من خدمة المرضى إلى فضاء طائفي.. الحوثي يدمر مستشفيات صنعاء ويفاقم الأوبئة  

     
العاصمة أونلاين             عدد المشاهدات : 70 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من خدمة المرضى إلى فضاء طائفي.. الحوثي يدمر مستشفيات صنعاء ويفاقم الأوبئة  

في وقت تنشر الأمراض القاتلة في صنعاء تتخذ مليشيا الحوثي من المستشفيات والمراكز الطبية منصات لنشر الطائفية، حيث دأبت المليشيا على تكريس الطائفية في أروقة المشافي، على حساب أنين المرضى وصرخات المساكين، وعملت على حشد الأطباء والممرضين في مختلف مناطق العاصمة المحتلة صنعاء لحضور دوراتهم الطائفية بشكل إجباري.

 

وتواصل المليشيا استغلال المستشفيات والمرافق الصحية العامة كمواقع دعائية لنشر أفكارها الطائفية، بعيدًا عن الدور الإنساني والمهني المفترض أن تضطلع به هذه المؤسسات، ولم تكتفِ بذلك، بل شرعت في إجبار الكوادر الطبية من أطباء وممرضين وفنيين على حضور دورات طائفية مغلقة، لا تمت بصلة إلى مهامهم الإنسانية.

 

أحدث الفعاليات

 

آخر هذه الممارسات تمثّل في تنظيم مليشيا الحوثي فعالية طائفية في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة، بمناسبة ما يسمى "يوم الولاية"، والذي تُحاول الجماعة تحويله إلى مناسبة مهمة، رغم رفض شرائح واسعة له باعتباره تكريسًا للفكر الطائفي، ونهجًا دخيلًا على أبناء الشعب اليمن.

 

وتزامنت الفعالية مع تصاعد شكاوى المواطنين من تدهور الخدمات في مستشفى السبعين، وافتقار الكثير من أقسامه للأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، إضافة إلى تسجيل حالات انتشار لعدد من الأمراض المعدية، في مقدمتها الكوليرا والتيفوئيد والحمى الفيروسية، وسط عجز رسمي مريع عن الاستجابة.

 

ويعيش ملايين السكان في صنعاء حالة من الخوف، مع الانتشار المتسارع للأوبئة المُعدية؛ حيث ينذر تصاعد الإصابات بموجة وبائية تتطلب تدخلًا عاجلًا، في وقتٍ يعاني فيه القطاع الصحي العبث والإهمال والفساد المستشري من قبل المليشيات.

 

لا تهمهم أرواح الناس

 

يقول أمجد عبدالكريم (اسم مستعار)، وهو أحد الأطباء العاملين في مستشفى حكومي بصنعاء، "إنّ الوضع في المستشفيات أصبح لا يُحتمل"، مشرًا إلى أنهم ملزمون بحضور ما يسمونه بالدورات التثقيفية، لكنها في الحقيقة جلسات دعائية طائفية، بعيدًا عن النهج الطبي والعمل الصحي المنوط بنا كأطباء". حد تعبيره.

 

وأضاف لـ "العاصمة أونلاين": "في الوقت الذي نعاني فيه من نقص حاد في الأدوية والمعدات، وتدهور الخدمات الصحية في معظم المستشفيات والمرافق الصحية، يتم إنفاق الأموال لتنظيم فعاليات دعائية، وكأن أرواح الناس لا تهم هذه الجماعة".

 

وأشار "عبدالكريم" في حديثه، إلى أنّ دورات الحوثيين الطائفية تتكون من محاضرات متواصلة، فيها من التحريض والمصطلحات الطائفية، بالإضافة إلى تمجيد زعيم المليشيا ، كما أنها تشهد ممارسات لم يعهدها الموظفون في حياتهم".

استغلال سياسي للمستشفيات

 

الفعالية التي شهدها مستشفى السبعين مؤخرًا، والتي نظّمتها الجماعة تحت شعار "من كنت مولاه فهذا علي مولاه"، والتي لا تمت للقطاع الصحي بأي صلة، لم تكن الأولى من نوعها. فالمليشيا تسعى بشكل ممنهج لـ"حوثنة" القطاع الصحي، عبر تحويل المستشفيات الحكومية إلى أذرع إعلامية وعقائدية لها، على حساب الوظيفة الطبية والخدمة الإنسانية.

