يمن ديلي نيوز:
أفادت هيئة المسح الوطني الإيرانية بأن أكثر من 90 ألف كيلومتر مربع من أراضي إيران مهددة بظاهرة الهبوط الأرضي، في كارثة بيئية تهدد البنية التحتية وحياة الملايين، بسبب الجفاف وتغير المناخ وسوء إدارة الموارد المائية.
وذكر رئيس هيئة المسح الإيراني، إسكندر صيدائي، في تصريح له بتاريخ 7 مايو/أيار الجاري، أن الظاهرة تضرب محافظات رئيسية مثل طهران، أصفهان، كرمان، وخراسان رضوي، مشيرًا إلى أن المساحة المتضررة تعادل مساحة خمس دول كبرى.
ووصف صيدائي الوضع بـ”الكارثي”، حيث تصل معدلات الهبوط إلى 35 سنتيمترًا سنويًا في رفسنجان بمحافظة كرمان، متجاوزة المعايير العالمية. في المقابل، تسجل العاصمة طهران، التي تحتضن نحو 20% من سكان البلاد، معدلات هبوط تتراوح بين 8 و12 سنتيمترًا سنويًا، ما يعرّض الطرق العامة، وأنابيب المياه والغاز، لخطر الانهيار.
وأرجعت الهيئة أسباب هذه الظاهرة إلى الإفراط في استخراج المياه الجوفية، والذي يؤدي إلى فقدان نحو 1.7 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، ما يتسبب في تدمير الطبقات الجوفية وزيادة مخاطر الزلازل، وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”.
وحذرت هيئة المسح من أن استمرار الإهمال قد يؤدي إلى انهيار شامل للبنية التحتية والاقتصاد المحلي، في ظل غياب الإرادة السياسية لمواجهة الكارثة المتصاعدة.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، تشمل الأضرار الناتجة عن الهبوط الأرضي تشققات في الطرق، وتدمير التربة الزراعية، وتلوثها بالملوحة، لاسيما في المناطق الزراعية الحيوية.
وفي حين تتهم مصادر محلية النظام الإيراني بالتعتيم على حجم الأزمة، حيث رفض نشر خرائط الهبوط الأرضي، صرح صيدائي بأن النظام يتجاهل هذا “التهديد الوطني”، مشبّهًا إهماله بكارثة انفجار بندر عباس.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن تركيز النظام على المشاريع العسكرية يُفاقم الأزمة، في ظل تجاهل مستمر لإدارة ملف المياه بشكل علمي ومنهجي.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير صحفية بأن العاصمة الإيرانية طهران تواجه أسوأ هبوط أرضي في العالم، نتيجة التغير المناخي وسوء إدارة المياه، ما يجعلها واحدة من أخطر المناطق جغرافيًا من حيث استقرار البنية التحتية.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها أن التشققات تهدد مطار البلاد الرئيسي، ومواقع أثرية مدرجة على لائحة اليونسكو، مثل مدينة برسيبوليس القديمة، كما تعاني شبكات السكك الحديدية من أضرار واضحة نتيجة هذه الظاهرة.
وبحسب الصحيفة، دفع الوضع الراهن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى مناقشة فكرة نقل العاصمة إلى موقع آخر، حيث تشير البيانات إلى أن جنوب غرب طهران يشهد هبوطًا يصل إلى 31 سنتيمترًا سنويًا، بينما يعتبر معدل 5 ملم سنويًا مرتفعًا وفقًا للمعايير الدولية.
ويُهدد الهبوط الأرضي بشكل مباشر نحو 11% من مساحة البلاد، في مناطق يقطنها ما يقرب من نصف سكان إيران البالغ عددهم نحو 90 مليون نسمة.
مرتبط
الوسوم
هبوط أرضي
إيران
طهران
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news