يمن إيكو|تقرير:
كشفت مجلة “ذا كريدل”، الناطقة باللغة الإنجليزية، أن التصعيد الأمريكي المستمر في حربه على اليمن مع الفشل الذي اتسمت به الحملة العسكرية، يزيد من احتمالية مشاركة أطراف إقليمية وعلى رأسها السعودية والإمارات في مواجهة قوات صنعاء.
وفي تقرير نشرته مجلة “ذاكريدل”، بعنوان “هل يوجه اليمن صواريخه نحو الإمارات والسعودية؟”، ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، تساءلت المجلة حول ما إذا كانت الرياض وأبو ظبي هما التاليتان “في الانزلاق إلى حرب لا يمكنهما السيطرة عليها أو الفوز بها”.
وأشار التقرير إلى أن الفشل الأمريكي في “تحقيق مكاسب واضحة” أو تحديد جدول زمني للنجاح رغم مرور شهر على حربها في اليمن، مع خطر التصعيد الأمريكي المتزايد “هو ما قد يدفع الأطراف الإقليمية، وخاصةً السعودية والإمارات، إلى مواجهة مباشرة”.
وفي محاولة لفهم موقف صنعاء في الحرب، أكد التقرير حقيقة “أن الحرب على اليمن أصبحت الآن متشابكة بشدة مع حرب إسرائيل الوحشية على غزة”، مشيراً إلى محاولة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الفصل بينهما، “لكن الواقع على الأرض يُشير إلى قصة مختلفة، حيث تزامنت العمليات العسكرية في صنعاء مع الأحداث في فلسطين”.
واستدل التقرير على هذا الارتباط، بوقف إطلاق النار في يناير 2025 بين حماس وإسرائيل، والذي أدى إلى وقف العمليات اليمنية وتوقف الهجمات على اليمن، “حتى تراجعت تل أبيب، كما كان متوقعاً، عن التزاماتها”، مؤكداً أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض شهدت استئنافاً للضربات على اليمن، بذريعة حماية الملاحة الدولية.
وبحسب التقرير ما كانت تلك الهجمات لتحدث “لو لم تكن الولايات المتحدة قد التزمت بالفعل بحماية السفن الإسرائيلية والإدارة الجديدة، على عكس سابقتها، لا تبذل أي جهد حقيقي لإخفاء التداخل بين الجبهتين”.
وأضاف “دفعت صنعاء ثمناً باهظاً لهذا الموقف، فقد عمدت واشنطن إلى تجميد المفاوضات الاقتصادية بين اليمن والسعودية، عقاباً فعلياً لليمن على رفضها التخلي عن دعمها العسكري لغزة”، وكشف التقرير عن عرض واشنطن حوافز اقتصادية لصنعاء مقابل الحياد “وهي عروض لاقت قبولاً واسعاً من الدول العربية في المنطقة لكن صنعاء رفضت الرضوخ”.
وأشار التقرير إلى أن موقف صنعاء الثابت بدعم ومساندة القضية الفلسطينية هو موقف أصيل ناجم عن معتقدات أساسية بأن فلسطين فضية مركزية “يجب أن تحظى بالدعم غير المشروط، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بالمصالح الوطنية العاجلة”، كما أن “الهوية السياسية لأنصار الله ترتكز على معارضة الهيمنة الإسرائيلية وبالتالي فهي غير متوافقة مع أي تحالف مع التطبيع”، بالإضافة إلى أن اليمن “يجب أن يحرم واشنطن وتل أبيب من فرصة تشتيت انتباهه بحروب جانبية مصممة لإضعاف تركيزه الاستراتيجي”.
وخلص التقرير إلى تصاعد الإحباط في الخليج بسبب تحدي اليمن، حيث “لم يرحب شريكا التحالف العربي، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بقرار اليمن. واستغلت الدولتان هذه اللحظة للتراجع عن هدنة أبريل 2022، وفرض عقوبات على صنعاء لدعمها غزة”.
وأكد أن الموقف اليمني لم يكن في صالح أيٍّ من دول الخليج المسارعة إلى التطبيع مع إسرائيل، حيث “يتعارض موقف اليمن مع التوافق الجيوسياسي الأوسع لدول الخليج العربية، التي لا تزال منغمسة بعمق في فلك واشنطن”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news