 

تقول طبيبة تعمل في مستشفى الثورة بصنعاء، طلبت عدم ذكر اسمها لـ "العاصمة أونلاين": "نتعرض لضغوط مستمرة لحضور فعاليات طائفية. في بعض الأحيان، تُرسل قوائم إلزامية بأسماء الأطباء والممرضين لحضور الدورات، ومن يرفض يُحرم من بدل المناوبة أو يُهدد بالنقل التعسفي".

 

جريمة مزدوجة بحق الإنسانية

 

استنكر الحقوقي المقيم في صنعاء "عرفات عبدالإله"، هذه الممارسات قائلًا: "ما يحدث هو جريمة مزدوجة: تسييس للمستشفيات وحرمان للناس من حقهم في العلاج، مؤكدًا أنّ المرضى ليسوا جمهورًا سياسيًا، وأنّ الكوادر الطبية ليسوا أدوات دعائية. ودعا إلى ضرورة أن تكون المستشفيات محل احترام تقدِّم الخدمة الإنسانية للمرضى بعيدًا عن الدعاية السياسية والطائفية".

 

من جانبه، وصف مدير عام مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري، الوضع بـ"المنهار أخلاقيًا"، في ظل سيطرة المليشيات على العاصمة صنعاء مضيفًا: "يجبر الأطباء على ترديد شعارات الجماعة، وحضور الدورات الطائفية، وهذا يمثل انتهاك صارخ. مؤكدًا أن هذه الممارسات "تشكل جريمة مزدوجة بحق الإنسانية والمهنة الطبية".

 

وقال "الزبييري" لـ "العاصمة أونلاين"، "في ظل تفاقم الأزمات الصحية والمعيشية في صنعاء، يجد المواطن نفسه بين فكي المرض والإهمال، فيما تستحوذ المليشيا على ما تبقى من مؤسسات الدولة لتحويلها إلى أبواق طائفية وأمنية، تاركة المرضى وحدهم يواجهون مصيرهم في مستشفيات فقدت بوصلتها الإنسانية".

 

وبينما يتزايد أعداد المرضى بصمت، وتكتظ أقسام طوارئ المستشفيات بالحالات الحرجة، تستمر الميليشيا في رفع الشعارات، وتزيين جدران المستشفيات بلافتات "الولاية" و"الغدير"، في مشهد عبثي يُجسّد كيف تحوّلت مؤسسات إنسانية إلى أدوات هيمنة فكرية، لا صلة لها بعلاج الإنسان أو إنقاذ حياته.

 

واعتبر مراقبون أنّ استخدام المستشفيات الحكومية في صنعاء كمنصات لنشر الطائفية، يعكس النهج الخطير الذي تتبناه ميليشيا الحوثي لتحويل المؤسسات الصحية إلى أدوات للسيطرة الفكرية، على حساب الحق الإنساني في الصحة والحياة الكريمة.

 

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

سحب الجنسية اليمنية من زعيم الحوثيين ” عبد الملك الحوثي ”

المشهد اليمني | 862 قراءة 

توجيهات عليا بمنع شخصية بارزة من السفر ووضعها تحت الإقامة الجبرية

نيوز لاين | 525 قراءة 

عضو الرئاسي اليمني “المحرمي” يتعهد بوقف انتهاكات الحوثيين والانخراط في سلام جاد

يمن ديلي نيوز | 418 قراءة 

قائد عسكري انشق عن الحو ثيين يكشف تفاصيل لأول مرة

كريتر سكاي | 394 قراءة 

صدور قرار جمهوري بتعيين امين عام لمجلس الوزراء

سبأ نت | 383 قراءة 

مليشيا الحوثي تعترف بمصرع قيادي كبير ينتحل رتبة عميد

المنتصف نت | 372 قراءة 

مليشيا الحوثي تتوعد الرياض باستئناف الهجمات الصاروخية وتضع البنوك والمطارات والموانئ في طليعة أهدافها

موقع الأول | 315 قراءة 

تعز.. تورط شخصيات أمنية في حماية شبكة ابتزاز واعتداءات جنسية يثير غضباً واسعا

تهامة 24 | 264 قراءة 

تصاعد التوتر في شبوة.. قبائل حمير تنضم إلى لقموش وسط اشتباكات مع قوات الانتقالي

المشهد اليمني | 247 قراءة 

انهيار تجاري مرعب بهذه المحافظة.. إغلاق 40 محل وعشرات المحلات تُعرض للبيع

نافذة اليمن | 219 قراءة