مواطنون : الحوثي حوّل صلاة عيد الأضحى إلى موسم لبث سمومه الطائفة
شهدت العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي في اليمن، تراجعًا ملحوظًا في أعداد المصلين المشاركين في صلاة عيد الأضحى لهذا العام، في مشهد غير مألوف يعكس حجم الاستياء الشعبي من السياسات الطائفية والسلالية التي تنتهجها الجماعة، بالإضافة إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين.
الطائفية تُغيّب روح العيد
وفقًا لشهادات مواطنين في صنعاء وذمار وصعدة، فإن شعائر العيد التي كانت تمثل رمزًا للوحدة الاجتماعية والتسامح، تحولت في السنوات الأخيرة إلى منابر لترويج الخطاب الطائفي والسياسي من قبل جماعة الحوثي، حيث تستغل الجماعة المناسبات الدينية لبث خطابها العقائدي، وتمجيد قياداتها، والتعبئة ضد خصومها السياسيين.
يقول محمد عبد الله أحد سكان صنعاء، في حديث لـ"المنتصف":
"منذ سنوات فقدت صلاة العيد معناها الروحي والاجتماعي. أصبح الخطباء يتحدثون عن الولاية والعدوان والولاء للقيادة، بدلاً من الحديث عن التسامح والتكافل وصلة الأرحام. كثير من الناس فضّلوا البقاء في بيوتهم بدلًا من الذهاب لسماع خطب سياسية مغلفة بالدين."
الضغوط الاقتصادية تثقل كاهل اليمنيين
إلى جانب الاستياء من الخطاب الطائفي، تعاني الأسر اليمنية في مناطق الحوثيين من أوضاع اقتصادية متدهورة، نتيجة توقف صرف الرواتب، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والملابس، وتراجع القوة الشرائية.
يؤكد عامر سعيد ، موظف حكومي في ذمار:
"لا رواتب، ولا عيديات، ولا قدرة على شراء كسوة العيد للأطفال. كيف نذهب للصلاة ونحن نشعر بالخذلان والذل؟ الناس لا تملك ثمن الخبز، فكيف ستحتفل؟"
وأظهرت صور ومقاطع متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي خلو عدد من الساحات الكبرى، التي كانت تمتلئ بالمصلين في الأعوام الماضية، من التجمعات المعتادة، بينما اقتصرت صلاة العيد في بعض المناطق على حلقات محدودة من أنصار الجماعة.
حالة من السخط الصامت
يرى مواطنون أن عزوف عن المشاركة في صلاة العيد هو رسالة احتجاج غير مباشرة ضد سلوك الجماعة، التي حولت الدين إلى وسيلة للهيمنة السياسية والتمييز السلالي. كما يعكس هذا العزوف تراجع ثقة المواطنين في الخطاب الديني الذي تسوقه الجماعة كغطاء لممارساتها القمعية.
ويحذر الناشط الحقوقي "خالد الوصابي" من أن استمرار الحوثيين في تسييس الدين قد يؤدي إلى نتائج عكسية:
"الناس بدأت تنفر من المساجد والفعاليات الدينية لأنها لم تعد ترى فيها ملاذًا روحيًا بل أدوات قمع وتعبئة مذهبية. هذا خطر يهدد النسيج الديني والاجتماعي لليمن."
خاتمة..
بين طائفية الخطب، وضيق العيش، والاحتقان الاجتماعي، استقبل اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين عيدهم هذا العام بقلوب مثقلة، وأجواء باهتة، دون زينة ولا فرحة. غاب كثير من المصلين عن الساحات، ولكن حضور السخط الشعبي كان حاضرًا بصمتٍ لافت، قد يتصاعد ما لم تتغير السياسات التي تسرق من اليمنيين حتى فرحة أعيادهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news