صنعاء تنزف سكانها .. الغارات الأمريكية وتحصن الحوثي يهددان بنزوح كارثي

تفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل ينذر بكارثة في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تسبب التكرار المتزايد لاستهداف الطائرات الأمريكية لمقار ومنازل تابعة لجماعة الحوثي وقياداتها في تداعيات إنسانية فادحة، أبرزها الخسائر البشرية المروعة في أوساط المدنيين الأبرياء. وبدلاً من اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين، لجأت قيادات الحوثيين إلى إخلاء منازلهم الفارهة والتحصن بشكل متعمد داخل الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان، الأمر الذي ضاعف بشكل كبير المخاطر المحدقة بحياة الأهالي وممتلكاتهم.

وأكدت مصادر حقوقية عاملة في صنعاء لـ "المشهد اليمني" تسجيل ارتفاع لافت ومقلق في حالات النزوح القسري للعديد من الأسر المقيمة في الأحياء السكنية المتاخمة لمقرات ومواقع تابعة للحوثيين. وأشارت المصادر إلى أن العديد من العائلات اضطرت تحت وطأة الخوف والرعب إلى الانتقال بشكل مؤقت للإقامة لدى أقارب لها في أماكن تعتبر بعيدة نسبيًا في ضواحي العاصمة، بينما فضلت عائلات أخرى أكثر تضررًا مغادرة صنعاء بشكل كامل واللجوء إلى مناطق ريفية أكثر أمانًا، وذلك في محاولة يائسة لتجنب التعرض للأذى ليس فقط بسبب كثافة الغارات الجوية الأمريكية التي تستهدف مواقع الحوثيين، ولكن أيضًا بسبب لجوء عناصر وقيادات الحوثيين إلى التحصن المتعمد داخل الأحياء المكتظة بالسكان واستخدامهم كدروع بشرية.

وتوقعت المصادر الحقوقية ازديادًا ملحوظًا في حالات النزوح القسري خلال الأيام والأسابيع القادمة في حال استمرت وتصاعدت وتيرة الغارات الجوية الأمريكية على صنعاء، واتجهت الأوضاع نحو تصعيد عسكري متزامن على الأرض بين جماعة الحوثي وقوات الجيش الوطني اليمني المدعومة من التحالف العربي. ويخشى المراقبون من أن تتحول الأحياء السكنية في صنعاء إلى ساحة حرب مفتوحة، يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء الذين يجدون أنفسهم عالقين بين نارين.