وفاة ثاني مشرف كهرباء أبين ومناضلا ًجسورًا عاش مظلوماً ومات مقهورا

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 54 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
وفاة ثاني مشرف كهرباء أبين ومناضلا ًجسورًا عاش مظلوماً ومات  مقهورا

تقارير خاصة

كتب / د. الخضر عبدالله:

توفي صباح اليوم الإربعاء ثابت السقاف  أحد أبرز مؤسسي  كهرباء جعار بأبين ، وذلك عن سن الـ 104 عاما، بعد معاناة مع المرض، حيث كان  ثاني مشرف كهرباء بأبين ومناضلا جسور أبان  الاستعمار البريطاني .

المناضل السيد (ثابت فضل منصور السقاف) من مواليد عام 1922م، في منطقة الشيخ الدويل عاصمة مدينة الشيخ عثمان بعدن، وبعد مضي عدة سنوات قام والده بنقل الأسرة إلى مسقط رأسه قرية (الغافرية) بمنطقة دثينة التابعة لمديرية لودر بمحافظة أبين.. ونشأ وترعرع في كنف والده السيد (فضل)، وتتمتع أسرتهم بحضور اجتماعي بارز في محيطها القبلي.

رعي الأغنام وزراعة الأرض

بداية حياته الطفولية كان يمارسها في رعي الأغنام والمواشي وزراعة الأرض، نتيجة الفقر والعوز الذي كانت تعيشه أسرته، والسبب ذاته الذي حرم (ثابت) من تلقيه تعليمه، أسوة بزملائه من أبناء منطقته. وبسبب شحة المطار وجدب الأرض قام والده بنقلهم إلى منطقة أرض (آل يافع) في جعار التي كانت تحت ولاية السلطان عيدروس.

أعمال متعبة وشاقة

عقب استقرار أسرة السيد (ثابت) في أرض آل يافع جعار عمل في حصاد (القطن) الذهب الأبيض التي حظيت المنطقة به في ذلك الوقت، واتهم المزارعون بهذه الزراعة منذ في خمسينيات القرن الماضي، مدعومة بتشجيع كبير لهم في حينها من السلطات من خلال تقديم القروض الميسرة في بداية زراعة المحصول حتى جنييه.

والمهمة التي أعطيت لــ(ثابت) في هذه العمل هو جني القطن يدويا ثم جمعه في أكياس (طرابيل) واستمر في هذا العمل ما يقارب عامين، ثم انتقل بعدها إلى العمل في الري في نوازع المياه واستمر في هذا العمل ما على نحو عام كامل.

وثم حصل على عمل آخر يعد من أفضل الأعمال السابقة التي حصل عليها، وهذه المرة بدأ يمتهن (حمال أحجار) في بناء جسور الري الذي كان بدايته منطقة القنطرة من باتيس إلى حدود أبين، وعمل في هذه المهنة لمدة أقصاها عامين، كما حصل في مدينة جعار على وظيفة (الكومي) في محلج القطن بأبين براتب 3 شلنات ونصف لعام واحد فقط.

وفي عام 1952م شغل كموظف عادي في محلج الكود تحت إدارة أحمد الصاعدي استمر عمله فيه سنة كاملة بعدها انتقل على وظيفة أخرى كحارس لمحصول القطن بعد وزنه في دلتا أبين، ولم يستمر في هذا العمل طويلا.

بداية العمل في الكهرباء

وفي منتصف عام 1958م انخرط (السيد ثابت) في الكهرباء وأصبح كواحد من عمالها بمنطقة (الجبل التابعة لجعار آل يافع) واختاره لهذا العمل (المستر بروم) بريطاني الجنسية، وكان (بروم) حينها مديرا لإدارة كهرباء المنطقة المذكورة.

وفي عام 63م ومع استمرار شغف (ثابت) وميوله للعمل في الكهرباء والتعرف أكثر على العمل الإداري وخدمة المواطنين في هذه الوظيفة، تم اختياره كمشرف عام على المحطة التوليدية في حافة (قدر الله بجعار) تحت إشراف (الحاج علي جميل ناجي)، وشغل (ثابت) هذا المنصب حتى تقاعده الإجباري عام 1991م وخرج على التقاعد براتب (خمسة آلاف ريال فقط).

أثناء تولي (ثابت) الإشراف على المحطة التوليدية بجعار قام بمهام كبيرة منها توصيل التيار الكهربائي إلى مناطق جعار، ولودر ومكيراس وأحور ورصد وسرار.

