لا يزال العالم يواجه تهديدات متزايدة من الفيروسات والمتحورات، إذ حذر العلماء مؤخرًا من احتمالية تحول مرض الجدري المائي MPOX إلى أزمة صحية عالمية ما لم تُتخذ تدابير عاجلة لاحتوائه. وقد رُصد انتشار متزايد لهذا الفيروس في أجزاء من وسط وشرق إفريقيا، مما زاد المخاوف بشأن انتقاله إلى نطاق أوسع عالميًا.
طرق انتقال الفيروس وتزايد خطورته
كشف باحثون من جامعة سري البريطانية عن أدلة تؤكد انتقال فيروس MPOX بين البشر، حيث أوضح كارلوس مالوكير دي موتس، أستاذ علم الفيروسات الجزيئي، في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Nature Medicine، أن التفشي الأخير يشير إلى أن "الاتصال الحميم أصبح الوسيلة الأساسية لانتشار العدوى". وأكد أن هذا التغير في طريقة الانتقال قد يؤدي إلى سلاسل تفشي طويلة الأمد، مما يزيد من التهديد الذي يمثله الفيروس على الصحة العامة.
التطورات الطارئة في سلالات الفيروس
أشار البحث إلى أن الفيروس يشهد طفرات متزايدة، حيث انتشرت السلالة IIb بسرعة، في حين أن سلالة I، التي تضم المتغيرات Ia وIb، تُعتبر الأكثر شراسة. وتُحذر منظمة الصحة العالمية من أن استمرار انتشار الفيروس بين البشر يزيد من فرص حدوث طفرات تُعزز تكيفه مع الإنسان، مما يجعله أكثر عدوانية وانتشارًا.
ما هو الجدري المائي وكيفية اكتشافه؟
الجدري المائي مرض فيروسي شديد العدوى يصيب غالبًا الأطفال، لكنه قد يؤثر أيضًا على البالغين. ويُعتبر أكثر شيوعًا خلال فصلي الشتاء والربيع، وتبلغ فترة حضانته من 10 إلى 21 يومًا. تبدأ الأعراض بظهور بثور وطفح جلدي يتحول لاحقًا إلى قشور جافة، ثم إلى حويصلات مائية. وينتقل الفيروس عن طريق الرذاذ التنفسي أو ملامسة الحويصلات المصابة. يبدأ انتقال العدوى قبل ظهور الطفح الجلدي بيومين، ويستمر حتى سقوط آخر قشرة، وهي فترة قد تتراوح بين 3 إلى 10 أيام.
الوقاية والتطعيم
أكدت وزارة الصحة والسكان أهمية التطعيم ضد الجدري المائي كوسيلة فعالة للحد من انتشار الفيروس، خاصة في الأماكن المزدحمة. ويُمنع إعطاء اللقاح للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة، وكذلك للحوامل، ومرضى نقص المناعة، أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة أو الكورتيزون.
أعراض جدري القرود (MPOX)
تشمل أعراض الإصابة بفيروس MPOX ما يلي:
أعراض تشبه الإنفلونزا، مثل الصداع الخفيف وارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
احتقان في الحلق وسيلان الأنف بعد نحو أسبوعين من العدوى.
ظهور طفح جلدي في مناطق مختلفة من الجسم، خاصة الصدر، البطن، الأطراف، وفروة الرأس.
يتطور الطفح الجلدي من بقع حمراء إلى حبيبات، ثم فقاعات مائية صغيرة، ثم حويصلات، حتى تتحول إلى قشور جافة تترك بثورًا.
مع تزايد المخاوف بشأن تحور الفيروس وارتفاع معدلات انتقاله، يشدد العلماء على أهمية التدابير الوقائية والتطعيمات لمواجهة خطر تفشي المرض عالميًا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news