تشهد محافظة حضرموت، شرقي اليمن، تصاعدًا لافتًا في وتيرة التحركات العسكرية والتجاذبات السياسية، وسط سباق محموم بين السعودية والإمارات للهيمنة على مستقبل المحافظة الغنية بالنفط، بالتزامن مع استعدادات لتنظيم استفتاء شعبي يُرتقب أن يُجرى السبت المقبل.
وبحسب مصادر محلية، دفعت الإمارات، الخميس، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق قريبة من الهضبة النفطية بوادي وصحراء حضرموت، عبر مثلث العبر، قادمة من محافظة شبوة.
وبحسب المصادر، شملت التعزيزات آليات مدرعة وقوات خاصة تابعة لألوية “العمالقة الجنوبية”، المدعومة من أبوظبي، والتي بدأت بالتمركز في مواقع استراتيجية قريبة من المنشآت النفطية.
و تأتي هذه التحركات في ظل حديث متنامٍ عن دعم سعودي لاستفتاء شعبي مرتقب، يُنظر إليه كمقدمة لإعلان الحكم الذاتي في حضرموت، وسط تأييد متزايد من شخصيات سياسية وقبلية بارزة، في مقدمتهم وكيل أول حضرموت، عمرو بن حبريش، الذي عاد مؤخرًا من الرياض، في خطوة وُصفت بأنها تحمل دلالات سياسية واضحة.
وفي السياق ذاته، لمح مساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعودية، عبدالله آل هتيلة، إلى دعم المملكة لهذا التوجه، بقوله إن “حضرموت حسمت أمرها”، في إشارة إلى تأييد سعودي للتحول السياسي المتوقع في المحافظة.
من جهتها، تبدي الإمارات رفضاً واضحاً لهذا التوجه، في ظل خشيتها من فقدان نفوذها في الساحل الشرقي والممرات البحرية الحيوية على بحر العرب.
وتشير التحركات الأخيرة لقواتها إلى مساعٍ لتثبيت وجودها العسكري على الأرض، كجزء من استراتيجية توسعية تشمل سواحل اليمن الغربية وتمتد حتى المحيط الهندي.
ويكشف هذا التصعيد عن اشتداد الصراع بين الرياض وأبوظبي في الملف اليمني، خاصة في المحافظات الشرقية، حيث أصبحت حضرموت مسرحًا رئيسيًا لتضارب المصالح الإقليمية التي تتجاوز الأبعاد المحلية، ما ينذر بتطورات أكثر حساسية في الأيام المقبلة.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news