«معارك وهمية» خدعت هتلر.. ماذا نعرف عن «جيش الأشباح»؟

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 83 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
«معارك وهمية» خدعت هتلر.. ماذا نعرف عن «جيش الأشباح»؟

من ذاكرة التاريخ

الأول /متابعات

لطالما كان الخداع وسيلة للحد من الخسائر وتحقيق انتصار سريع في المعارك، بتضليل العدو وإجهاده بنقل قواته إلى مواقع غير حاسمة.

وفي ذروة الحرب العالمية الثانية، برزت وحدة عسكرية أمريكية غريبة الأطوار من بين ضباب المعارك حملت لقب "جيش الأشباح". ووفقا لموقع ذا كولكتور المعني بالتاريخ، لم تكن هذه القوة التقليدية تقاتل بالدبابات والبنادق، بل بالفرشاة والخشب والمسرحيات الصوتية.

هتلر «يسقط» في شارعين بمسقط رأسه

تألفت هذه الوحدة السرية من 1,100 رجلٍ فقط – بينهم فنانون تشكيليون ومهندسون ديكور ومذيعون ومصممو إعلانات – نجحوا في خداع أعتى جيوش أوروبا. بمعدات وهمية وأصوات مُسجلة ومهارات تمويه، أوهموا النازيين بقيادة أدولف هتلر بوجود جيوشٍ خياليةٍ تضم 30,000 جندي، وحوّلوا ساحات القتال إلى مسرحٍ للوهم.

جذور هذه التكتيكات ضاربة في التاريخ، بدءا من خداع جورج واشنطن للبريطانيين في حرب الاستقلال باستخدام خطط كاذبة، إلى تخويف قوات الاتحاد في الحرب الأهلية الأمريكية بدبابات مصنوعة من جذوع الأشجار، وصولاً إلى أبراج المراقبة الخشبية المموهة والدبابات الوهمية التي استخدمها البريطانيون في الحرب العالمية الأولى، والتي يُعتقد أنها استلهمت جزئيًا من أساليب السكان الأصليين في الأمريكتين. 

الخداع كخط دفاع أول: التجربة البريطانية المبكرة

بعد سقوط فرنسا عام 1940، وقفت بريطانيا وحيدة أمام آلة الحرب النازية. وخلال حملة "القصف" الجوية على لندن، لجأت بريطانيا لحيل ذكية لصرف القاذفات الألمانية عن أهدافها الحقيقية.

فرضت بريطانيا تعتيماً كاملاً على المدن وأنشأت "مواقع نجم البحر"، وهي تجمعات إضاءة تحاكي المصانع والمنشآت الحساسة. ونجحت الخدعة بشكل مذهل؛ حيث أسقطت الطائرات الألمانية أكثر من ألف طن من القنابل على هذه الأهداف الوهمية.

ولم يتوقف الخداع عند الجبهة البريطانية، ففي شمال أفريقيا، طوّر البريطانيون تقنيات تمويه متقدمة بمساعدة خبراء سينمائيين، أخفوا خلالها الدبابات على هيئة شاحنات والعكس، وجعلوا المعدات تبدو تالفة. وبلغت الذروة في عام 1943 مع عملية "مينس ميت"، حيث تم تسريب خطط غزو مزيفة للألمان عبر جثة ضابط وهمي، مما شتت قواتهم وسهل نجاح الهجوم الحقيقي في صقلية.

ميلاد أساتذة الخداع: تأسيس جيش الأشباح

بعد دخول الولايات المتحدة الحرب عقب الهجوم على بيرل هاربر، أعادت تنظيم استخباراتها بتأسيس "مكتب الخدمات الاستراتيجية" (OSS) عام 1942.

ومع اقتراب غزو فرنسا، اقترح الضابطان رالف إنجرسول وبيلي هاريس إنشاء وحدة خداع متخصصة مستوحاة من النجاحات البريطانية. وفي 20 يناير/كانون الثاني 1944، ولدت "وحدة القوات الخاصة للقيادة الـ23"، التي عُرفت لاحقاً باسم "جيش الأشباح".

تكوّن هذا الجيش الفريد من ثلاث وحدات متكاملة: كتيبة الهندسة 603 المسؤولة عن التمويه وإنشاء الديكورات والدبابات المطاطية، ووحدة الإشارة 3132 المتخصصة في تسجيل وبث الأصوات العسكرية المزيفة عبر مكبرات صوت ضخمة، وكتيبة القتال 406 بقيادة النقيب جورج ريب، التي نفذت العمليات الميدانية.

