لم أكن لأهتم بقول رأيي عن المشكلة التي تعرض لها يحيى عنبة، وهذا الأخير انتقل موقفه من التعاطف أو التضامن إلى النقيض بوصفه يستغل سلطة. وهذه السلطة التي لا يحوزها المغني، إنما جماهيريته المرتبطة أيضًا بعدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو حق أمتلكه من حضوره كصاحب صوت جميل، وليس من الكذب والتدليس السياسي أو حتى الاجتماعي.
لكن هل كان رد فعل عنبة مبرر أو لا؟
أولاً نسأل عن الأسباب، التي نتج عنها ردة الفعل. إذ تفاجئ وعائلته باقتحام صاحب الفندق الجناح الذي يسكنه مع عائلته. وهذا الأخير بعد أن وجد نفسه في موقف سخيف، يرد حين قيل له بأن هناك عوائل، يرد بأنه صاحب الفندق وكأن ذلك يعطيه الحق باقتحام خصوصية نازل في فندقه. وبذريعة أنه أشتم رائحة شيشة من الجناح.
بعض من أصبح بالنسبة لهم عنبة مجحف، لأن صاحب الفندق “يرحِم”، حسب تعبيرهم، وربما “عبيط” كان يفترض أن يكونوا في مكانه. وهنا سنرى ردود فعلهم. ولا أعني أن ردود الفعل ستتساوى، فربما تذهب إلى ما هو أشد أو أقل.
وبالتالي نتساءل عن طبيعة الاخلاق السائدة، هل يحق لشخص اقتحام خصوصية شخص، بصرف النظر عن وجود عائلة من عدمها؟ بالتأكيد سنتفق بأن لا حق له سواء وجد الباب مفتوحًا أو مغلقًا واقتحمه بمجرد فتحه. لكنه فعل الأسوأ بدخوله دون اذن من صاحب الغرفة. لأن عنبة صاحبها خلال الفترة التي استأجرها.
وبالتالي فإن أي اسقاط حول رد فعل عنبة، مهما كان ففيه قدر من الرياء الاجتماعي، وإن كان دافعه التعاطف مع صاحب الفندق لأنه “يرحِم”. فهذا يعطينا صورة عن الخلل في الذوق العام والأخلاق. بل والأسوأ هو سوء تصرف صاحب الفندق، لأنه بمجرد حدوث ذلك، فإن شخص يمتلك قدرًا من الذوق، سيدرك سوء فعلته، ويحاول مراضاة النزيل بأي طريقة. ووقتها كان ممكن الحكم على عنبة بأنه بالغ في رد الفعل وأجحف ضد المالك العبيط للفندق. أي من مبدأ العفو عند المقدرة.
الكارثة أن هناك من استغل هذا الفضاء، لممارسة شكل من الوصاية، بما أن لديه عدد كبير من المتابعين، ولن أقول أن هناك أسباب أخرى طالما ليس هناك دليل، وهناك من انساق بحسن نية. لكن حسن النوايا لا تحول دون الوقوع في تزييف الذوق الاجتماعي وأخلاقه. بمعنى التبرير للسلوك السيء والمخل.
وأحب أن أتضامن مع الفنان يحيى عنبة الذي لا أعرفه شخصيًا، إزاء ما يتعرض له من محاكمات لأنه دافع عن حقه الشخصي نحو خصوصيته وعائلته. والأشد رفض الرياء الاجتماعي الذي يبرر سوء السلوك بذريعة التعاطف الأعمى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news