صبيحة 7 مايو 2019.. حين امتزجت العدسة بالدم، ونجوت بأعجوبة من قلب المعركة

     
الناقد برس             عدد المشاهدات : 110 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
صبيحة 7 مايو 2019.. حين امتزجت العدسة بالدم، ونجوت بأعجوبة من قلب المعركة

صبيحة 7 مايو 2019.. حين امتزجت العدسة بالدم، ونجوت بأعجوبة من قلب المعركة

في صباح 7 مايو 2019م ، كانت المعركة في أوج اشتعالها، والميدان يضج بأزيز الرصاص ودوي الانفجارات، حين قررت أن أخوض غمار الحدث، لا كمقاتل فحسب، بل كإعلامي يحمل عدسته ليُوثق الحقيقة من قلب النار، برفقة طلائع تشكيلات القوات الجنوبية المتقدمة نحو حبيل المشيع ، المنطقة التي كانت تحت سيطرة المليشيات الحوثية .  

انطلقنا من حبيل الفلاح ، الأرض التي ارتوى ترابها بدماء الشهيد الإعلامي غالب لبحش ، رفيقي الذي سبقني إلى المجد، تاركًا خلفه إرثًا من البطولة والتضحية. كان وقع الفقد لا يزال يثقل القلوب، لكن المعركة لا تنتظر، والتاريخ لا يُكتب إلا بالدماء والعدسة معًا.  

في حبيل المشيع ، اشتعلت المواجهات حتى قُبيل صلاة الظهر ، كانت المسافة بيننا وبين عناصر المليشيات صفرًا ، لا مجال للمناورة، ولا فرصة للخطأ، كل طلقة كانت تُطلق لتُصيب، وكل خطوة كانت تُحسب بدقة بين الحياة والموت. وفي خضم هذا الجحيم، ومن إحدى المباني، استهدفني قناص حوثي ، أطلق رصاصته التي اخترقت صدري دخولًا، وخرجت من جانب العمود الفقري ، وكأن القدر أراد لي النجاة، فلم تمس أي عضوٍ حساس، بل كانت طلقة لحم فقط ، تركت أثرها، لكنها لم تسلبني الحياة.  

وسط هذا المشهد الدموي، كانت النساء اللواتي رفضن النزوح هن من انتشلنني، في موقف يُجسد أسمى معاني الشجاعة والإيثار، قمن بإخفائي داخل بيت للماعز ، حيث كان البقاء مكشوفًا يعني الموت المحتم. لم تمر سوى دقيقة واحدة حتى وصل أحد عناصر الحوثيين، يبحث عني، يصرخ متسائلًا: "أين الداعشي الجريح؟" ، لكن إحدى النساء، بثبات لا يُوصف، أشارت له نحو السيلة، قائلة: "لقد هرب من هذا الاتجاه" ، فانطلق مسرعًا نحوها، بينما كنت أسمع كل كلمة، أراقب المشهد، وأدرك أن الحياة تُمنح أحيانًا بفضل ثبات الآخرين في لحظات الخطر.  

في تواصل سريع، وبأمر من القيادة، قرر أحد الأبطال المخاطرة بحياته ، فدخل بدراجته النارية إلى ساحة المعركة في حبيل المشيع ، وسط نيران الاشتباك، ليتمكن بأعجوبة من إخراجي ، متجاوزًا مواقع مليئة بعناصر الحوثيين، الذين لم يلاحظوا شيئًا، ربما لأنهم اعتقدوا أن صاحب الدراجة مجرد أحد السكان الذين رفضوا النزوح، ومن المسموح لهم بالخروج والعودة .  

كانت هذه اللحظات أقرب إلى المستحيل ، لكنها حدثت، وكانت وما زالت حيّة في ذاكرتي ما حييت ، مشهدٌ يُجسد كيف أن الموت قد يكون على بعد خطوة، لكن الإرادة، والشجاعة، و القدر الذي لا يُخطئ موعده ، قد تصنع معجزة النجاة وسط أعتى الظروف.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

المقاومة الوطنية توجه ضربة محكمة للحوثيين بعملية نوعية في باب المندب

حشد نت | 916 قراءة 

عبدالله الرزامي يتعرض لكمين مسلح بعد شهر من زواجه بأرملة الصماد

يمن فويس | 590 قراءة 

البركاني يهاجم الجميع: القرار ليس بيد العليمي وعيدروس وعد ولم يفِ

مأرب برس | 451 قراءة 

صنعاء تكشف الضغوط الدولية على المفاوضات مع السعودية وتضع القوى اليمنية الموالية أمام خيارين حاسمين

مساحة نت | 401 قراءة 

خلال ساعات.. ثاني ضربة أمنية نوعية لمليشيات الحوثي

المشهد اليمني | 393 قراءة 

تطورات متسارعة وخلافات عميقة داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني: غياب لافت لـ “عيدروس الزُبيدي” ومساعٍ للدفع بـ “أحمد علي عفاش” بدلاً من “العليمي

سما نيوز | 364 قراءة 

بلهجة صعدية.. ممثل يمني يخدع عددًا من مسؤولي مليشيا الحوثي ويصدر أوامر بصفته ‘‘أبوالكرار’’ (فيديو)

المشهد اليمني | 362 قراءة 

البنك المركزي يوجّه تحذيرًا صارم للمواطنين والجهات

شمسان بوست | 314 قراءة 

كم مدة الاقامة؟ السعودية تقلص صلاحية تأشيرة العمرة إلى 30 يوماً

عدن نيوز | 309 قراءة 

الحسني يحذر: المشروع الإماراتي لا يستثني أحداً.. والسعودية ومصر في دائرة الخطر

موقع الجنوب اليمني | 301 قراءة