"العربية" في قلب المشهد السياسي والاقتصادي بإتمام الانتقال إلى الرياض

أعلنت شبكة العربية الإعلامية اكتمال عملية الانتقال الرسمي من دبي إلى الرياض في سياق توسعة آفاق مشروعها الإعلامي عبر الاندماج العملي في خطة توطين الإعلام السعودي وفق رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تطوير مختلف القطاعات في المملكة. وأعرب المدير العام لشبكة العربية ممدوح المهيني عن سعادته باكتمال الانتقال الرسمي إلى العاصمة الرياض، معتبرا أنه لحظة فارقة وتحول نوعي يضع “العربية” في قلب المشهد السياسي.

وأوضح المهيني أن “هذا الانتقال ليس مجرد تغيير جغرافيّ، بل تحول نوعي يضع ‘العربية’ في قلب المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة، ويمنحنا الوصول إلى بنية تحتية متقدمة وكوادر بشرية مؤهلة وفرصًا أكبر للنمو والابتكار،” مبرزا أن “تجربة قناة الحدث بعد انتقالها كانت دليلًا واضحا على جدوى هذا التوجه، إذ شهدت تطورًا لافتًا على مستوى التحرير والانتشار،” وهو ما يشهد به أغلب المراقبين.

ونجحت شبكة العربية في تحقيق هدف الانتقال إلى العاصمة السعودية بالكثير من السلاسة والمرونة التقنية والإدارية، وهو ما جعل المشاهد في أي مكان من العالم لا يلاحظ أن هناك عملية انتقال تجري على قدم وساق، وأن مؤسسة كبرى في هذا المستوى تنجح في الانتقال بمكاتبها وتجهيزاتها التقنية ومئات الموظفين العاملين فيها، ومن ورائهم أسرهم، من بلد إلى بلد، وفي تهيئة الظروف الملائمة للتحول من واقع إلى واقع آخر مختلف، من دون المساس بسير العمل اليومي المتدفق وفق حركة عقارب الساعة بالساعات والدقائق والثواني.

وقال المهيني “استكمالا لهذا النجاح أطلقنا ‘العربية بزنس’ للاهتمام بالشأن الاقتصادي، مع التركيز على السوق السعودية التي تعد اليوم واحدة من أسرع الأسواق نموّا في العالم، والتي تنقل نبض المنطقة للجمهور الناطق باللغة الإنجليزية، وانعكست هذه التحولات على تحولنا الرقمي على جميع المنصات، وستسهم عملية الانتقال في نمو أسرع لشبكة العربية.”

واعتبر المهيني أن “عملية الانتقال إلى الرياض هي إستراتيجية طويلة المدى تهدف إلى ترسيخ مكانة ‘العربية’ في مستقبل الإعلام العربي والعالمي،” مردفا “بقي أن نقول إننا نستعد قريبا لأستوديوهات حديثة متطورة بأحدث التقنيات العالمية لتواصل ‘العربية’ وشقيقاتها الرسالة الإعلامية التي وجدت من أجلها.”

وتعود بداية مشروع الانتقال إلى فبراير 2020 عندما أعلن الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم رئيس المجموعة عن إنشاء مقر جديد في الرياض، سيشمل إنشاء مركزٍ للأعمال والإنتاج. وقال “خِططنا تمضي في المسار الصحيح.” كان كلُّ شيء يشير إلى أن الحدث الكبير قادم بشكل متسارع ليغيِّر وجه الأداء الإعلامي في المنطقة، لاسيما في ظل الإمكانيات الكبرى والمقدرات المهمة التي تزخر بها المملكة، والظروف الملائمة التي هُيِّئت من أجل إعلام جاد وهادف ومسْهم بقوة في تشكيل ملامح المستقبل وفق الرؤية الثاقبة التي كُرِّست كمنطلق حاسم في اتجاه نهضة حضارية شاملة.

