من يملك القرار في اليمن؟ قراءة في مراكز النفوذ بين الداخل والخارج

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 222 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من يملك القرار في اليمن؟ قراءة في مراكز النفوذ بين الداخل والخارج

في خضم صراعٍ دامٍ طال أمده، تُطرح أسئلة كثيرة عن مستقبل اليمن، لكن واحدًا منها يبقى الأكثر إلحاحًا: من يملك القرار فعلاً في اليمن؟

الواقع السياسي المعقد يضعنا أمام مشهد تتداخل فيه قوى الداخل مع نفوذ الخارج بشكل يصعب معه رسم خط فاصل بين الإرادة الوطنية والتوجيه الإقليمي. فبين حكومة معترف بها دوليًا، وقوى الأمر الواقع، وتدخلات مباشرة من قوى إقليمية ودولية، يبدو أن مفهوم “السيادة” لم يعد كما كان.

الخارطة السياسية: سلطة بدون سيطرة

الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تبدو نظريًا رأس السلطة، لكنها عمليًا محاصرة بقيود الواقع الميداني والسياسي.

في الشمال، يسيطر الحوثيون على صنعاء وعدد من المحافظات، ويتصرفون كدولة كاملة بجيش، وقضاء، وإعلام.

في الجنوب، يتمدد المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم إماراتي واضح، ويُعيد رسم التوازنات العسكرية والإدارية.

أما في مناطق الشرعية، فغالبًا ما تتوزع الولاءات بين فصائل مختلفة، تتفق على الخصومة، وتتنافس على الموارد.

النفوذ الإقليمي: القرار الحقيقي في العواصم لا في صنعاء أو عدن

لا يمكن الحديث عن القرار اليمني دون استحضار الرياض وأبو ظبي وطهران.

•السعودية تمسك بزمام المبادرة في الملف اليمني منذ انطلاق “عاصفة الحزم”، وتتحكم بشكل كبير في الترتيبات العسكرية والدبلوماسية.

•الإمارات تتبنى سياسة أكثر استقلالًا في الجنوب، عبر دعم الانتقالي وقوات النخبة، ما يعكس تباعدًا في الأولويات داخل التحالف نفسه.

•إيران، من جهتها، تدير علاقاتها مع الحوثيين بذكاء استراتيجي، عبر الدعم العسكري والإعلامي، دون التورط المباشر، مما يمنحها تأثيرًا حقيقيًا بأقل تكلفة.

•الولايات المتحدة وبريطانيا حاضرتان من خلف الستار، عبر مفاوضات، وضغوط على الأطراف، ورؤية عامة لإعادة ترتيب النفوذ في المنطقة.

النخبة اليمنية: غياب الصوت المستقل

رغم وجود عدد لا بأس به من الشخصيات السياسية والإعلامية والفكرية، إلا أن حضورها غالبًا شكلي أو تابع لهذا المحور أو ذاك.

القرار السياسي اليمني، في صورته الحالية، لا يُصنع في اليمن، بل يُستهلك بعد أن يُطبخ خارجيًا.

غياب الأحزاب الفاعلة، وتفكك النسيج السياسي، وانعدام المشروع الوطني الموحد، كلها عوامل جعلت النخب إما رهينة للمال الإقليمي، أو صامتة أمام المشهد العبثي.

خاتمة: هل القرار اليمني أصبح وهمًا؟

ما نعيشه اليوم ليس مجرد أزمة سياسية أو عسكرية، بل أزمة قرار، وأزمة هوية سيادية.

السؤال الأهم الذي علينا جميعًا أن نواجهه:

هل ما زال بإمكان اليمن أن يصنع قراره من داخله، بأيدٍ يمنية خالصة؟ أم أننا نعيش مرحلة “السيادة المؤقتة”، بانتظار تسويات ترسمها القوى الكبرى؟

الزمن وحده سيجيب، لكن ما هو مؤكد: أي سلام لا يستعيد القرار اليمني، سيظل مجرد هدنة باردة في قلب صراع ساخن.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الحوثيون ينشرون صورة مسيئة لـ " أحمد علي عبدالله صالح " ( صورة)

اليوم برس | 839 قراءة 

ابنة التربوي المختطف صادق العباب توجه رسالة مؤثرة لوالدها خلف قضبان الحوثيين

حشد نت | 764 قراءة 

حقيقة فيديو "الشباب والبنات" الذي أشعل مواقع التواصل في اليمن

نيوز لاين | 645 قراءة 

جريمة أسرية مروّعة في الضالع.. حوثي يقتل زوجته ووالدتها وخالها

حشد نت | 567 قراءة 

حضرموت: انشقاقات في صفوف التمرد القبلي بالهضبة وسط مهلة لتنفيذ الأوامر القضائية

العاصفة نيوز | 541 قراءة 

تلميحات سعودية لتصعيد عسكري جديد في اليمن وسط تحركات أمريكية – إسرائيلية

مساحة نت | 536 قراءة 

زيارة بن بريك للدولة العميقة في الأردن: ملفات مالية يمنية

سما نيوز | 457 قراءة 

مواطن يكشف تعرضه للظلم والتهديد بالقتل من محمد علي الحوثي

تهامة 24 | 397 قراءة 

الأرصاد: أمطار رعدية متوقعة على مناطق متفرقة وطقس شديد الحرارة بالسواحل والصحارى

حشد نت | 370 قراءة 

تحديث: أسعار صرف الدولار والريال السعودي مقابل الريال اليمني

شمسان بوست | 369 قراءة