من يملك القرار في اليمن؟ قراءة في مراكز النفوذ بين الداخل والخارج

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 300 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من يملك القرار في اليمن؟ قراءة في مراكز النفوذ بين الداخل والخارج

في خضم صراعٍ دامٍ طال أمده، تُطرح أسئلة كثيرة عن مستقبل اليمن، لكن واحدًا منها يبقى الأكثر إلحاحًا: من يملك القرار فعلاً في اليمن؟

الواقع السياسي المعقد يضعنا أمام مشهد تتداخل فيه قوى الداخل مع نفوذ الخارج بشكل يصعب معه رسم خط فاصل بين الإرادة الوطنية والتوجيه الإقليمي. فبين حكومة معترف بها دوليًا، وقوى الأمر الواقع، وتدخلات مباشرة من قوى إقليمية ودولية، يبدو أن مفهوم “السيادة” لم يعد كما كان.

الخارطة السياسية: سلطة بدون سيطرة

الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تبدو نظريًا رأس السلطة، لكنها عمليًا محاصرة بقيود الواقع الميداني والسياسي.

في الشمال، يسيطر الحوثيون على صنعاء وعدد من المحافظات، ويتصرفون كدولة كاملة بجيش، وقضاء، وإعلام.

في الجنوب، يتمدد المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم إماراتي واضح، ويُعيد رسم التوازنات العسكرية والإدارية.

أما في مناطق الشرعية، فغالبًا ما تتوزع الولاءات بين فصائل مختلفة، تتفق على الخصومة، وتتنافس على الموارد.

النفوذ الإقليمي: القرار الحقيقي في العواصم لا في صنعاء أو عدن

لا يمكن الحديث عن القرار اليمني دون استحضار الرياض وأبو ظبي وطهران.

•السعودية تمسك بزمام المبادرة في الملف اليمني منذ انطلاق “عاصفة الحزم”، وتتحكم بشكل كبير في الترتيبات العسكرية والدبلوماسية.

•الإمارات تتبنى سياسة أكثر استقلالًا في الجنوب، عبر دعم الانتقالي وقوات النخبة، ما يعكس تباعدًا في الأولويات داخل التحالف نفسه.

•إيران، من جهتها، تدير علاقاتها مع الحوثيين بذكاء استراتيجي، عبر الدعم العسكري والإعلامي، دون التورط المباشر، مما يمنحها تأثيرًا حقيقيًا بأقل تكلفة.

•الولايات المتحدة وبريطانيا حاضرتان من خلف الستار، عبر مفاوضات، وضغوط على الأطراف، ورؤية عامة لإعادة ترتيب النفوذ في المنطقة.

النخبة اليمنية: غياب الصوت المستقل

رغم وجود عدد لا بأس به من الشخصيات السياسية والإعلامية والفكرية، إلا أن حضورها غالبًا شكلي أو تابع لهذا المحور أو ذاك.

القرار السياسي اليمني، في صورته الحالية، لا يُصنع في اليمن، بل يُستهلك بعد أن يُطبخ خارجيًا.

غياب الأحزاب الفاعلة، وتفكك النسيج السياسي، وانعدام المشروع الوطني الموحد، كلها عوامل جعلت النخب إما رهينة للمال الإقليمي، أو صامتة أمام المشهد العبثي.

خاتمة: هل القرار اليمني أصبح وهمًا؟

ما نعيشه اليوم ليس مجرد أزمة سياسية أو عسكرية، بل أزمة قرار، وأزمة هوية سيادية.

السؤال الأهم الذي علينا جميعًا أن نواجهه:

هل ما زال بإمكان اليمن أن يصنع قراره من داخله، بأيدٍ يمنية خالصة؟ أم أننا نعيش مرحلة “السيادة المؤقتة”، بانتظار تسويات ترسمها القوى الكبرى؟

الزمن وحده سيجيب، لكن ما هو مؤكد: أي سلام لا يستعيد القرار اليمني، سيظل مجرد هدنة باردة في قلب صراع ساخن.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الحوثيون يروّجون لبيان أمني مرتقب… فصل جديد من مسرحية ”التجسس” أم إعلان مقتل عبدالكريم الحوثي؟

المشهد اليمني | 392 قراءة 

أسرار اللحظات الأخيرة في جوالات ضحايا حريق الباص بأبين

نيوز لاين | 298 قراءة 

هتيلة: اليمن يقترب من التعافي.. والأمل يعود من جديد

نيوز لاين | 283 قراءة 

هجوم حوثي واسع على قوات محور سبأ .. واندلاع مواجهات شرسة

المشهد اليمني | 279 قراءة 

نجاة ”صاحب الابتسامة الجميلة” من محرقة باص الحجاز تُلهب مواقع التواصل

المشهد اليمني | 251 قراءة 

نجاة بأعجوبة على الحدود: مغترب يمني يروي لحظات الرعب والإنقاذ على يد عمال إرتيريين

نيوز لاين | 224 قراءة 

عاجل:منع دخول بعثة نادي تضامن حضرموت اليمن

كريتر سكاي | 209 قراءة 

هذا ما فعله احد الناجين من كارثة باص العرقوب وقاد اخرين نحو النجاة !

يمن فويس | 206 قراءة 

عاجل / بعثة نادي تضامن حضرموت تُمنع من دخول منفذ شحن البري منذ الفجر

صحيفة ١٧ يوليو | 186 قراءة 

قرارات حوثية بعد محرقة العرقوب !

العربي نيوز | 181 قراءة