إيران والحوثيين: استنساخ "حزب الله" في اليمن ومشهد أمنى متغير

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 95 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
إيران والحوثيين: استنساخ "حزب الله" في اليمن ومشهد أمنى متغير

كالعادة جاء النفي الإيراني والتنصل من أية علاقة لها بسلوك الحوثيين، والسؤال الذي تجيب عنه الأيام المقبلة هو هل سيصمد الحوثيون أمام الضغوط الدولية المتزايدة عليهم لإعادة الأمن لطرق الملاحة العالمية؟ وإلى أي مدى سيؤثر رد إيران في رسالة ترمب على المشهد الأمني المتغير، سواء من خلال الهجمات على الحوثيين أو استئناف إسرائيل للحرب في غزة وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار؟

يمثّل اليمن بموقعه الإستراتيجي وقربه من ممر مائي دولي مثل مضيق باب المندب، فرصة لإيران لتوطيد علاقتها بجماعة الحوثي للاستثمار في دعمهم سياسياً وعسكرياً، من أجل مساندتهم للحصول على السلطة.

ومنذ الغزو الأميركي للعراق الذي أتاح لإيران فرص تنامى نفوذها باستخدام البعد المذهبي في كثير من دول الإقليم، لم يكن اليمن استثناء من تلك الإستراتيجية، فقد عملت على توظيف البعد المذهبي في توطيد علاقتها بالحوثيين وبدأت هذه العلاقة منذ التسعينيات لكنها توطدت مع تنامى النزعة الإيرانية لتمكين الشيعة في المنطقة بعد عام 2003، مما عد إحدى أدواتها الناعمة في السياسة الخارجية، فعلاقة إيران بالحوثيين منحها إمكان الوصول إلى الساحل الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية، خصوصاً كتهديد عند مضيق باب المندب الذي يعد نقطة اختناق لكونه منطقة عبور رئيسة للتجارة، إذ يمر منه يومياً ما بين 60 و 70 سفينة، ومع الوقت حاولت إيران استنساخ نموذج "حزب الله" اللبناني في اليمن ودعمه لتقاسم السلطة مع بقية القوى والأحزاب ثم الاستئثار بها.

ولا يمثل اليمن مصلحة أمنية وأولوية إستراتيجية لإيران، لكن التدخل في اليمن بتأثيراته من عدم الاستقرار كان فرصة لطهران لكسب ورقة ضغط إضافية ضد المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، فاليمن له حدود مشتركة معهم، وأتاح فشل عملية الانتقال السياسي وتمرد الحوثيين فرصة لتنامى نفوذ إيران في اليمن لتحقيق توازن في مواجهة السعودية التي تناهض السلوك الإيراني في دول الشام.

وبعد عملية "طوفان الأقصى" كان قيام الحوثيين بمهاجمة السفن في طرق الملاحة العالمية مثل البحر الأحمر وباب المندب ميزة جديدة للحوثيين عملت إيران على توظيفها والاستفادة منها للضغط على المجتمع الدولي بورقة الحوثيين بدلاً من التهديد الإيراني المعتاد بتهديد أمن الملاحة في الخليج العربي.

هذا الوضع منح الحوثيين الإحساس بالقوة كفاعل إقليمي تمتد تأثيراته إلى خارج اليمن، وخلق طموحاً لديهم للعب دور على غرار "حزب الله" اللبناني، وفي حين شهد الشرق الأوسط منذ عامين القوة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت تقليم أظافر إيران عبر القضاء على أذرعها الإقليمية مثل "حزب الله" و"حماس" وضرب أهداف عسكرية داخل إيران ذاتها، فضلاً عن التهديد بضرب الميليشيات العراقية حال التدخل، إضافة إلى إسقاط أهم حلفاء إيران وهو نظام بشار الأسد، وعلى رغم ما سبق لكن الحوثيين لم يكونوا قد تعرضوا للقوة العسكرية التي تقضى على قدراتهم العسكرية والقيادية بما يمنع تهديدهم المتصاعد في الملاحة البحرية خلال حرب غزة، وعلى العكس تماماً انتقل دور "حزب الله" إلى الحوثيين حيث تزايد وجودهم في العراق واستخدام معسكرات تدريب خاصة.

