مينائي رأس عيسى والصليف .. شرياني النفط والسلاح الإيراني للحوثيين

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 26 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 مينائي رأس عيسى والصليف .. شرياني النفط والسلاح الإيراني للحوثيين

مينائي رأس عيسى والصليف .. شرياني النفط والسلاح الإيراني للحوثيين

منذ بداية الحديث حول تدخل إيران بالشأن الداخلي اليمني في منتصف تسعينيات القرن الماضي، يتم الإشارة إلى أطماعها الاستراتيجية في اليمن، والمتمثلة بالوصول إلى البحر الاحمر، وتحديدًا مضييق باب المندب، الشريان التجاري الحيوي بالنسبة للعالم أجمع

.

ومع ظهور عصابة الحوثي الايرانية، وخوضها ست حروب  ضد الحكومة اليمنية مطلع الألفية، تأكدت المساعي الإيرانية الخبيثة في اليمن والمنطقة، وسعت بكل ثقلها بمساندة دول إقليمية وجماعات الدين المتطرفة إلى تحقيق هدفها بالوصول إلى البحر الاحمر.

ووجدت إيران ضالتها تلك خلال ما سمي الربيع العربي الذي اجتاح دولًا عدة بالمنطقة كانت تشكل قلقًا للعدو الإسرائيلي، ومنها اليمن، حيث عمدت جماعات الفوضى حينها لتمكين أذرع إيران ومنهم عصابة الحوثي المنبوذة في اليمن لتحقيق أهداف وأطماع إيران في المنطقة بالوصول إلى البحر الاحمر.

الحوثيون .. وتحقيق الأطماع 

ومنذ سقوط النظام في اليمن على وقع فوضى كيانات الإخوان وإيران، والتي قادت إلى أهم منجز لها بتمكين الحوثيين ذراع ايران في اليمن من استباحة البلاد في سبتمبر 2014، والتي سعت مباشرة أي في أكتوبر 2014 بالوصول إلى موانئ الحديدة على البحر الاحمر.

ومع وصول عصابة الحوثي إلى ميناء الصليف -تحديدًا- والواقع في شمال الحديدة على البحر الأحمر الذي يُعدُّ من أهم الموانئ الطبيعية في اليمن، بدأت إيران بتحقيق أهدافها وأطماعها في اليمن والمنطقة.

وهنا لا يمكن أن ينكر أحد حقيقة ارتباط جماعات الإخوان في اليمن والمنطقة عمومًا بالرؤية الخمينية للوصول إلى المناطق المقدسة في السعودية وأهم الثروات والممرات المائية في البلدان العربية، والجماعتين الإخوانية والشيعية هما كيانان مشبوهان تم فرضهما على البلدان العربية والإسلامية لتأمين اسرائيل من خلال تدمير الدول، التي تشكل تهديدًا على ذلك الكيان، من داخل تلك الدول.

ميناء الصليف .. شريان السلاح

فمنذ سيطرتها على ميناء الصليف في الحديدة، قامت عصابة الحوثي بربطه مباشرة بغرفتي العمليات العسكرية التابعة لها في صعدة معقلها الرئيس، وأخرى في صنعاء.

وفرضت عصابة الحوثي إجراءات عسكرية في ميناء الصليف ومحيطه، وتم تحويله إلى منشأة عسكرية بعد أن كان منشأة اقتصادية يُعنى بتصدير الملح الصخري المتميز، باعتبار مديرية الصليف التي تعد أكبر مديريات الحديدة تحوي أكبر صخور ملح طبيعي.

وظلت عصابة الحوثي منذ سيطرتها على الميناء، وهي تستغله في عمليات تهريب الأسلحة الايرانية، والتي كان آخر تلك العمليات في 5 فبراير 2025، حيث استقبلت سفينة روسية قادمة من ميناء بندر الخميني في إيران ومرت عبر ميناء تركيا، وهي محملة بشحنة أسلحة إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيرانيي.

وذكرت مصادر ملاحية، أن الحوثيين استقبلوا مساء 5 فبراير الماضي، سفينة روسية تدعى  "ZAFAR"  على متنها أسلحة إيرانية، حيث تم فرض إجراءات مشددة على الميناء حينها، بما فيها طلب من سفينة كانت في الرصيف الثاني لميناء المغادرة.

وكانت عصابة الحوثي حوّلت ميناء الصليف إلى ميناء عسكري، وسلمت إدارته والإشراف على نشاطه الملاحي لعناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وذلك مطلع العام 2017.

وحسب المصادر الملاحية، فإن الإيرانيين أنشؤوا في الميناء، مخازن ضخمة، وبنوا ورش عسكرية لتنفيذ عمليات تفخيخ زوارق بحرية، وتركيب أسلحة مضادة للسفن على زوارق أخرى، فضلًا عن ورش لصناعة الألغام البحرية.

