بعد فضيحة تخلي ايران عن غزة.. عصابة الحوثي تفقد زخمها الخارجي وتعيش ارباك داخلي
تحاول عصابة الحوثي الايرانية في اليمن، التظاهر بانها متماسكة، من خلال الاستمرار في الادعاء بانها تناصر قضية غزة، رغم تخلي ايران عنها ولم تذكر غزة في اتفاق وقف اطلاق النار مع اسرائيل.
ويرى مراقبين دوليين بان اتفاق ايران واسرائيل الذي رعته واشنطن، ينسحب على عصابة الحوثي ايضا باعتبارها الذراع العسكرية المتبقية لطهران في المنطقة، مؤكدين في تصريحات لصحيفة " الشرق الاوسط اللندنية"، ان الحوثيين لديهم نوايا للاستمرار في ادعاءاتهم بشان غزة لحفظ ماء وجههم امام الراي العام المحلي والعربي.
اختراق اسرائيلي
وحسب المراقبين، ان الحوثيين لن يستمروا طويلا في ذلك الادعاء المكشوف، نتيجة ما تعرضوا له وجميع اذرع ايران وحتى النظام في طهران من اختراق استخباراتي اسرائيلي خلال الفترة الماضية.
وفي ظل مزاعم الحوثيين بشان استهداف اسرائيل وتهديدهم باغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية. ومع احتمالية تهديد السفن الأميركية؛ يرى إسلام المنسي الباحث المصري في الشؤون الإيرانية أنه بعد الانهيار الكبير في قدرات إيران العسكرية، ستعاني الجماعة الحوثية من فقدان الدعم والحماية، حيث ظهر المشغل الذي استخدمها وعدد آخر من الأذرع العسكرية بالمنطقة في عجز تام عن حماية عمق أراضيه ومنشآته الاستراتيجية.
وفي مقاربته للموقف الحوثي من المواجهة الإسرائيلية ـ الإيرانية، التي أعدها الباحث المصري المتخصص في قضايا الأمن الإقليمي،
يرجح المركز أن تخوف الجماعة من فكرة "الانكشاف الاستخباراتي" أمام إسرائيل، كان سبباً في إحجامها عن الانخراط بشكل كبير في التصعيد، إلى جانب دفعها باتجاه المزيد من الإجراءات الاحترازية والأمنية لتأمين قيادتها.
مجرد ورقة تفاوضية
وتواجه عصابة الحوثي حالياً احتمالية شنّ هجوم كبير عليها، وفق تحليل
المنسي لـ"الشرق الأوسط"، باعتبارها الفرع الوحيد ضمن الأذرع العسكرية لإيران الذي لا يزال يتمتع بقدرات عسكرية وحرية حركة كبيرة في المنطقة.
كما قد تكون الجماعة الحوثية مجرد ورقة تفاوضية إيرانية يتم إشهارها عند الحاجة، ويمكن تقديم تنازلات بشأنها أو التضحية بها من أجل حماية النظام الإيراني وبرنامجيه النووي والصاروخي ووقف استباحة الجغرافيا، وفقاً للمنسي الذي أشار إلى مواقف سابقة لوزير الخارجية الإيراني الذي عرض في جولات تفاوضية بشأن الملف النووي، تقديم تنازلات بشأن النفوذ في اليمن.
العودة الى الداخل
وبعد فشلها في تحقيق مكانة اقليمية ودولية بادعائها نصرة غزة خلال الفترة السابقة، وانكشاف زيف ذلك من قبل ايران نفسها، يتوقع ان تعود عصابة الحوثي للتحرك داخليا، ضد خصومها المحليين، لتعويض ذلك.
وحسب المحللين فان عصابة الحوثي ستعود لتعزيز مكانتها الداخلية بعد اهتزازها بشكل كبير بالضربات التي تعرضت لها من قبل امريكا واسرائيل خلال الفترة الماضية، وتصنيفها كمنظمة ارهابية وفرض عقوبات اقتصادية ومالية ومحاصرتها بحريا وجويا وبريا.
ويتوقع المحللين ان تعمل عصابة الحوثي حاليا وخلال الايام المقبلة على تعزيز صفوفها بالمقاتلين ورفد خزينتها بأموال الجبايات والتبرعات، حيث لجأت فعلا إلى تنشيط عدد من جبهات الحرب مع الحكومة الشرعية.
.ويشير المحللين الى ان عصابة الحوثي خرجت من لعب دور إقليمي، وانكفأت لتنفيذ دور محلي لتعزيز نفوذها الداخلي، وخسرت إمكانية لعب دور في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
حتمية الاستهداف
وفي الطرف المقابل تستعد قوات العدو الاسرائيلي لتجديد عملياتها ضد العصابة الحوثية، حيث تحدث وزير دفاعها كاتس، الأسبوع الماضي عن نوايا للتعامل مع الحوثيين مثلما تم التعامل مع طهران، وشددّ على أنه أمر الجيش بإعداد خطة ضد الجماعة.
ويعتمد توقيت الاستهداف الاسرائيلي للحوثيين وفقا لمحللين، على نشاط العصابة الحوثية نفسها، فبينما تحتاج إسرائيل إلى وقت للتحضير لهجماتها المتوقعة وجمع المعلومات الاستخباراتية، قد تلجأ إلى التعجيل بها إذا ما أعادت عصابة الحوثي تنشيط هجماتها بالصواريخ والمسيرات.
ووفقا للمحللين فان مناطق عصابة الحوثي تخضع حاليا لعملية جمع معلومات استخباراتية حول القادة والمواقع العسكرية ومصانع المسيرات ومخابئ الصواريخ، لذلك تحاول العصابة الايرانية احتواء تلك العنلية بشن حملات اختطاف واعتقال ضد اشخاص ينتمون لاطراف عدة وحتى ضد عدد من قادتها وعناصرها، لمنع التجسس، حسب زعمها.
وكانت عصابة الحوثي تعرضت لخسائر كبيرة في صفوف قادتها وعتادها العسكري جراء الاستهداف الامريكي الاخير، في حين تعرضت بنيتها الاقتصادية لتدمير كبير جراء الغارات الاخيرة بما فيها الاسرائيلية.
كل ذلك يجعل من عصابة الحوثي في حالة ضعف وارتباك وتخبط، لم تستغله القوات الحكومية في استكمال تحرير صنعاء والحديدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news