حملة حوثية ممنهجة تستهدف التربويين في إب وتعز: تصعيد قمعي يعكس ذعر الجماعة من الوعي المجتمعي

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 114 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حملة حوثية ممنهجة تستهدف التربويين في إب وتعز: تصعيد قمعي يعكس ذعر الجماعة من الوعي المجتمعي

حملة حوثية ممنهجة تستهدف التربويين في إب وتعز: تصعيد قمعي يعكس ذعر الجماعة من الوعي المجتمعي

تشهد محافظتا إب وتعز، منذ أسابيع، موجة اعتقالات غير مسبوقة تنفذها ميليشيات الحوثي، استهدفت بشكل رئيسي التربويين والعاملين في قطاع التعليم، في سياق حملة قمعية موسعة تُعدّ الأوسع من نوعها خلال السنوات الأخيرة.

ففي محافظة إب، بدأت الجماعة حملة اختطافات شملت موظفين في القطاعين الحكومي والخاص، بينهم أطباء، أكاديميون، محامون، خطباء مساجد، طلاب، ووجهاء، إلا أن الاستهداف تركّز بوجه خاص على معلمي القرآن الكريم ومديري المدارس.

وترافقت هذه الحملة مع قرارات بإغلاق مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وفرض شعارات طائفية في المدارس، ضمن مسعى حوثي لتطويع التعليم وخطابه بما يتماشى مع الفكر الطائفي الذي تتبناه الجماعة.

أكثر من 100 مختطف خلال أشهر

خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وثّقت الشبكة اليمنية للحقوق أكثر من 83 حالة اعتقال واختطاف في محافظة إب وحدها، بينها 9 حالات إخفاء قسري، إضافة إلى 342 حالة مداهمة لمنازل المواطنين، و18 واقعة نهب لممتلكات خاصة. وأشارت الشبكة إلى أن الجماعة استحدثت 12 سجناً سرياً في المحافظة، يُمارَس فيها التعذيب النفسي والجسدي بحق المعتقلين.

وفي محافظة تعز، وخصوصًا في مديريتي ماوية ودمنة خدير، رُصدت اعتقالات مماثلة طالت معلمين وأطباء وأئمة مساجد، فيما داهمت الميليشيا عدداً من المنازل والمساجد التي تحتضن حلقات تحفيظ القرآن.

الناشطة الحقوقية إشراق المقطري قالت عبر منصة "إكس" إن الميليشيا كثّفت مداهماتها في ماوية، واستهدفت شخصيات مجتمعية ووجاهات محلية دون أي تهم واضحة، مؤكدة أن المنطقة تشهد منذ سنوات حملة قمع ممنهجة، تضاعفت وتيرتها مؤخراً.

حالة قلق متصاعدة داخل الجماعة

تعكس هذه الحملة الشعور المتزايد بالقلق داخل الجماعة، في ظل تصاعد الرفض الشعبي، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وتراجع قدرة الحوثيين على احتواء الاحتقان المجتمعي، لا سيما في إب، التي تُعد واحدة من أكثر المحافظات مناهضة لسياسات الجماعة.

الناشط السياسي إبراهيم عسقين رأى أن استهداف التربويين يعكس إدراك الحوثيين أن هذه الشريحة تمثّل خط الدفاع الأول عن الوعي المجتمعي والتنوير، مشيراً إلى أن محافظة إب تُعد خزّاناً بشرياً في مواجهة الجماعة، وقد شهدت في مناسبات عديدة تمزيقاً علنياً لشعارات الحوثيين، كما حدث مؤخراً في تشييع الشهيد حمدي المكحل.

حملة ذات أبعاد طائفية ومناطقية

تُظهر طبيعة الحملة دوافع طائفية واضحة، إذ تعمل الميليشيا على فرض هوية مذهبية أحادية على المجتمع، ولا تتسامح مع وجود أي شخص لا ينخرط في مشروعها أو يلتزم بمناهجها الفكرية.

