قال الصحفي البارز فتحي بن لزرق، أن الزعيم الراحل علي عبدالله صالح، وعلى اختلاف المواقف الشخصية حوله، يظل الشخصية اليمنية الأكثر تأثيراً وحضوراً في الذاكرة الوطنية. ووصفه بأنه "رجل لم تصنعه السلطة بقدر ما صنع هو معادلاتها، ولم تهبه الأيام مجداً بقدر ما صنع لنفسه مجداً محفوراً في جدار التاريخ".
وأشار بن لزرق إلى أن صالح "كان بمقدوره كما فعل كثيرون أن يغادر، أن يبحث عن ملجأ آمن بعيداً عن نيران الطغيان"، لكنه اختار "أن يموت واقفا، في ساحة المواجهة، وأن يختتم مشهد حياته برصاص الغدر لا بختم المنفى. لم يهرب، بل واجه. لم يساوم، بل دفع دمه ثمناً لموقف".
وأوضح بن لزرق أن أي محاولة للنيل من صالح أو اجتزاء شهادات ووقائع "لا تنقص من رصيده شيئاً"، مؤكداً أن "التاريخ لا يكتب بانفعالات اللحظة ولا بإملاءات الأحقاد، بل بالدماء التي تروي أرض الموقف، وبالمواقف التي لا تتبدل حين يشتد الخطب".
وأضاف الصحفي أن علي عبدالله صالح "لم يكن مجرد رئيس.. كان اليمن بتعقيداتها، بطموحاتها، بتناقضاتها، وكان رمزاً لحضور دائم في حياة الناس، يحبه من يحبه، ويخاصمه من يخاصمه، لكنه لا يُنسى، ولا يٌمحى من الذاكرة الجمعية." وشدد على أنه كان "عميق الصلة بالناس، ومتشبثاً بالوطن حتى الرمق الأخير".
وختم بن لزرق إن صالح "سيظل حياً في وجدان الشرفاء، حاضراً في ذاكرة كل من عرفوا معنى السيادة الوطنية، وفهموا قيمة الثبات في زمن الانكسار." واعتبره "رمزاً للرجل الذي أحب اليمن، وأحبه شعبها بكل ما فيهم من صدق وتنوع وتباين، ولن يغيب عن القلوب حتى تلد نساء اليمن من يشبهه.. أو يكاد".
ووجه بن لزرق رسالة لمن وصفهم بـ"الذين فروا وسلموا الدولة ومقدراتها، ثم عادوا اليوم للحديث في بطولات مصطنعة"، قائلاً لهم: "اصمتوا، فالتاريخ لا يكتب بأقلام المرتعشين، ولا يدون سيرة الرجال من هانت عليهم بلادهم، بل يخطه أولئك الذين ثبتوا حين تهاوى كل شيء من حولهم." داعياً بالرحمة للزعيم والسلام على من صان الكرامة وارتقى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news