثاني في مأرب، ومسابقة الخط العربي في جامعة إقليم سبأ (وحصلت فيها على المركز الأول)، إلى جانب مشاركات فنية عديدة في محافظة الجوف، خاصة في مدرسة المعمورة.

تقول عن أقرب تلك المشاركات لقلبها: “مسابقة الخط في جامعة إقليم سبأ كانت الأقرب لقلبي، وحصولي على المركز الأول بين عدد كبير من المبدعين كان فضلًا من الله.”

خرجت مصدومة

وتصف بشرى الوصابي لحظة فوزها: “شعور لا يوصف… فرحت وانصدمت. لم أكن متوقعة حتى القبول في المسابقة، فكيف بالفوز؟ دخلت فقط لأشجع نفسي حتى وإن خسرت… لكن بفضل الله حصلت على الترتيب الأول، وإلى اليوم لم أستوعب ذلك.”

وتتابع متذكرة موقفًا لا يزال عالقًا في ذاكرتها: “كان الجميع يثق بي ويشجعني، زملاء وزميلات وأساتذة… إلا أنا، لم أكن أثق كثيرًا، لكني كنت أفكر بإيجابية.”

الفن كنافذة تنفس

وحين تُسأل “بشرى” عن التحديات، لا تُخفي الحقيقة: “أكثر ما يواجهني هو الإحباط في بداية أي عمل، أو كلمات سلبية تؤثر فيّ. ومع ذلك لا أستسلم… أشارك أعمالي على مواقع التواصل، وأنتظر كلمات بسيطة من متابعيني تُنعش روحي وتدفعني للاستمرار.”

وتُضيف: “نعم، مجتمعنا لا يدعم هذه الفنون كثيرًا، لكنني أؤمن أن الشغف يصنع الطريق.”

السند الأجمل

وسط تلك الصراعات، يسطع اسم أختها “شيماء” التي لعبت دورًا كبيرًا في حياتها. تقول عنها: “كلماتها الإيجابية، فرحتها الصادقة، وتشجيعها المتواصل كانت تزرع بداخلي ثقة لا توصف… وجودها بجانبي منحني دفعة قوية وجعلني أؤمن بموهبتي أكثر.”

الإعلام بوابة التعبير

كون بشرى طالبة في المستوى الرابع بقسم الإعلام (إذاعة وتلفزيون) لم يكن أمرًا عابرًا، بل عنصرًا داعمًا.

تقول: “فهمي للإعلام ساعدني كثيرًا في توسيع نطاق موهبتي، أنشأت منصات إلكترونية أشارك فيها أعمالي، وأجعل من موهبتي رسالة تصل للعالم.”

ولخصت الوصابي أحلامها بكل ثقة قائلة: “أحلم أن أكون مذيعة متألقة، وفنانة تعبّر عن روحها، وحافظة لكتاب الله، ومصممة تبتكر الجمال، ومصورة تلتقط اللحظة كما هي… سأصنع لنفسي أثرًا لا يُنسى بإذن الله.”

نحو معارض دولية

لا تخفي بشرى طموحها بالخروج من حدود اليمن، بل تؤكده: “أطمح للمشاركة في معارض خارجية، لنقل رسالتي وإبداعي للعالم. الفن لا يعرف حدودًا، وموهبتي تستحق جمهورًا أوسع ومساحة أكبر.”

ولم تنس بشرى أن تُوجه رسالة لكل فتاة موهوبة لم تجد بعد فرصتها: “لا تيأسي، حتى وإن كانت البيئة مليئة بالإحباط… تذكّري أنكِ تستحقين الأفضل، وأن في داخلك طاقة لا تُقدّر بثمن. التميز لا يُمنح، بل يُصنع.”

لأن التفاصيل تصنع الفرق

حين سُئلت بشرى أن تعبّر عن نفسها بجملة واحدة، قالت: “إنسانة تترك أثرًا حيثما حلّت، لأنها تؤمن بقيمة التفاصيل.”

وحقًا، لم تكن هذه مجرد كلمات… بل واقع تعيشه وتجسده. وربما ما يميز بشرى عن غيرها، كما قالت هي بنفسها:

“رغم البيئة المحبطة من حولي، لا أستسلم… في كل تحدٍ أجد فرصة للنمو، وفي كل إحباط أخلق دافعًا للاستمرار.”

بشرى الوصابي… ليست مجرد شابة ترسم وتخط، بل روح تقاوم، وقلم يثبت أن الإبداع لا يحتاج ضوءًا… بل يكفيه أن يشتعل من الداخل.

ملحق صور

مرتبط

الوسوم

مأرب

الخط

الرسم

الرسامة اليمنية بشرى الوصابي

جامعة إقليم سبأ

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

موقع إسرائيلي يكشف تفاصيل عن واقعة اكتشاف خزنة تاريخية في عدن

الوطن العدنية | 603 قراءة 

حسم الجدل..كشف هوية المالك الحقيقي لفيلا جزيرة العمال بعدن

نيوز لاين | 400 قراءة 

اللواء بن بريك يعلن موقفه من فعالية الانتقالي لإحياء ثورة ١٤ اكتوبر بشبام حضرموت

مراقبون برس | 377 قراءة 

تعرف على حفتر حضرموت الذي يقودها الى الحكم الذاتي

كريتر سكاي | 323 قراءة 

مفاجأة في عدن: بنك شهير لا يحتوي سوى على 40ألف ريال و200 دولار!

نيوز لاين | 309 قراءة 

بعد وصوله عدن.. تحديد موعد ومكان صلاة ودفن الفنان الراحل علي عنبة

كريتر سكاي | 272 قراءة 

الإمارات تقود السلام.. من غزة إلى عدن

العاصفة نيوز | 246 قراءة 

عراقجي يكشف سبب رفض إيران المشاركة في "قمة شرم الشيخ للسلام"

العين الثالثة | 225 قراءة 

كان في طريقه إلى إيران.. صيد حوثي ثمين في قبضة الشرعية.. والقبض على متسليين أجانب

المشهد اليمني | 224 قراءة 

عمرو البيض: حضرموت أقرب إلى السعودية منها إلى اليمن

الوطن العدنية | 211 قراءة