في تطور لافت يكشف عن تصدعات عميقة داخل أروقة ميليشيا الحوثي، شنّ ما يُعرف بـ"جهاز الأمن الوقائي" التابع للجماعة حملة اعتقالات واسعة النطاق، استهدفت العشرات من ضباط ومسؤولي جهاز الأمن والمخابرات والاستخبارات، وذلك في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي طالت قيادات بارزة في الجماعة.
وأكدت مصادر مطلعة من داخل صنعاء أن الاعتقالات جاءت على خلفية اتهامات بتسريب إحداثيات دقيقة لمواقع قيادات حوثية بارزة، مما سهل على الطائرات الأمريكية تنفيذ عمليات دقيقة ومحددة.
وشملت قائمة المعتقلين حتى الآن قيادات أمنية رفيعة، من بينها اللواء إبراهيم المؤيد، والعميد علي المتوكل، في مؤشر على تصاعد حالة الشك والريبة داخل الميليشيا تجاه أجهزتها الأمنية والاستخباراتية.
وتوقعت المصادر أن تتوسع الحملة خلال الأيام المقبلة، لتطال مزيدًا من الضباط والمسؤولين في محاولة يائسة من الجماعة للسيطرة على حالة الانهيار الأمني المتزايد، وسط تكهنات بوجود اختراقات نوعية داخل أجهزتها.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه ميليشيا الحوثي تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، قابله تكثيف في العمليات الجوية الأمريكية التي تستهدف مواقع حوثية في صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى، في إطار جهود لردع هجمات الجماعة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ويرى مراقبون أن هذه الاعتقالات تؤكد حالة التصدع الداخلي وفقدان الثقة داخل صفوف الحوثيين، مشيرين إلى أن الاتهامات بالتخابر أو تسريب المعلومات عادةً ما تُستخدم من قبل الجماعة كذريعة لتصفية خصومها الداخليين أو فرض مزيد من القبضة الأمنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news