خلافات تعصف بمكتب التخطيط في تعز
وكالة المخا الإخبارية
تصاعدت وتيرة الخلافات داخل مكتب التخطيط والتعاون الدولي في محافظة تعز، بعد صدور وثيقة رسمية مثيرة للجدل تطالب بمحاسبة كل من يثبت تورطه في قضايا فساد أو إساءة وتشويه السمعة، في إشارة مباشرة إلى منشور للقيادي الناصري عادل العقيبي، الذي كشف فيه جانباً من عبث المنظمات وتدخلاتها في العمل التنموي بالمحافظة.
الوثيقة، الصادرة بتاريخ 6 يونيو الجاري والموجهة من مدير مكتب التخطيط نبيل جامل إلى محافظ تعز نبيل شمسان، وصفت ما كتبه العقيبي على صفحته بـ"مزايدات حزبية"، مدعية عدم وجود ما يستدعي القلق في أداء المكتب، رغم تصاعد الأصوات التي تطالب بالتحقيق في تدخلات المنظمات والعبث الممنهج بملف الدعم الدولي.
وطالبت الوثيقة بإحالة ملف العقيبي إلى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ونيابة الأموال العامة، وفتح تحقيق شامل في كل ما كُتب وما يُنسب إلى مكتب التخطيط، مع نشر نتائج التحقيق على وسائل الإعلام.
في المقابل، رد العقيبي مؤكدًا أن منشوره ليس سوى "مقدمة فقط"، وأن "المتن" لم يُنشر بعد، مضيفًا أن مكتب التخطيط بات "غرفة مظلمة تحتاج إلى أشعة الشمس لتمييز ما بداخلها"، ساخراً من توقيع الوثيقة بختم المكتب خلال عطلة رسمية، وموجهاً الشكر غير المباشر لنبيل جامل على دفع الملف نحو التحقيق، متسائلًا: "لكن كيف تم ختم الوثيقة والمكتب مغلق؟".
من جهته، فجّر نائب مدير المكتب، نجيب أنور الشاذلي، مفاجأة مدوية بإعلانه تأييده الكامل لما أثير في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الاختلالات في إدارة المكتب، واصفًا إياها بأنها "حقيقة ساطعة لا تقبل اللبس".
وفي بيان رسمي تلقيناه منه، شدد الشاذلي على أن "التنمية والفساد ضدان لا يلتقيان"، مشيرًا إلى أن المحافظ شمسان لن يقبل بإدارة الملف التنموي بذراع مشلول، مؤكدًا أن القيادة الحالية للمكتب أدخلت العمل المؤسسي في حالة شلل إداري، مشيرًا إلى وجود تجاوزات إدارية ومالية واضحة منذ تسلّم نبيل جامل إدارة المكتب.
وفي رسالة نارية، وجّه الناشط السياسي محمد العامري نقدًا لاذعًا لمكتب التخطيط، واصفًا رد المكتب بأنه لا يعكس سوى "جهل صادم بالمسؤولية العامة"، ومتهماً إدارته بالهرب إلى الأمام عبر المطالبة بالتحقيق فيما يُنشر بدلاً من التحقيق في ما يجري داخل المكتب من فساد وعبث ومحسوبية.
وتساءل العامري: "أي وقاحة إدارية هذه؟ وأي مكتب يرى في الرأي العام خطرًا على سمعته ولا يرى في صفقاته السرية وسوء إدارته ما يستحق المحاسبة؟"، مؤكداً أن "تعز ليست مزرعة خاصة بأحد، والمنظمات ليست ملكية حصرية، والمجتمع ليس أداة تلميع لعجز الفاسدين".
ودعا العامري إلى تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في ما وصفه بـ"الملفات السوداء" داخل المكتب، قائلاً إن محاولات إسكات الأصوات ستقابل بفتح ملفات أكبر وأكثر إحراجًا، موجّهًا تحدياً صريحًا لمدير المكتب نبيل جامل لعقد مؤتمر صحفي علني يرد فيه على الشكاوى والاتهامات والوثائق التي تم جمعها من الميدان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news