شجاعة وأخلاق

كان "السيد ثابت" لديه مقومات المسؤول المجتهد، ويتحلى بالصبر، والشجاعة، ودماثة الأخلاق، كما أن لديه قدرات عجيبة في اتخاذ القرار، والقدرة على دفع الأخرين للعمل، دون ممارسة أي ضغوط عليهم، كان كريماً يحس بعظمة المسؤولية تجاه الموظفين والعاملين معه وجمع بين التسامح وبين الصبر والأقدام وحب المغامرة التي كسبها من منبع أجداده.

رمي القنبلة على عملاء بريطانيا

وبانطلاقة ثورة 14 أكتوبر التحررية المسلحة في عام 1963م بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل والتي شكلت في أغسطس 1963م من حركة القوميين العرب وتسع فصائل وطنية أخرى، رتب وضع السيد (ثابت السقاف) بحيث صار عضواً في الجبهة القومية وضمن المكلفين بالعمل الفدائي في جعار.. ومن بطولاته النضالية التي تشهد له قيامه برمي قنبلة يدوية على مكتب الضابط السياسي وأحد عملاء بريطانيا في جعار، لكن من سوء الحظ أن القنبلة لم تنفجر وفشلت العملية الفدائية ونجا (ثابت) من قبضة القيادة البريطانية بأعجوبة.

الانخراط في الجبهة القومية

بعد ذلك انخرط السيد (ثابت السقاف) في قلب الجبهة القومية لتحرير عدن وخاض حرب التحرير نفسها من أجل نيل الاستقلال من الاحتلال البريطاني عام 1967. والحال هذه تُظهر أن سيرة (ثابت) كانت رحلة متواصلة في طريق السعي إلى التحرّر والاستقلال والكرامة، وخاض حرب التحرير جنبًا إلى جنب مع رفاقه المناضلين والثوار، وكان اسمه التنظيمي (شاهين).

راتب لا يسمن ولا يغني من جوع

بعد تحقيق الوحدة اليمنية بين دولتي التشطير شمال وجنوب اليمن وفي نهاية العام 1991م، حصل السيد (ثابت فضل السقاف) على تقاعد إجباري كحرمان لحقوقه وجهض نضاله وحصل حينها على راتب (5 آلاف ريال) حيث أصبح يعيشون بمعاش ضعيف لا يسمن ولا يغني من جوع، رغم المتابعات الحثيثة ما بين إدارتي الخدمة المدنية والمعاشات، وأصبح يزاول الأذان لرفع الصلاة في أبين، ومتنقلا بين مساجد عدن.

عانى  السيد ثابت  أوضاعا صحية طويلة. وظروفا قاسية لا يمتلك بيتا يأويه بل يقطن في منزل بإيجار، وبراتب (لا يكفي على توفير وجبة فطور في الشهر ظل على هذه الحالة حتى توفاه الله يومنا هذا .


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

“مصرع العقل المدبر.. كيف فقد الحوثيون أحد أخطر رجالهم؟”

المرصد برس | 621 قراءة 

الشيطان يتلقى بلاغات من صعدة !

المنتصف نت | 561 قراءة 

قرار مفاجئ بتوقيف رحلات نقل المسافرين عبر منفذ الوديعة بين السعودية واليمن.. وهيئة النقل توضح السبب ومدة الإيقاف؟

صوت العاصمة | 543 قراءة 

الكشف عن هجوم بري مرتقب يبدأ من هذه المحافظة وصولاً إلى تحرير صنعاء

وطن نيوز | 465 قراءة 

لن تصدق السبب...توقيف الرحلات بين السعودية واليمن

جهينة يمن | 453 قراءة 

سياسي يعلق على قصف ميناء الضبة في حضرموت وميناء الحديدة

جهينة يمن | 439 قراءة 

قيادي منشق عن الحو ثيين يكشف عن مقتل قيادي حو ثي بارز بغارات أمريكية

كريتر سكاي | 423 قراءة 

برلماني يمني يفجر مفاجأة حول الترتيبات العسكرية القادمة باليمن(غير متوقع)

جهينة يمن | 405 قراءة 

الحوثيون يباغتون امريكا بهذا الانتقام ! (فيديو)

العربي نيوز | 402 قراءة 

“فرصة العمر: السعودية تفتح أبوابها للوافدين بتأشيرة عمل مجانية!”

المرصد برس | 368 قراءة