وفي هذا السياق، أكّد الصحفي سامي نعمان أن حملة الاعتقالات التي طالت التربويين في ماوية تُنفذ بدوافع طائفية عنصرية، مستهدفة كرامة اليمنيين وهويتهم دون مسوغ قانوني أو أمني. وقال إن "جميع المختطفين يعملون في مهن شريفة، ولم يُعرف عنهم أي نشاط سياسي"، محذراً من أن صمت المتعاونين المحليين مع الحوثيين يُعد تواطؤاً مباشراً.

فرض شعارات مذهبية في المدارس

في ظل هذه الأجواء القمعية، تسعى الميليشيا لفرض طابع مذهبي على التعليم، عبر إلزام المدارس بترديد "الصرخة الحوثية" بشكل يومي، وتوثيق ذلك عبر مقاطع فيديو تُرفع إلى الجهات الإشرافية، مرفقة بتقارير يومية.

كما تُجبر الميليشيا المدارس على تدريس "ملازم" مؤسس الجماعة حسين الحوثي ضمن المناهج التعليمية، مهددة بإجراءات عقابية صارمة ضد المعلمين والإدارات التي ترفض الامتثال لهذه التوجيهات. وقد أظهرت وثيقة صادرة عن مكتب التربية في تعز الخاضع للحوثيين، تعليمات واضحة بفرض هذه الشعارات، مع تحذير صريح للمدارس المتخلفة.

مشهد يفضح المشروع الحوثي

ما يحدث اليوم في إب وتعز يعكس الوجه الحقيقي لمشروع الحوثي، الذي لا يحتمل وجود عقل ناقد أو صوت مستقل. فالمعلمون الذين يُختطفون ويُعذَّبون اليوم لم يرتكبوا جرماً سوى أنهم رفضوا الخضوع لمشروع طائفي دخيل على الهوية اليمنية.

هذه الحملة لا يمكن فصلها عن النهج الحوثي القائم على تكميم الأفواه وإعادة صياغة المجتمع بالقوة، وهو ما يثير تساؤلات خطيرة حول مستقبل الحريات والتعليم والمجتمع المدني في اليمن، إذا ما استمر هذا المشروع دون ردع.

خاتمة

إن اختطاف التربويين وإغلاق مراكز التحفيظ وفرض شعارات مذهبية في المدارس، ليست مجرد انتهاكات فردية، بل جزء من مشروع قمعي يستهدف هوية اليمنيين ومستقبلهم.

وإذا كان المعلم اليوم بات يُعتقل لأنه يُعلّم القرآن أو يرفض ترديد شعار، فإن ذلك إنذار بالغ الخطورة، يوجب على كل القوى الوطنية والحقوقية توثيق هذه الجرائم والضغط من أجل محاسبة مرتكبيها، وحماية ما تبقى من النسيج المجتمعي والتعليمي في اليمن.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعودية تُلغي رسوم الخروج النهائي لليمنيين بنسبة 100%... لكن هناك شرط واحد يُقلق الجميع!

نيوز لاين | 462 قراءة 

جمهورية روسيا تصدر اعلان مفاجئ بشأن اليمن!

يمن فويس | 342 قراءة 

مقترح (حل الدولتين في اليمن).. وزير الخارجية يكشف حقيقته والتفاصيل

موقع الأول | 316 قراءة 

الزعيم الهارب.. عبدالملك الحوثي من حرب عصابات محلية إلى حرب جيوش دولية!

موقع الأول | 289 قراءة 

دون تحديده : جوازات تعز تعلن اليوم البدء بتطبيق السعر الرسمي

المنتصف نت | 243 قراءة 

اعلان روسي مفاجئ بشأن اليمن!

نيوز لاين | 239 قراءة 

ضغوط لإعادة تشغيل مطار صنعاء وتوجهات لتحديث أسطول اليمنية

المشهد اليمني | 205 قراءة 

دعوة هامة يوجهها البنك المركزي للمستهلكين في اليمن

يمن فويس | 199 قراءة 

 بعد (10) سنوات من الجريمة.. سر مقتل المذيعة (انتصار) يشعل الشارع العدني من جديد

موقع الأول | 196 قراءة 

وداعا للصلع.. علاج تجريبي يعيد الشعر في 20 يوماً فقط

يمن ديلي نيوز | 179 قراءة