الهروب عبر اليمن.. المهاجرون الأفارقة بين قوارب الموت وجحيم التهريب (تقرير خاص)

     
قناة المهرية             عدد المشاهدات : 71 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الهروب عبر اليمن.. المهاجرون الأفارقة بين قوارب الموت  وجحيم  التهريب (تقرير خاص)

شهدت السنواتُ الأخيرةُ تدفقًا متزايدًا للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الإفريقي إلى مدينة عدن متجهين إلى دول الخليج، في رحلات محفوفة بالمخاطر على قوارب بحرية.

  

ويرى المهاجرون أن الرحلة عبر اليمن إلى دول الخليج هي الأسرع للهجرة والأقل تكلفة - على الرغم من اندلاع الحرب فيها ووصفِ الأمم المتحدة في أكثر من مرة بأن اليمن تعيش " أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

 

ويلجأ الآلاف من الشباب والشابات إلى هذه الرحلة الصعبة بحثًا عن حياة أفضل، فارين من ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية في بلدانهم ظانين في أنفسهم أنها الطريقة الأقل تكلفة عليهم متناسين أنها قد تكلفهم حياتهم على عرض البحر.

 

وقبل أيام لقي 86 مهاجرًا مصرعهم في حادث مؤلم في خليج عدن قبالة سواحل محافظة أبين، إثر انقلاب قارب كان يحمل 170 مهاجرًا، غالبيتهم من الإثيوبيين، بينما تم إنقاذ 42 منهم.

 

ويواجه المهاجرون خلال رحلتهم العديد من المخاطر، منها، التعرض لسوء المعاملة والاستغلال من قبل المهربين بالإضافة إلى مخاطر الطبيعة والمحيط، والظروف القاسية أثناء الانتقال عبر البحار، إضافة إلى الجوع والعطش وغياب الحماية القانونية.

 

جريمةٌ عابرةٌ للحدود

 

بهذا الشأن يقول، د/ علي الذهب( باحث في الشؤون الاستراتيجية) "بالنسبة للهجرة للحدود الوطنية، يدخل جانب منها، أو معظمها في الجريمة المنظمة الهادرة للحدود، وبالنسبة لوضع اليمن والصومال وأثيوبيا هي هجرة من هذا النوع، لأنها عابرة للحدود ولكن من خلال البحار؛ لذلك تعد جريمة منظمة عابرة للحدود الوطنية".

 

وبحسب الذهب فإنه" هناك شبكات تهريب مركزية تقع بين ثلاث دول هي السعودية واليمن والصومال وربما جيبوتي لأنه يجري الوصول إلى جيبوتي وأحيانًا جمهورية أرض الصومال ثم إلى محافظات يمنية، كسواحل أبين وسواحل شبوة وهذه هي أكثر المناطق التي يعبر فيها المهاجرون".

 

وأردف" هذا النوع من الهجرة يهدد الأمن القومي للدول التي يفد إليها المهاجرون؛ لأنهم يأتون بسلوكيات غير متوافقة مع دولة الوصول، أو الدول المستهدفة بالوصول كدول الخليج، وهذه الهجرات هي- في الأغلب- ناجحة، ناجحةٌ بعملية التهريب، وفاشلة في النادر، لأن الفشل يؤدي إلى الغرق وضياع الحقوق، وأحيانًا تمارس فيها بعض أشكال الجريمة المنظمة، بالإضافة إلى كونها جريمة منظمة".

 

وتابع" هناك أشكال أخرى للجريمة المنظمة مثل التجارة بالأعضاء البشرية، وجوانب أخرى من الاتجار غير المشروع بالبشر والقضايا المتعلقة بالأخلاق الانتهاك الذي يطال الكثير من الأطفال كما لاحظنا أن بعض عمليات التهريب تشمل بعض النساء والأطفال ممن هم دون السادسة عشرة، وعادة ما يكون أعمار هؤلاء ما بين 16 إلى 18 سنة ويستغلون استغلالًا بشعًا، فضلًا عما يتعرضون له من الضرب وانتهاك الحقوق وممارسة العنف".

