17 يوليو .. ميلاد عهد جديد في تاريخ اليمن
قبل 3 دقيقة
في السابع عشر من يوليو عام 1978، دخل اليمن محطة تاريخية فارقة، إذ شهد ذلك اليوم تولي الرئيس السابق الشهيد علي عبد الله صالح مقاليد الحكم بطريقة ديمقراطية عبر مجلس الشعب التأسيسي، الذي كان يمثل السلطة التشريعية للجمهورية آنذاك
.
جاء هذا الحدث في وقتٍ كانت فيه البلاد تعاني من تراكمات عقود من الصراعات الداخلية، والعزلة، والتخلف، والظلم، فكان 17 يوليو بمثابة بداية لعهد جديد اتسم بالسعي نحو الحرية والديمقراطية والبناء والتنمية.
مثّل هذا اليوم نقطة تحوّل حقيقية في مسار الدولة اليمنية، إذ تغيرت السياسات الداخلية باتجاه تعزيز دور المؤسسات وبناء دولة النظام والقانون.
وكان من أبرز ملامح هذه المرحلة هو فتح آفاق العمل السياسي التعددي، وإرساء دعائم المشاركة المجتمعية، وهو ما حلم به كل يمني يتطلع إلى مستقبل يسوده التعايش والسلم والاستقرار.
لقد جسّد 17 يوليو رؤية وطنية طموحة لبناء دولة حديثة تقوم على أسس النظام المؤسسي، وتكرّس مبادئ الديمقراطية، وتهيئ لمرحلة جديدة من التنمية الشاملة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وكان من أبرز الإنجازات في ظل هذه المرحلة السير بخطى واثقة نحو تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990، والتي شكّلت أحد أعظم المنجزات الوطنية في تاريخ اليمن الحديث.
ولم تكن هذه المناسبة مجرد انتقال للسلطة، بل كانت بداية مسار استراتيجي نحو بناء دولة حديثة تسعى إلى النهوض بالوطن والارتقاء بالمواطن.
فقد أولت القيادة حينها اهتمامًا خاصًا بالبنية التحتية، والتعليم، والصحة، وتوسيع المشاركة السياسية، وتمكين فئات المجتمع المختلفة من الإسهام في رسم ملامح المستقبل.
إن ذكرى 17 يوليو ليست مجرد محطة للتاريخ السياسي، بل هي لحظة للتأمل في مشروع وطني تبنّى روح التغيير والنهضة، ولبنة أساسية في مسار التطور الديمقراطي والسياسي لليمن، رغم كل التحديات التي واجهت الوطن في السنوات اللاحقة.
وفي هذه الذكرى، يستعيد اليمنيون الذاكرة الوطنية ليستلهموا من روح 17 يوليو معاني الصبر والعمل والإخلاص، ويؤكدوا أن الأوطان تُبنى بالإرادة والوعي والعمل المشترك، وأن المستقبل لا يصنعه إلا من يؤمنون بأن الحوار والتعايش والسلام هي السبل الوحيدة لتحقيق الازدهار والاستقرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news