حذّر الخبير العسكري اللواء فايز الدويري من أن دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة العسكرية مع إيران سيغيّر موازين الصراع بالكامل، مؤكداً أن مواجهة واشنطن "ليست كمواجهة إسرائيل"، في ظل القدرات الهائلة التي تمتلكها القوات الأمريكية في المنطقة.
وقال الدويري، في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة، إن هناك مؤشرات واضحة على أن الإدارة الأمريكية تدرس سيناريوهات الهجوم على إيران منذ سنوات، بعضها يتضمن ضربات مشتركة أمريكية-إسرائيلية، وأخرى تركز على عمل عسكري أمريكي منفرد أو دعم إسرائيلي محدود.
وأضاف أن التقييمات الاستراتيجية لهذه السيناريوهات ترجح قدرة التحالف على تدمير البرنامج النووي الإيراني، لكنه استبعد أن تؤدي إلى هزيمة كاملة لطهران.
وأوضح الدويري أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو هجوم مزدوج تتولى فيه إسرائيل "دور رأس الحربة"، فيما تتكفل الولايات المتحدة باستكمال الضربات، مرجحاً أن الاستعدادات لهذا السيناريو جارية بالفعل.
وشدد الخبير العسكري على أن النظام الإيراني مطالب بإعادة تقييم حساباته بدقة، محذراً من أن مواجهة مع الولايات المتحدة قد تفضي إلى "إسقاط النظام أو حتى تقسيم البلاد"، خاصة في حال مقتل المرشد الأعلى علي خامنئي.
في السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، تأكيدها أن الرئيس ترامب سيحسم خلال أسبوعين قراره بشأن مهاجمة إيران، مضيفة أن "موقف الرئيس لن يكون مفاجئاً لأحد".
وأشار الدويري إلى أن الولايات المتحدة، رغم اقتصار تدخلها حتى الآن على الجانب الدفاعي ودعم إسرائيل بإسقاط الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، تحتفظ بإمكانات هائلة للهجوم، بما في ذلك القاذفات الإستراتيجية وصواريخ توماهوك وحاملات الطائرات المنتشرة في المنطقة.
وعن أداء إيران في التصعيد الأخير، قال الدويري إنها اتبعت استراتيجيات متغيرة بين الهجمات المكثفة والهجمات النوعية المتزامنة وغير المتزامنة، بهدف إرباك إسرائيل وخلق ضبابية في سير العمليات. واعتبر أن هذه التكتيكات تنطوي على نقاط قوة من حيث القدرة على الإغراق، لكنها قد تمنح الطرف الآخر مؤشرات مبكرة على الهجمات عند تزامنها الزمني.
يُذكر أن الصراع تصاعد منذ منتصف يونيو/حزيران الجاري، مع شن إسرائيل هجمات واسعة على أهداف إيرانية شملت منشآت نووية وقواعد عسكرية، تلاها رد إيراني بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه عمق الأراضي الإسرائيلية.
ويرى مراقبون أن مستقبل المواجهة يظل مرهوناً بموقف الولايات المتحدة النهائي، وسط مخاوف من أن انخراط واشنطن هجومياً قد ينقل المنطقة إلى مواجهة شاملة ذات تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي.
المصدر: الجزيرة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news