 

وأشار الذهب في حديثه لـ" المهرية نت" إلى أن" مدونة قواعد سلوك جيبوتي، والتي حُدِّثت إلى مدونة سلوك جدة في فبراير عام 2017، هذه المدونة نظمت العلاقة بين هذه الدول لمواجهة مثل هذه الأشكال من الجريمة العابرة للحدود من خلال البحار، منها تهريب المجرمين غير الشرعيين، فضلًا عن تهريب المخدرات والسلاح، وتهريب السلع المسروقة، مثل النفط والموارد النباتية غير المتجددة، والأشياء القيمية والتراثية والتاريخية، مثل قرون وحيد القرن، وأنياب الفيلة والأشجار النادرة، والاتجار بهذا الجانب، لكن هذه المدونة لم يُعمل بها؛ نتيجة الصراعات الإقليمية التي طغت على الجانب الأمني البحري".

 

ولفت إلى أن" الصومال وبعدها إثيوبيا وأرتيريا تمثل دول منطقة الانطلاق أو منطقة الهجرة، أما اليمن فهي بالنسبة لهم منطقة العبور، والخليج هي منطقة الوصول أو الاستقرار؛ لكن في بعض الأحيان اليمن تمثل منطقة استقرار؛ إذ يحصل بعضهم بطريقة غير مشروعة على الجواز اليمني وبعضهم إذا ضاقت عليه ظروف الهجرة ولم يتمكن من الوصول إلى دول الخليج أو أمريكا أو أوروبا فيستقر في اليمن بموجب امتلاكه الجواز اليمني".

 

ومضى قائلًا" المهاجرون إلى جانب المخاطر التي قد يتعرضون لها داخل البحار أثناء الهجرة، قد يتعرضون إلى مخاطر أخرى سواء في البلد العابرين خلاله أو الذي يسقرون فيه من استغلالهم بممارسات غير مرغوبة، أو تجارتهم بالمخدرات وانخراطهم في السرقة والقتل، فضلا عن تعاونهم مع جماعة الجريمة الداخلية والسطو المسلح، وتهريب السلاح بعيدًا عن المنافذ الضريبية والجمركية".

 

وواصل" من المعالجات لظاهرة تدفق الهجرة، تنفيذ القانون، وتنفيذ القانون يشمل دول الجوار المختلفة، سواء دول الخليج أو دول المنبع وذلك عن طريق المعاهدات البينية بين الدول أو معاهدات مكافحة الجريمة المنظمة، العابرة للحدود الوطنية لعام 2000م والتي حدثت عام 2005 ومدونة سلوك جيبوتي لعام 2009 والتي كانت معنية بالقرصنة البحرية ثم طورت عام 2017م إلى مواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود ".

 

وشدد على ضرورة" تنفيذ القانون وتبادل المعلومات، وتعزيز التدريب بالنسبة لخفر السواحل والقوات البحرية لمواجهة مثل هذه الأشكال من الجرائم البحرية، بالإضافة إلى بناء قدرات الدول في مواجهة هذه التحديات، فلا بد من تعاون مشترك على مستوى دول الإقليم العربي والدعم من الشركاء الدوليين الذين لهم مصالح مشتركة مهددة من مثل هذه السلوكيات".

 

رحلاتٌ محفوفةٌ بالمخاطر

 

 

في السياق يتحدث الصحفي، موسى المليكي لـ" المهرية نت" بقوله" رحلة الأفارقة عن طريق اليمن تعد أمرًا خطيرًا جدًا على الأفارقة أنفسهم وعلى المناطق اليمنية المارين عبرها خصوصًا مع الأحداث الحاصلة في البلاد".

 

ويضيف المليكي" هناك خطورة وتحديدًا للمحافظات القربية من السواحل اليمنية كمحافظة أبين وشبوة فقد حدث قبل أسبوع أن قام الأفارقة بقتل أحد الأطفال في محافظة شبوة خصوصًا مع الانفلات الأمني الذي تعيشه المحافظات".

 

 وأردف" الخطر ليس على مناطق العبور وحدها؛ بل حتى على الأفارقة أنفسهم، الذين يتعرضون للموت سواءً في السواحل أو الصحاري بمحافظة شبوة وأبين أثناء محاولتهم العبور إلى المملكة العربية السعودية".

 

وشدد المليكي على ضرورة" وجود قوة أمنية في المناطق التي يعبر منها الأفارقة إلى حدود المملكة العربية السعودية خصوصًا مع وجود أشخاص يأخذون أموالًا طائلة منهم؛ لكي يقومون بتهريبهم وأحيانًا يتركونهم في أماكن خالية من السكان ومن مقومات الحياة فيموت البعض منهم إثر العطش والجوع".