الأهمية الاستراتيجية لميناء الصليف

يعتبر ميناء الصليف واحداً من أهم الموانئ الاستراتيجية في اليمن، يقع شمال مدينة الحديدة بمسافة تصل إلى 60 كيلومتراً، ويتميز الميناء بالأعماق الكبيرة التي تصل إلى 50 قدماً بحيث يستطيع استقبال بواخر عملاقة تصل حمولتها إلى 55000 طن. ويمتلك ميناء الصليف رصيفاً مجهزاً لرسو السفن العملاقة، بالإضافة إلى صلاحيته لاستقبال سفن الترانزيت، ونظراً لتلك الامتيازات فقد خصص الميناء لاستقبال سفن القمح والذرة والمواد السائبة الأخرى.

ويتميز الميناء بحمايته الطبيعية من الأمواج بجزيرة كمران، التي تبعد عنه أقل من 3 أميال بحرية، وتمثل موقعاً استراتيجياً في الجانب العسكري للحوثيين، حيث تعد من أكثر المناطق التي استهدفتها الغارات الأمريكية التي استمرت لـ52 يوماً قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقفها الثلاثاء الماضي.

وجاء استهداف الجزيرة الواقعة في نطاق مديرية الصليف نتيجة احتوائها على الكثير من الثكنات والأنفاق العسكرية، ومواقع خاصة بالقيادة والسيطرة؛ والتي من خلالها يدير الخبراء العسكريون الكثير من العمليات العسكرية التي تنفذها عصابة.الحوثي.

ونتيجة لخصائصه الطبيعية التي يمتاز بها ولبعده عن مركز مدينة الحديدة، ولقربه من جزيرة كمران الاستراتيجية، يُعد ميناء الصليف من أهم المنافذ التي يستخدمها الحوثيون في عملية تهريب السلاح القادم من إيران مروراً بالقرن الأفريقي والبحر الأحمر.

من الناحية الاقتصادية، تعد موانئ الحديدة من أهم الأوعية الإيرادية للحوثيين، وبحسب التقارير السنوية للعام 2023 بلغت إيرادات ميناء الحديدة 395 مليون دولار، وبلغت إيرادات ميناء الصليف 119 مليون دولار، وبلغت إيرادات ميناء رأس عيسى 80 مليون دولار، أي إن ميناء الصليف يُعد الميناء الثاني من حيث الأهمية بالنسبة للحوثيين بعد ميناء الحديدة.

ميناء رأس عيسى .. شريان النفط والغاز

كما تم إعداد ميناء الصليف ليكون شريان لإمدادات السلاح الإيراني ، تم إعداد ميناء رأس عيسى على البحر الاحمر ليكون ميناء إمدادات النفط والغاز الإيراني للعصابة الحوثية ويكون مصدر دخل رئيسي للعصابة وإيران على حدٍ سواء من دون اليمنيين.

عمدت عصابة الحوثي إلى استغلال منشآت اليمنيين الحيوية   لتكون في خدمة إيران ومصالحها ومخططاتها في اليمن والمنطقة التي تخدم اسرائيل بالدرجة الأولى.

فمنذ هدنة ابريل 2022 بشأن وقف العمليات العسكرية وغارات التحالف السعودي على الحوثيين، بعد التفاهم مع ايران بوساطة صينية، لجأت عصابة الحوثي إلى ضرب منشآت تصدير النفط والغاز في شبوة وحضرموت، لمحاصرة اليمنيين في المناطق المحررة وحرمانهم من عائدات النفط والغاز، في حين عملت على مساعدة إيران في استغلال نفطها وغازها المفروض عليهما عقوبات أمريكية ودولية.

وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، مكنت عصابة الحوثي شركات إيرانية لإدارة ميناء رأس عيسى والاستثمار بالمنطقة، وقامت بتهجير سكان عدد من قرى رأس عيسى قسريًا على ضوء تلك الخطط الإيرانية 

كما قامت بتحويل الميناء الى منطقة لإدارة عمليات النفط والغاز الإيراني والعراقي المهرب، وتحويل عوائد تلك العمليات إلى النظام الإيراني للهروب من العقوبات المفروضة عليها.

أهمية ميناء رأس عيسى  

يتميز ميناء رأس عيسى أنه يحتوى على منشآت نفطية تابعة لشركة صافر، منها خزانات ضخمة كانت مرتبطة بعمليات الخزان العائم المتهالك سفينة صافر التي تم استبدالها من قبل الامن المتحدة.

ويُعد أول ميناء أُنشئ في اليمن عام 1986 من أجل تصدير النفط عبر السفينة العائمة "صافر"، يقع على ساحل البحر الأحمر شمال محافظة الحديدة، ويتميز بموقعه الإستراتيجي قرب مضيق باب المندب.

يقع ميناء رأس عيسى الذي سيطرت عليه عصابة الحوثي عام 2015  على ساحل البحر الأحمر عند خط عرض 15 درجة شمالا وخط طول 42 درجة شرقا، ويبعد نحو 78 كيلومترا عن محافظة الحديدة.