واليوم يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب التعامل مع الحوثيين بسياسة مختلفة عن سلفه، إذ توضح قوة وكثافة وشدة الهجمات الحالية الانتقال من مجرد تقليم قدراتهم وإضعافهم على نحو يؤشر إلى أن ترمب يريد تغيير المشهد الأمني الذي عاشه الشرق الأوسط على مدى العامين الماضيين، بالتوازي مع رسائله إلى إيران لحثها على إتمام اتفاق معه مستخدماً لغة تقوم على الحوافز والتهديد باستخدام القوة العسكرية في آن واحد.

وتجلت القوة العسكرية للحوثيين في عدم الاعتماد على الأسلحة القديمة والبدائية، معتمدين على تكتيكات حرب العصابات والحروب غير المتكافئة بما يسمى بـ "الحروب الهجينة" (Hybrid war) ثم تغيير قواعد اللعبة تماماً من خلال استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار والانتقال من الوضع الدفاعي إلى الهجومي، فقد استخدم الحوثيون "صاروخ طوفان" الباليستي المشابه لـ "صاروخ قدر" الإيراني والذي يصل مداه إلى أكثر من 1600 كيلومتر، بهدف استعراض قدرتهم على الوصول لأهداف بعيدة خارج اليمن.

وفضلاً عن استخدام السفن المسيرة عام 2024 ضد خطوط الملاحة في البحر الأحمر لإظهار قدرتهم على إحداث أضرار، وهي التكتيكات نفسها التي اتبعتها القوات البحرية التابعة للحرس الثوري في مياه الخليج العربي من قبل عند تهديد الملاحة في مضيق هرمز، ولذا بدا من خلال الهجمات الأميركية الأخيرة المتصاعدة ضد الحوثيين ربط ترمب بين إيران والحوثيين إلى الحد الذي دفعه للكتابة عبر موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" أن "مئات الهجمات التي نفذها الحوثيون جميعها مصدرها إيران وجرى إنشاؤها بواسطة إيران، وأي هجوم أو رد آخر من قبل الحوثيين سيقابل بقوة كبيرة جداً، ولا يوجد ما يضمن أن تتوقف هذه القوة عند هذا الحد".

ولقد دعمت إيران الحوثيين على مستويات عدة من خلال الدعم العسكري والتدريب وتوقير الموارد المالية المال والمعدات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية، وكالعادة جاء النفي الإيراني والتنصل من أية علاقة لها بسلوك الحوثيين، والسؤال الذي تجيب عنه الأيام المقبلة هو هل سيصمد الحوثيون أمام الضغوط الدولية المتزايدة عليهم لإعادة الأمن لطرق الملاحة العالمية؟ وإلى أي مدى سيؤثر رد إيران على رسالة ترمب في المشهد الأمني المتغير، سواء من خلال الهجمات على الحوثيين أو استئناف إسرائيل الحرب في غزة وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الحوثيون ينشرون صورة مسيئة لـ " أحمد علي عبدالله صالح " ( صورة)

اليوم برس | 1086 قراءة 

ابنة التربوي المختطف صادق العباب توجه رسالة مؤثرة لوالدها خلف قضبان الحوثيين

حشد نت | 815 قراءة 

تلميحات سعودية لتصعيد عسكري جديد في اليمن وسط تحركات أمريكية – إسرائيلية

مساحة نت | 703 قراءة 

جريمة أسرية مروّعة في الضالع.. حوثي يقتل زوجته ووالدتها وخالها

حشد نت | 636 قراءة 

الخزانة الأمريكية تمنح بنوكا يمنية وشركات صرافة مهلة 45 يومًا لتصحيح أوضاعها المالية

تهامة 24 | 542 قراءة 

مواطن يكشف تعرضه للظلم والتهديد بالقتل من محمد علي الحوثي

تهامة 24 | 486 قراءة 

اليمن على موعد مع موجة أمطار شرقية هي الأوسع منذ عام تدخل الساعات القادمة

بران برس | 470 قراءة 

الحوثيون ينشرون صورة مسيئة لـ " أحمد علي عبدالله صالح " ( صورة)

صوت العاصمة | 438 قراءة 

مأرب.. مقتل العرادة في صراع قبّلي مسلح وسط

العاصفة نيوز | 413 قراءة 

كشف جديد.. أمريكا تدعم العليمي والمعبقي بخطوات جريئة لـ"سحق" الحوثيين اقتصادياً والعسكرية قادمة

نافذة اليمن | 386 قراءة