شن عدد من الصحفيين والاعلاميين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة تحريضية ظالمة على مجموعة هائل سعيد أنعم التجارية، واتهموها بالحق والباطل بأنها تعمل ضد مصالح المواطنيين، فقط لأنها كانت أكثر الجهات شفافية ووضوح من الآخرين، وقالت رأيها في موضوع تعافي الريال اليمني أمام العملات الأجنبية الذي حصل بشكل مفاجئ وغير متوقع، وتعجز الجهات الحكومية حتى الأن عن تقديم ايضاحات حقيقية للناس تبرر عملية هذا التحسن.
مجموعة هائل سعيد أنعم تعد مجموعة تجارية ربحية لا شك، لكن إذا ما قارناها بالمجموعات التجارية الأخرى فإنها لا شك تعد أفضل مجموعة تجارية وطنية، ويقع على عاتقها حمل كبير في تقديم الخدمات العام التي يفترض أن تكون من مهام الحكومة وليس المجموعة، هذا الخدمات (مدارس، مشافي، مساجد، طرق، مياة، معونات اجتماعية، خدمات طبية وتعليمية).. وغيرها من الخدمات التي لايجب أن تنسى في لحظة غضب أو تحريض.
وكان الأولى بالناشطين والاعلاميين أن يركزوا على هوامير الفساد من المسؤلين والقيادات التنفيذية وشركات الصرافة الذين يتلاعبون بعملية الصرف ويستفيدون من خلالها دون أن يكلفوا أنفسهم تحمل أي جهود تجاه الوطن والمواطن، هناك جهات مالية إيرادية ترفض حتى اليوم التعامل مع البنك المركزي بعدن وترفض توريد المبالغ التي تتحصلها بحجة أنها مخصصات خاصة بالمحافظة الفلانية والعلانية، ثم أن الحكومة والمؤسسات المختصة حتى الأن لم تقدم ايضاحات حقيقة لعملية التحسن وتعافي الريال اليمني أمم العملات الأجنبية، كما أنها حتى الان أيضا لم تقدم خطة أو برنامج عمل يسهم في تحسين وضع الريال واستمرار التعافي والحفاظ عليه من أي تلاعب جديد، مع العلم بأن الحكومة واجهزتها تعرف جيدًا من هي الجهات التي تتلاعب بالصرف، وتتعمد تعويم الريال وتهميشه لأن ذلك من صميم عملها لتحقيق مصالح وأرباح غير قانونية لها ولمن يديرها ويتستر عليها وذلك على حساب المصلحة الوطنية ومصالح المواطنين.
يبقى السؤال الأهم.. لماذا يتجاهل الناشطون والاعلاميون فساد القيادات السياسية والمؤسسات المالية المصرفية في التلاعب بسعر الصرف والتحكم بهذه العملية ويذهبون لصب غضبهم تجاه مجموعة تجارية كانت أكثر وضوحًا وايضاحًا من الجهات المعنية المعنية التي هي أولى بالنقد والرقابة والمساءلة
كونوا منصفين ولو لمرة واحدة.
تعز تموت عطشًا، وعدن تكتوي بإنقطاع الكهرباء، وصنعاء ومأرب تعاني من استبداد وتسلط الجماعات الدينية وحضرموت يعاد تفصيلها على أسس قبلية ويراد لها ان تلبس ثوب غير ثوبها، والساحل الغربي معزول عن اليمن ولا ندري ما سيكون مصيرة والمواطن يعاني من كل هذا وذاك، ونترك كل ذلك ونذهب للتحريض على مجموعة تجارية وطنية قالت رأيها بكل وضوح وشفافية وكان الأولى ان تقوم الحكومة بمناقشتها ومحاسبتها أن تبين وجود ما يدعو لمساءلتها ومحاسبتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news