 

ودعا الدولة إلى أن تتخذ إجراءات مناسبة لمنع مثل هذه الظاهرة والتخاطب مع منظمة الهجرة الدولية لكي يتم إعادتهم إلى بلدانهم، كما يجب أن تتم التوعية بمخاطر هذه الهجرات من قبل الدول التي ينطلق منها هؤلاء المهاجرون حتى لا يستمر التغرير بالناس الباحثين عن العيش الكريم".

 

قواربُ الموت 

 

 بدوره يقول الصحفي مكين العوجري" إن " الأفارقة يرون اليمن طريقًا سهلًا لوصولهم إلى دول الخليج ولهذا هم يعتمدون في وصولهم إلى اليمن على قوارب بحرية تكون لهم موتًا مؤكدًا؛ فهناك مخاطر جسيمة تلحق بهم وحوادث مأساوية تحدث لهم، آخرها ما رأيناه في محافظة أبين إثر غرق القارب الذي كان يُقل المهاجرين".

 

وأضاف العوجري لـ" المهرية نت" هناك مخاطر جسيمة يتعرض لها المهاجرون الأفارقة في سبيل وصولهم لدول الخليج والمؤسف أن الكثير منهم لا يستطيع أن يحقق حلمه بالوصول إلى هناك؛ ولذا يضطر للبقاء في اليمن وقد ينجر وراء أعمال غير شرعية مقابل الحصول على لقمة عيشه وبقائه على قيد الحياة".

 

وأردف" المهاجرون يتم التغرير بهم من قبل أشخاص في في بلدانهم، يخبرونهم أنهم سيقومون بتسهيل سفرهم وأن المبلغ الذي سيخسرونه في هجرتهم ليس كبيرا، قد لا يتجاوز ال300 دولار وهذا ما يدفعهم لخوض هذه المغامرة التي قد تكون سببًا في هلاك بعضهم وحرمان البعض الآخر من العيش الكريم الذي كان يحلم به".

 

وتابع" ينبغي أن تكون هناك توعية كبيرة بمخاطر هذه الهجرات أولًا في مناطق الانطلاق من القرن الإفريقي، كما ينبغي أن تكون هناك قوى أمنية في مناطق الحدود تحد من انتشار مثل هذه الظاهرة، مثلا أن يتم إرجاع المهاجرين إلى بلدانهم وهذا قد يكون درسًا لبقية من يرغبون بالهجرة من تلك المناطق".


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فيديو ليهودي من صعدة يُشبه عبد الملك الحوثي بشكل لا يصدق.. دعوات لإجراء فحص DNA تكشف أسراراً قد تهز اليمن

نافذة اليمن | 988 قراءة 

تجدد الاشتباكات العنيفة الليلة

كريتر سكاي | 628 قراءة 

البنك المركزي يبدأ تنفيذ تمويلات بسعر صرف جديد يربك الحوثي ويشعل معارك داخلية

نافذة اليمن | 530 قراءة 

‎مبادرة سعودية تُسعد 11 مليون يمني بهذا المشروع الضخم!

صوت العاصمة | 469 قراءة 

بعد حكم الإعدام على والده... نجل أحمد علي يبعث برسائل ميدانية بزيٍّ عسكري

نيوز لاين | 393 قراءة 

بن وهيط يعلن عن تخفيضات لم تحدث من قبل(١٠٠ ريال على اسطوانة الغاز)

كريتر سكاي | 260 قراءة 

فيديو يوثق لحظة بطولية لطفل في صنعاء ينقذ شقيقته من محاولة اختطاف في آخر لحظة

يني يمن | 249 قراءة 

بشرى سارة للأهالي: أسعار الدجاج تتراجع بشكل غير مسبوق في عدن!

نيوز لاين | 238 قراءة 

سفينة غامضة تنقل أسلحة وطائرات للحوثي وسط غطاء رسمي دولي.. وتصل صنعاء بسرية

نافذة اليمن | 214 قراءة 

فضيحة مرتقبة: وزير سابق يلوّح بنشر وثائق فساد تطال كبار المسؤولين

المرصد برس | 195 قراءة