معارك الوهم: إنجازات جيش الأشباح في أوروبا

بعد ستة أيام من إنزال النورماندي في يونيو/حزيران 1944، بدأ جيش الأشباح مهمته في فرنسا. باستخدام وسائل بسيطة لكن عبقرية، ونجح في خلق وهم وجود جيش ضخم قوامه 30,000 جندي، رغم أن عدده الفعلي لم يتجاوز 1,100 رجل.

وبثّت مكبرات الصوت أصوات بناء الجسور وحركة المدرعات على مدى 15 ميلاً، مما أرعب الألمان وأجبرهم على إخلاء مواقع حصينة. وارتدى الجنود شارات وحدات مختلفة لإرباك الجواسيس، ونشروا شائعات مغلوطة في القرى المحررة لتنقل إلى الألمان.

كما شاركوا أيضاً في معارك حقيقية مثل حصار بريست. وأثناء تقدم الحلفاء شرقاً، واجهتهم أنهار محصنة؛ فأنشأ الجيش مواقع عبور وهمية لتحويل انتباه العدو. وفي "عملية بيتميورغ"، خدعوا الألمان بوهم وجود فرقة مدرعة أمريكية كاملة، مما منع هجوماً مضاداً محتملاً حتى سد الجنرال باتون الثغرة في خطوط الدفاع.

الإنقاذ في الساعة الحاسمة: معركة الثغرة

عندما شن الألمان هجومهم المفاجئ عبر غابات الأردين في ديسمبر/كانون الأول 1944 (معركة الثغرة)، وجدت القوات الأمريكية نفسها محاصرة في باستون.

هنا تدخل جيش الأشباح بشكل حاسم عبر "عملية كوداك". وقاموا ببث رسائل إذاعية مزيفة توحي بأن القوات الأمريكية تتحول للدفاع والانسحاب، بينما كانت تستعد في الواقع لهجوم مضاد كبير.

ساهمت هذه الخدعة في تشتيت القيادة الألمانية وإرباكها، مما ساعد في فك الحصار وإنقاذ آلاف الجنود. وفي مارس/ آذار 1945، نفذ الجيش آخر عملياته الكبرى، "عملية فيرسن"، قبل عبور الحلفاء لنهر الراين. ونجحوا في خداع الألمان لحشد قواتهم على بعد 20 ميلاً من موقع العبور الحقيقي، مما سهّل أحد أعقد العمليات في الحرب.

الإرث الدائم: من السرية إلى التكريم والتأثير

بعد عودة الجيش إلى أمريكا في يونيو/حزيران 1945، تم حله رسمياً في سبتمبر/أيلول، وظلت تفاصيل عملياته طي الكتمان لأكثر من خمسة عقود.

يشير الموقع إلى أن جيش الأشباح عانى خلال خدمته من خسائر محدودة للغاية بلغت 3 قتلى و30 جريحاً فقط، وهو إنجاز مذهل قياساً بتأثيره.

وفي مارس/آذار 2024، منح الكونغرس الأمريكي ثلاثة من أعضائه الباقين على قيد الحياة ميدالية الكونغرس الذهبية، تقديراً لبطولاتهم الخفية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مستشار إماراتي : اهلا بالجنوب العربي في مجلس التعاون الخليجي

عدن تايم | 605 قراءة 

لقاء عسكري يمني امريكي رفيع...هل اقتربت معركة التخلص من الحوثيين؟

بوابتي | 589 قراءة 

مائة ألف دولار تؤجّل صداماً سياسياً بين بن بريك والعليمي

صوت العاصمة | 531 قراءة 

شاهد بالصورة .. هكذا تبدو صنعاء الآن

كريتر سكاي | 467 قراءة 

رد سعودي حازم على جريمة مقتل الشيخ صالح حنتوس في ريمة

نيوز لاين | 431 قراءة 

السعوديه تعيد ترتيب أوراقها جنوب اليمن: قوات جديدة بقيادة خصم الانتقالي

نيوز لاين | 412 قراءة 

إعدام طفل دافع عن شرفه بعد محاولة اغتصاب من قيادي بارز استدرجه إلى فندق في صنعاء.. تفاصيل

نافذة اليمن | 353 قراءة 

دولتان فقط تنجوان من شبح الحرب النووية

المرصد برس | 297 قراءة 

من الجيش إلى السحل في الأسواق.. شاهد بالفيديو هكذا أهان الحوثيون بائعًا متجولًا في صنعاء

المشهد اليمني | 278 قراءة 

قيادية حوثية تشتم الصحابة علنًا.. فيديو صادم يفضح "الزينبيات" ويشعل الغضب في اليمن

نافذة اليمن | 256 قراءة