تُعد محافظة حضرموت والمهرة بالنسبة للمملكة العربية السعودية أكثر من مجرد جغرافيا يمنية؛ فهما تمثلان "العمق الاستراتيجي" والأمن القومي المباشر للمملكة.
وفي حديث لصحيفة "العربي الجديد"، يلخص الخبير السعودي هشام الغنام، المخاوف السعودية في النقاط الجوهرية التالية:
1. التهديد المباشر للأمن القومي (الحدود المفتوحة)
حضرموت: تشترك مع السعودية بحدود برية تتجاوز 700 كم، وهي حدود مفتوحة وتداخلات قبلية معقدة. أي انفلات أمني أو سيطرة لقوى غير خاضعة للدولة تعني تحول هذه الحدود إلى ثغرة أمنية يصعب السيطرة عليها.
المهرة: بحدودها البالغة 300 كم مع سلطنة عُمان وإطلالتها على بحر العرب، تمثل المهرة "بوابة حساسة" تخشى الرياض تحولها إلى ممر لعمليات التهريب الواسعة (سلاح ومخدرات) التي قد تستهدف الداخل السعودي.
2. رفض "الانفصال الفعلي" وفرض الأمر الواقع
تفسر الرياض تحركات المجلس الانتقالي بأنها "خطوات أحادية" تهدف لفرض انفصال واقعي بالقوة. وجهة النظر السعودية ترى أن تفكيك وحدة اليمن في هذا التوقيت لا يخدم سوى الحوثيين، الذين سيستغلون انقسام المعسكر المناهض لهم لتعزيز نفوذهم، مما يرسخ وجود قوى معادية على حدود المملكة الجنوبية.
3. خنق "الشرعية" اقتصادياً
تعتبر حضرموت المخزن الرئيسي للنفط اليمني والمورد المالي الأخير للحكومة المعترف بها دولياً.
المخوف السعودي: سقوط حضرموت في يد قوى "أمر واقع" يعني حرمان الحكومة من مواردها السيادية، وتحول الثروة النفطية إلى أداة لتمويل مليشيات أو قوى مسلحة بعيداً عن رقابة الدولة، مما يؤدي لنهيار الدولة اليمنية اقتصادياً.
4. الفراغ الأمني والتدخلات الإقليمية (إسرائيل وصومالي لاند)
تشير التحليلات إلى قلق سعودي من تحول المهرة وحضرموت إلى "ساحة نفوذ" لأطراف إقليمية (بما في ذلك التلميحات حول تقاطع المصالح مع إسرائيل في ضوء اعترافها بـ "أرض الصومال"). تخشى الرياض أن يؤدي الفراغ هناك إلى فتح الباب أمام قوى دولية أو إقليمية لبناء قواعد نفوذ تهدد أمن البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب.
5. تصدع التحالف العربي
تخشى السعودية أن يتحول التباين في الأولويات بينها وبين الإمارات (التي تدعم الانتقالي) إلى صراع نفوذ داخل المعسكر الواحد. هذا التصدع يضعف الهدف الاستراتيجي الأول للمملكة وهو الوصول إلى تسوية سياسية شاملة مع الحوثيين من موقف قوة وموحد.
خلاصة الموقف السعودي (الردع المبكر):
جاء التدخل السعودي الأخير (رسالة الأمير خالد بن سلمان وبيانات التحالف) كعملية "ضبط إيقاع" تهدف إلى:
منع فرض واقع سياسي جديد بالسلاح.
التأكيد على أن شرق اليمن (حضرموت والمهرة) منطقة "توازن واستقرار" خارج أي مشاريع انفصالية.
إعادة تثبيت "قوات درع الوطن" كقوة تابعة للشرعية تضمن بقاء هذه المناطق تحت سيادة الدولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news