هل نحن بحاجة إلى يوم نحتفي فيه بالأغنية.. أم بحاجة ماسة إلى أغنية نحتفي بها كل يوم؟!

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 160 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
هل نحن بحاجة إلى يوم نحتفي فيه بالأغنية.. أم بحاجة ماسة إلى أغنية نحتفي بها كل يوم؟!

بلغة بسيطة سنتحدث هنا. ونتساءل بداية، من مِنّا في اليمن لا يسمع الأغاني بشكلٍ يومي؟ في البيت، في الشارع، في السيارة، في الباص، في العمل، في المقيل.. ليلًا أو نهارًا.

من مِنا لا يتذكّر أن “المسجّلة” كانت، بالنسبة لنا كيمنيين، من أساسيات البيت؟ إذ لا يخلو منزل من أشرطة فنانينا وأغانيهم الفياضة التي صقلت ثقافة المجتمع وشكلت كينونتنه الإنسانية.

الجميع هنا في الريف أو في المدينة، يسمع أغاني أو يرددها، حبًّا، شوقًا، حزنًا.. عتابًا.. إلخ.

بإرادته أو دونها. إن لم يكن يسمع الآن أغنيته المفضّلة، فحتمًا هو يسمع أخرى تصدح من الجوار، ويطرب بها.

قديمًا، كانت المرأة اليمنية، إن لم تغني، أو تسمع أغنية ما، “تُلالي” لتعبر عن فيض مشاعرها. وموروثنا الشعبي يزخر بملالاتها الجميلة.

في الحقل، كان اليمني “يتمهجل” بكلماتٍ بسيطة. حتى الأطفال كانت لهم أهازيجهم الغنائية الخاصة أثناء اللعب. أيضًا المكونات المجتمعية المختلفة سياسية أو حتى قبلية، قديمًا وحديثًا، أستخدمت الغناء والأهازيج أو (الزوامل)، لغة لمخاطبة الجماهير وتحشيدها عند الحاجة.

وهكذا.. تظل الأغاني خلفية دائمة لفرح اليمني، وحزنه، وكفاحه اليومي في مواجهة الواقع الذي يعيشه.

ومع انتشار الهواتف المحمولة، صار كل فرد يحمل ذاكرته الغنائية في جيبه، يتحكم بها بضغطة زر، في حِلّه وترحاله.

تختلف الذائقة من شخص لآخر تبعًا للتفاوت الثقافي، لكن، تجد الجميع طروبًا، ويغني.. رغم كل شيء. فالأغنية هي ثقافتنا، لغتنا التي لا تحتاج إلى مترجم، بل والوسيلة الأسهل لولوج وعي المجتمع وشد انتباهه.

اليوم، وبمناسبة  “يوم الأغنية اليمنية”، لا يسعنا حقيقة، إلا أن نعود ونتساءل مجددًا، في ظل ما نشهده من واقعٍ عبثي يشوّه تفاصيل الحياة وقيمها الجميلة، ويطال مختلف الفنون:

هل يكفينا هذا اليوم، فقط، لنحتفي بالأغنية اليمنية، ثم نلوذ غدًا في مأتم نأيٍ طويل؟.

حسنًا، ماذا نريد من هذا الاحتفاء؟ وماذا يعني لنا التفاخر بتنوّع تراثنا الغنائي؟ هل نحن بحاجة إلى يومٍ نحتفي فيه بالأغنية اليمنية، أم أننا بحاجة ماسّة إلى أغنيةٍ يمنية نحتفي بها كل يوم؟.

ما الذي يمكننا فعله إذن؟

دعونا نتساءل ونجيب، هل نملك شجاعة تحويل “أغانينا” إلى مشروع وطني يحمي ويحمل هويتنا الثقافية؟.

بالتأكيد، نحن مدعوون اليوم إلى مأسسة هذه الرغبة، وامتشاق موروثنا الغنائي، والانطلاق به نحو آفاق جديدة، بكل مسؤولية ووعي يقظ.

باختصار، وبعيدًا عن المزايدات والشعارات الزائفة، دعونا نعمل سويًّا، وبروح مؤسسية واحدة، على جعل الأغنية اليمنية وسيلتنا لتشذيب وعي المجتمع، والحفاظ على قيمه الجمالية، كمرتكزات ثقافية لاستعادة أيامنا المهدرة

والحليم تكفيه أغنية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

طلب مصري للرئيس ”العليمي” يثير ضجة كبيرة ويشعل المواقع

المشهد اليمني | 834 قراءة 

مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه تقدم على أمر هو الأول من نوعه في اليمن

كريتر سكاي | 450 قراءة 

بكاء أطفال وجثث متفحمة.. شاحن هاتف يمحو أسرة كاملة

الوطن العدنية | 331 قراءة 

عاجل.. إجازة رسمية في المدارس يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين

العين الثالثة | 322 قراءة 

هذا ما ستعلن عنه ”وزارة الداخلية” الحوثية بصنعاء تحت مسمى ”إنجاز أمني كبير”

المشهد اليمني | 295 قراءة 

اختراق داخلي حول عبدالملك وإسرائيل حصلت على معلومات هامة عن كبار القادة من هذا المصدر

نافذة اليمن | 273 قراءة 

تأجيل بيان الداخلية يكشف مأزق العصابة بعد أنباء مصرع عبدالكريم الحوثي

المنتصف نت | 269 قراءة 

طارق صالح ونائب أردوغان وآل ثاني والرئيس الشرع.. مباحثات يمنية مع سوريا وتركيا وقطر.. ماذا جرى؟

المشهد اليمني | 238 قراءة 

جدل واسع بعد بث خطاب الحوثي في مؤتمر القوميين العرب ببيروت بحضور حمدين صباحي ويحيى صالح

مندب برس | 233 قراءة 

من تهم التخابر إلى البراءة.. هكذا انتهت قضية 18 ضابطًا محتجزين لدى السعودية في نجران (أسماء)

مندب برس | 204 قراءة