حذّرت روسيا من اقتراب اليمن من منزلق عسكري خطير في ظل الجمود السياسي المتفاقم، داعية إلى تحرك عاجل لاستئناف المحادثات المتوقفة، في وقت تتزايد فيه مؤشرات انهيار التفاهمات التي شُيّدت على مدى العامين الماضيين.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة لمجلس الأمن، إن العملية السياسية في اليمن “وصلت إلى طريق مسدود”، مؤكدًا أن حالة الجمود الراهنة تغذي احتمالات التصعيد العسكري بين الأطراف اليمنية، ما قد يقود إلى “مواجهة شاملة يصعب احتواؤها”.
ودعا نيبينزيا إلى تنشيط دور الوساطة الدولية، والانخراط بجدية مع جميع الفاعلين اليمنيين، بمن فيهم مليشيا الحوثي، لتجاوز حالة انعدام الثقة وتهيئة الأرضية لحل سياسي عادل ومتوازن ينهي الأزمة الممتدة.
وفي سياق متصل، أعرب المندوب الروسي عن قلق بلاده من تفاقم التوترات الإقليمية، خاصة بعد انتهاء فترة الهدوء غير المُعلن بين الولايات المتحدة ومليشيا الحوثي في البحر الأحمر، والتي أعقبتها سلسلة من الهجمات الحوثية استهدفت مواقع إسرائيلية، من بينها مطار بن غوريون.
واعتبر نيبينزيا أن هذه الهجمات تُسهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الردود الإسرائيلية، وعلى رأسها الغارات الجوية المكثفة على الأراضي اليمنية، كانت “مفرطة وغير متناسبة”، وأسهمت في تعقيد المشهد بشكل أكبر.
وأوضح أن هذه الغارات أدت إلى تدمير ثماني طائرات مدنية في مطار صنعاء، فضلاً عن تضرر مرافق حيوية في ميناء الحديدة، مما يُفاقم هشاشة الوضع الإنساني ويهدد استقرار البلاد بأكملها.
وفي معرض حديثه عن الوضع الإنساني، حمّل نيبينزيا التدخلات الخارجية جانبًا كبيرًا من المسؤولية عن تفاقم الأزمة، لافتًا إلى أن أكثر من 19.5 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في ظل تفشي الأمراض وتراجع تمويل خطط الاستجابة الدولية.
وأبدى المندوب الروسي استياء موسكو من استمرار احتجاز موظفين محليين يعملون في منظمات أممية ودولية ضمن مناطق سيطرة الحوثيين، واصفًا ذلك بأنه “خرق للقانون الدولي ومساس خطير بالعمل الإنساني”.
في ختام إحاطته، أثنى نيبينزيا على الدور الذي تؤديه بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، مشيرًا إلى إسهامها في تخفيف التوترات وضمان تدفق المساعدات الإنسانية في واحدة من أكثر المناطق حيوية وتأثرًا بالنزاع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news