وفي 15 ديسمبر 2021 دشنت شبكة العربية أول أستوديو لها في العاصمة السعودية، واحتفلت ببدء العمل والبث من مقرها الجديد في الحي الدبلوماسي بالرياض، ووصف المدير العام لقناتي “العربية” و”الحدث” ممدوح المهيني ذلك اليوم بأنه تاريخي وجميل في تاريخ الشبكة، واعدًا بأن تمثِّل الرياض نقلة كبيرة لشبكة العربية، وقال “إن شهورًا طويلة تم خلالها بناء الأستوديو، والآن لدينا غرفة أخبار متكاملة، غرفة أخبار حيوية بأحدث التقنيات،” مؤكدا أن “لدينا عشرات الصحافيين والمنتجين المبدعين، و’العربية’ سوف تستمر في الانتشار بشكل دائم وناجح.”

وفي مارس 2023، بمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق بث “العربية”، أعلن رئيس مجلس إدارة “مجموعة أم.بي.سي” و”العربية” وليد بن إبراهيم آل إبراهيم أن “ثمة إستراتيجية جديدة للمرحلة القادمة للعربية، بدأت ملامحها تتجلَّى بعد انتقال المقرِّ الرئيسي للمجموعة إلى العاصمة السعودية، وبدء البث المباشر من غرفة الأخبار الجديدة في الرياض، ومنها إلى العالم،” وأبرز أن “البث مِن الرياض يؤرخ لمرحلة جديدة عناوينها الأبرز: التوسع الرقمي، والذكاء الاصطناعي، واستمرار الصدارة الإقليمية، والتوجه نحو الريادة العالمية.”

◙ شبكة العربية استطاعت مواكبة التحولات الكبرى التي عرفها الوطن العربي والعالم، فتمكَّنت من تلبية احتياجات الجمهور لناحية توفير خدمة إخبارية على مدار الساعة

واستطاعت شبكة العربية مواكبة التحولات الكبرى التي عرفها الوطن العربي والعالم، فتمكَّنت من تلبية احتياجات الجمهور لناحية توفير خدمة إخبارية على مدار الساعة، اعتمدت خلالها أحدث التقنيات، فكانت دومًا سباقة في الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة التي تشهدها صناعة الإعلام، بحسب المهيني.

وبحسب المراقبين، فإن نجاح عملية الانتقال بتلك الدقة ما كان ليكون لولا الخطة الموضوعة من قبل مسؤولي الشبكة ودعم السلطات السعودية وجد ودأب وتضحيات فرق العمل المتعددة من إدارة الموارد البشرية والتقنيين والصحافيين والمذيعين والمنسقين ودوائر الهندسة والمونتاج والإنتاج والخدمات والاتصال والرصد والمتابعة وغيرها.

وأشار مدير العمليات الإخبارية أحمد القرشي إلى أن العاملين بقسم الموارد البشرية أشرفوا على أصل الأمور وفروعها وتمكنوا من ربح وقت التعطيلات الإدارية والتعقيدات اللوجستية لعملية انتقال مئات العائلات.

ولفت إلى أن “بيئة العمل تغيرت بشكل إيجابي؛ هناك طاقة متجددة بعد النقلة وبخاصة لكل زميل نجح في ترتيب وضعه نحو الاستقرار. زخم كبير يدفعنا لتحقيق إنجازات أكبر، بالإضافة إلى وجود بيئة عمل تركز على التطوير والإبداع. قدَّمت الرياض فرصة للمساهمة في بناء قاعدة جديدة للعملية الإخبارية، وفتح المجال للمزيد من المشاريع الإبداعية، مع تعزيز التعاون بين الفرق.”

ويجمع العاملون في شبكة العربية المتحدرون من جنسيات مختلفة على أن الانتقال إلى الرياض يمثل بالنسبة إليهم تجربة فريدة من خلال الانتماء إلى مشروع رائد بهوية واضحة المعالم وموثوق بصدقيتها وبمرجعية فكرية ومهنية وإدارية تدفع بهم نحو المزيد من العمل والإضافة دون أي تغيير للتوجه العام لشبكة العربية منذ تأسيسها القناة الأم في عام 2003 وتعزيز حضورها بـ”العربية الحدث” ثم بما تحقق لاحقا من إضافات على طريق تطوير الفضاءات وتنويع المضامين ومنها بالأخص “العربية بزنس” و”العربية برامج” و”العربية انجلش” مع محيط واسع من صفحات التواصل الاجتماعي يحظى بمليارات المشاهدات لتكون “العربية” بذلك الشبكة الإعلامية الأكثر حضورا ومتابعة وتنوعا في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط.