منذ أن ترجّل أولئك الأفذاذ عن كراسي السلطة في جنوب اليمن — بالتصفية التي غذتها نرجسية الحزب الواحد، أو بعد حرب صيف 94 وما تلاها — بدا الجنوب عاريًا من أي صحة سياسية أو وطنية.
غابت القامات، وتكاثرت الأصوات النشاز التي تقايض الوطن بشعارات ضيقة تُنكر قدسية الوحدة وكأنها لم تكن حلمًا جمعيًا.
الحقيقة المُرّة… لقد خسرنا الوحدة يوم خسرنا رجالها!
فقدنا روحها يوم غادرها من حملوها كمشروع وطني نابع من صميم ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
وبالتالي تمزقت الراية وفقد الوطن بوصلته.
وهكذا… حين تسقط مغازل الحياة عمومًا، تتطاول أهداب الشتات، وتحاول عبثًا كسر ظهر اليمن الكبير… بينما الجميع يتشظى قهرًا ويغرق في عمق الغياب!
فيا الله، لماذا تتركنا هنا وسط هذا الغياب؟ هذا العراء السافر الذي يجتاحنا من كل الجهات؟
….
أيها اليمن المنكوب من أقصاه إلى أقصاه… ما الأمر؟
انتفض، تنحنح، قل شيئًا!
اصرخ… ودع صداك يوصل الرسالة، أو ارفع راية بيضاء، فقط اكتب عليها: “كفى”.
….
..
دعونا نعود إلينا… فقد أرهقنا هذا الوجع، وهذا الاغتراب.
يا له من زمن جحيمي…
زمنٌ يفقدنا هويتنا، ويلتهم كل الأحلام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news