أنشئ الميناء عام 1986 ليكون محطة تصدير عائمة للنفط باستخدام السفينة "صافر" التي ترسو بشكل دائم بالقرب من الساحل، ويرتبط بخط أنابيب يمتد مسافة 438 كيلومترا لنقل النفط الخام من حقول مأرب.

وتصل القدرة التخزينية للمحطة إلى نحو 3 ملايين برميل، تحفظ في 34 خزانا نفطيا، وبلغت طاقتها التصديرية حتى عام 2011 نحو 200 ألف برميل نفط يوميا.

وكانت تدير المحطة شركة صافر لاستكشاف وإنتاج النفط حتى سيطرة عصابة الحوثي  عليها، فأصبحت تتبع إدارة ميناء الصليف الذي يتبع مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية.

الأهمية الإستراتيجية

يعد ميناء رأس عيسى النفطي من أهم المرافئ المتخصصة في تصدير النفط الخام باليمن، ويشكل نقطة عبور رئيسية للنفط اليمني إلى الأسواق العالمية بفضل موقعه الإستراتيجي القريب من مضيق باب المندب.

يصل عمق المياه في الميناء إلى نحو 50 مترا، مما أهله لاستقبال السفن النفطية العملاقة، وتشير مصادر إلى أنه قادر على استقبال أكثر من 50 سفينة وناقلة نفط.

ومنذ سيطرتها على الميناء استخدمته عصابة الحوثي  للتزود بالوقود لأغراض عسكرية وتحقيق مكاسب اقتصادية من عائدات استيراد الوقود وبيعه، إضافة إلى تحويله لموقع لتخزين الأسلحة ومنصة لإطلاق الصواريخ تجاه سفن الملاحة الدولية في البحر الاحمر.

ونظرًا لأنشطتها المشبوهة المرتبطة بإيران، عرضت عصابة الحوثي ميناء رأس عيسى وموانئ الحديدة الأخرى للدمار الكامل جراء الغارات الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية.في مخطط يبدو أنه مرسوم ومُعدٌ بعناية من قبل إيران واسرائيل يهدف لتدمير جميع منشآت اليمنيين الحيوية بذرائع إيرانية يمكنها من التواجد في البحر الأحمر عسكريًا.

وكانت القيادة المركزية الأمريكية أعلنت  تدمير ميناء رأس عيسى النفطي، بهدف "تقويض مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين".

ورغم أنها تسببت بتدمير اهم موانئ البلاد إلا أن عصابة الحوثي ما زالت تروّج لأكاذيب وتضليلات مدعية انها تمكنت من إعادة تأهيل تلك الموانئ وحتى مطار صنعاء ومحطات الكهرباء وأنها ستعود خلال أيام للعمل.

كل ذلك التضليل الحوثي من أجل استمرار العدوان الخارجي في استهداف تلك المنشآت في تلك المناطق التي تتواجد فيها تلك المنشآت المدمرة. 

اليوم، تلك الشرايين الحيوية الهاصة باليمنيين والتي تم استغلالها لصالح الإرهاب الإيراني والحوثي خلال الفترة الماضية، يتم تدميرها لإزالة آثار الجريمة التي مورست من خلالها بحق ابرياء على مدى سنوات.. تلك العصابة ومن يتهادن معها تناسوا أن الحقوق والجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

محمد علي الحوثي يوجه دعوة إلى السعودية والامارات وقطر

بوابتي | 1437 قراءة 

عاجل : غارات للطيران تهاجم قوات الشرعية اليمنية في هذه المحافظة ..."تطورات خطيرة"

جهينة يمن | 1116 قراءة 

صفقة سرّية ونهاية مرتبكة: ماذا وراء إعلان ترامب النصر على الحوثيين؟

مساحة نت | 901 قراءة 

من غزة إلى طهران.. ترامب يضع الخليج أمام 4 خيارات مصيرية

مساحة نت | 818 قراءة 

فنجان القهوة يشعل الجدل.. لماذا رفضه ترامب أمام ولي العهد السعودي؟

مساحة نت | 671 قراءة 

في قصر اليمامة.. ترامب يلتقي ولي العهد السعودي ويطلق عليه هذه الصفة..!

حشد نت | 668 قراءة 

بعد هروبها من زوجها وإجراء عملية تصحيح ناجحة...فتاة يمنية تفاجئ الجميع وتتحول إلى "ذكر" .."شاهد"

جهينة يمن | 641 قراءة 

عاجل : انهيار كارثي للريال اليمني أمام العملات الأجنبية في صنعاء وعدن

جهينة يمن | 528 قراءة 

البخيتي يسخر من الحو ثيين عن قرب تشغيل مطار صنعاء ويشترط هذا الامر

كريتر سكاي | 460 قراءة 

لن تصدق كيف حدث ذلك...مقيم يمني في قبضة "المجاهدين" في السعودية وتوجيه تهمة خطيرة ضده..."شاهد"

جهينة يمن | 451 قراءة