صبيحة 7 مايو 2019.. حين امتزجت العدسة بالدم، ونجوت بأعجوبة من قلب المعركة

     
الناقد برس             عدد المشاهدات : 68 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
صبيحة 7 مايو 2019.. حين امتزجت العدسة بالدم، ونجوت بأعجوبة من قلب المعركة

صبيحة 7 مايو 2019.. حين امتزجت العدسة بالدم، ونجوت بأعجوبة من قلب المعركة

في صباح 7 مايو 2019م ، كانت المعركة في أوج اشتعالها، والميدان يضج بأزيز الرصاص ودوي الانفجارات، حين قررت أن أخوض غمار الحدث، لا كمقاتل فحسب، بل كإعلامي يحمل عدسته ليُوثق الحقيقة من قلب النار، برفقة طلائع تشكيلات القوات الجنوبية المتقدمة نحو حبيل المشيع ، المنطقة التي كانت تحت سيطرة المليشيات الحوثية .  

انطلقنا من حبيل الفلاح ، الأرض التي ارتوى ترابها بدماء الشهيد الإعلامي غالب لبحش ، رفيقي الذي سبقني إلى المجد، تاركًا خلفه إرثًا من البطولة والتضحية. كان وقع الفقد لا يزال يثقل القلوب، لكن المعركة لا تنتظر، والتاريخ لا يُكتب إلا بالدماء والعدسة معًا.  

في حبيل المشيع ، اشتعلت المواجهات حتى قُبيل صلاة الظهر ، كانت المسافة بيننا وبين عناصر المليشيات صفرًا ، لا مجال للمناورة، ولا فرصة للخطأ، كل طلقة كانت تُطلق لتُصيب، وكل خطوة كانت تُحسب بدقة بين الحياة والموت. وفي خضم هذا الجحيم، ومن إحدى المباني، استهدفني قناص حوثي ، أطلق رصاصته التي اخترقت صدري دخولًا، وخرجت من جانب العمود الفقري ، وكأن القدر أراد لي النجاة، فلم تمس أي عضوٍ حساس، بل كانت طلقة لحم فقط ، تركت أثرها، لكنها لم تسلبني الحياة.  

وسط هذا المشهد الدموي، كانت النساء اللواتي رفضن النزوح هن من انتشلنني، في موقف يُجسد أسمى معاني الشجاعة والإيثار، قمن بإخفائي داخل بيت للماعز ، حيث كان البقاء مكشوفًا يعني الموت المحتم. لم تمر سوى دقيقة واحدة حتى وصل أحد عناصر الحوثيين، يبحث عني، يصرخ متسائلًا: "أين الداعشي الجريح؟" ، لكن إحدى النساء، بثبات لا يُوصف، أشارت له نحو السيلة، قائلة: "لقد هرب من هذا الاتجاه" ، فانطلق مسرعًا نحوها، بينما كنت أسمع كل كلمة، أراقب المشهد، وأدرك أن الحياة تُمنح أحيانًا بفضل ثبات الآخرين في لحظات الخطر.  

في تواصل سريع، وبأمر من القيادة، قرر أحد الأبطال المخاطرة بحياته ، فدخل بدراجته النارية إلى ساحة المعركة في حبيل المشيع ، وسط نيران الاشتباك، ليتمكن بأعجوبة من إخراجي ، متجاوزًا مواقع مليئة بعناصر الحوثيين، الذين لم يلاحظوا شيئًا، ربما لأنهم اعتقدوا أن صاحب الدراجة مجرد أحد السكان الذين رفضوا النزوح، ومن المسموح لهم بالخروج والعودة .  

كانت هذه اللحظات أقرب إلى المستحيل ، لكنها حدثت، وكانت وما زالت حيّة في ذاكرتي ما حييت ، مشهدٌ يُجسد كيف أن الموت قد يكون على بعد خطوة، لكن الإرادة، والشجاعة، و القدر الذي لا يُخطئ موعده ، قد تصنع معجزة النجاة وسط أعتى الظروف.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الإرياني يكشف نهب الحوثيين لأكثر من 103 مليارات دولار وتدمير الاقتصاد الوطني

حشد نت | 819 قراءة 

تحركات مريبة.. واشنطن تدفع لتفجير جبهة اليمن – السعودية

مساحة نت | 702 قراءة 

درجات حجرية وسرداب تحت الأرض.. اكتشاف أثري في ذمار يثير الاهتمام

تهامة 24 | 614 قراءة 

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يفجرها مدوية .. نحن نعمل من داخل اليمن

صوت العاصمة | 586 قراءة 

كم بلغ سعر الدولار اليوم؟ تغيّرات جديدة في صرف الريال اليمني بصنعاء وعدن

المرصد برس | 555 قراءة 

بالأسماء.. البنك المركزي يوقف تراخيص 6 منشآت وفروع شركات صرافة

تهامة 24 | 542 قراءة 

إجراءات المركزي تثمر.. الريال اليمني ينهي تعاملات الأسبوع بسعر مفاجئ

مساحة نت | 540 قراءة 

محافظ مأرب يتمرد ويرفض توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن

صوت العاصمة | 522 قراءة 

قرار عاجل من البنك المركزي اليمني يغير مصير ملايين الدولارات

عدن نيوز | 443 قراءة 

الحكومة تتحدث عن مشروع كبير يهدف لتغيير اليمن

كريتر سكاي | 435 قراءة