تشهد محافظة إب اليمنية، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، حملة واسعة ومستمرة من الاختطافات والاعتقالات التعسفية تستهدف شرائح مختلفة من المجتمع، أبرزها التربويون، الأكاديميون، وأساتذة القرآن الكريم. هذه الحملات تأتي في سياق انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان والحريات، وتحويل المحافظة إلى ما يشبه السجن الكبير.
حجم الانتهاكات
وفقًا لمصادر حقوقية ومنظمات محلية، وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 83 حالة اعتقال واختطاف في محافظة إب وحدها خلال الفترة من 1 مارس إلى 20 يوليو 2025. هذه الأرقام تعكس تصاعدًا خطيرًا في وتيرة الانتهاكات.
الفئات المستهدفة وأسماء المختطفين
تستهدف حملات الاختطاف بشكل خاص الفئات التالية، وقد تم توثيق أسماء العديد من المختطفين:
• التربويون: تعرض العديد من المعلمين والتربويين للاختطاف. من الأسماء التي تم توثيقها: نشوان الجاج، حمود عبدالله المقبلي، حميد الزمر، محمد عبده قاسم المغربي، علي حسن الصبري، هاشم الدرقمي، سيلان النهمي، أمين الجيلاني، جميل المنحمي، عبد الواحد كرش، وأحمد حسين الشامي، الأستاذ صادق ملهي النهمي، الأستاذ محمد منصور اليوسفي، الأستاذ أحمد فرحان، مطيع نعمان الطيار.
• الأكاديميون: طالت الاعتقالات شخصيات أكاديمية بارزة. من الأسماء التي تم توثيقها: الدكتور نبيل منصور اليفرسي وشقيقه محمد، الدكتور صادق اليوسفي، الدكتور محمد قايد عقلان، الدكتور أحمد ياسين، الدكتور ثائر الدعيس، الدكتور طه عثمان، الدكتور عبده يحي الجابري، الدكتور توفيق العاطفي، الدكتور محمد طاهر.
• أساتذة القرآن الكريم: تواصل جماعة الحوثي حملة اعتقالات واسعة لمدرسي تحفيظ القرآن في مراكز التحفيظ. وقد وصل عددهم إلى أكثر من عشرين مدرسا في مديرية دمنة خدير وحدها، بالإضافة إلى 77 شخصا آخرين بينهم مدرسي تحفيظ قرآن وناشطين في محافظة إب منذ مطلع يوليو 2025.
من الأسماء التي وردت بشكل عام في سياق هذه الاعتقالات: مدير مركز متخصص بتحفيظ القرآن الكريم (لم يذكر اسمه صراحة في المصادر المتاحة).
• فئات أخرى (ذكرت في سياق الاختطافات): المحامي فيصل عبدالله الشويع، فؤاد العرومي، المحامي حميد الحبري، عبدالملك الأحمدي، محمد الأحمدي، عدنان المشيرق، محمد احمد لطف الواصلي، عبدالملك اسكندر، يزيد طه مربوش، مختار الشغدري، عبدالعليم عبدالاله، ياسر الرحامي، طلال سلام.
أساليب الاختطاف والاعتقال
تتبع جماعة الحوثي أساليب قمعية في تنفيذ هذه الاختطافات، منها:
• المداهمات الليلية: يتم مداهمة منازل المستهدفين فجرًا، وتهديدهم بتفجير المنازل في حال عدم الاستجابة.
•الاعتقال القسري: يتم اقتياد المختطفين قسرًا دون توجيه أي تهم قانونية واضحة.
•التغييب القسري: يتم إخفاء المختطفين عن ذويهم، ورفض الإفصاح عن أماكن احتجازهم أو السماح بزيارتهم.
•مصادرة الممتلكات: يتم مصادرة الهواتف والممتلكات الشخصية للمختطفين وذويهم.
الدوافع والأهداف
تهدف هذه الحملات إلى:
• قمع المعارضة: إسكات أي صوت معارض أو مستقل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
• السيطرة الفكرية: فرض الأيديولوجية الحوثية على المؤسسات التعليمية والدينية، ومحاربة أي فكر مخالف.
• التخويف والترهيب: بث الخوف والرعب في أوساط المجتمع لمنع أي تحركات أو احتجاجات.
التداعيات والآثار
تؤدي هذه الاختطافات إلى:
• تدهور التعليم: نزوح الكوادر التعليمية والأكاديمية، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم.
• انتهاك حقوق الإنسان: تزايد حالات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، مما ينتهك أبسط حقوق الإنسان.
• تفاقم الأزمة الإنسانية: زيادة معاناة الأسر نتيجة غياب المعيل أو اعتقاله.
الخلاصة والتوصيات
إن استمرار حملات الاختطاف والاعتقال التعسفي في محافظة إب يمثل انتهاكًا صارخا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ويتطلب هذا الوضع تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للضغط على جماعة الحوثي لوقف هذه الانتهاكات، والإفراج عن كافة المختطفين، وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة، كما يجب دعم المنظمات المحلية التي توثق هذه الانتهاكات وتقدم المساعدة للضحايا وأسرهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news