السودان: الجيش يستعيد السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم

     
الموقع بوست             عدد المشاهدات : 49 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
السودان: الجيش يستعيد السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم

على مدى أربعة أيام، شهدت محاور القتال حول القصر الجمهوري اشتباكات عنيفة، قبل أن تتمكن وحدات الجيش من اختراق الدفاعات عبر البوابة الشرقية.

 

لم تهدأ معارك الخرطوم، وظلت أنظار السودانيين مشدودة نحو القصر الجمهوري ترقبا لمصيره، بعد أن تحوّل إلى ساحة لأعنف المواجهات منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. وبعد قرابة عامين من القتال، أعلن الجيش السوداني استعادته في خطوة وُصفت بـ"التاريخية"، لكن ما الذي دار خلف أسواره؟ وكيف حُسمت المواجهة؟

 

كيف استعاد الجيش القصر الجمهوري؟

 

على مدى أربعة أيام، شهدت محاور القتال حول القصر الجمهوري اشتباكات عنيفة، قبل أن تتمكن وحدات الجيش من اختراق الدفاعات عبر البوابة الشرقية. ووفق مصادر عسكرية لـ"العربية.نت"، نُفِّذ الهجوم وفق خطة محكمة شملت قصفا مدفعيا مكثفا وإنزالات برية عبر محورين رئيسيين: الأول من الشوارع الخلفية التي كانت تحت نيران القناصة، والثاني عبر نفق قديم يُعتقد أنه يعود إلى الحقبة الاستعمارية البريطانية.

 

وفي الليلة الأخيرة للهجوم، تسلّلت وحدات من القوات الخاصة عبر هذين المحورين، وسط مقاومة شرسة من قوات الدعم السريع التي زرعت متفجرات في الممرات لإبطاء التقدم. لكن مع اشتداد الضغط العسكري، انسحبت القوات المتمردة باتجاه السوق العربي وسط الخرطوم، حيث لاحقتها وحدات الجيش، معلنة السيطرة الكاملة على القصر والمنشآت المجاورة.

 

وفي بيان رسمي، أكّد الجيش أنه دمّر القوة المتبقية داخل القصر، واستولى على أسلحة وعتاد، واصفا العملية بأنها "ملحمة بطولية خالدة"، مع استمرار العمليات العسكرية في مختلف الجبهات.

 

تفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي

 

فور إعلان استعادة القصر، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي موجة من التفاعلات، حيث تصدّر وسم #القصر_الجمهوري قائمة الأكثر تداولًا في السودان. وبينما اعتبر البعض الحدث نصرا استراتيجيا يعزّز موقف الجيش، رأى آخرون أنه مجرد مرحلة في صراع لا يزال مفتوحا على احتمالات عديدة.

 

على الصفحات الداعمة للجيش، انتشرت صور ومقاطع فيديو تُظهر جنودًا يحتفلون داخل القصر، وسط هتافات التكبير وعبارات مثل "القصر عاد إلى أصحابه" و"النصر قادم". كما أُعيد نشر الأناشيد الوطنية، بينما قارن البعض بين القصر في حقبته الذهبية وحاله اليوم بعد الدمار الذي لحق به.

 

في المقابل، حذر محللون من تصعيد محتمل في المعارك، خاصة مع انسحاب قوات الدعم السريع إلى مواقع استراتيجية أخرى داخل العاصمة.

 

القصر الجمهوري.. صندوق أسرار السلطة في السودان

 

لم يكن القصر الجمهوري مجرد مقر للحكم، بل كان شاهدا على لحظات مفصلية في تاريخ السودان، حيث تعاقبت عليه الحكومات، وسقطت بين جدرانه أنظمة، ما جعله أشبه بـ"الصندوق الأسود" لأسرار السلطة في السودان.

 

من سراي الحكمدارية إلى معقل الصراع

 

حين وضع الأتراك العثمانيون حجر الأساس للقصر عام 1826، كان إعلانا رمزيا لسيطرتهم على السودان. شُيّد أولا بالطوب الأخضر (اللبِن)، قبل أن يُعاد بناؤه لاحقا بالطوب الأحمر، مستخدما أنقاض مملكة سوبا المسيحية، في مشهد يجسّد تعاقب الحضارات وصراع القوى على هذه الأرض.

 

وبعد سقوط الدولة المهدية في 1899، أعاد البريطانيون بناء القصر على الطراز القديم ليكون مقرا لحكامهم حتى فجر الاستقلال عام 1956، عندما رفرف علم السودان الحر لأول مرة فوق ساريته.

عهد الانقلابات والمؤامرات

لكن القصر لم يكن شاهدا على الاستقلال فحسب، بل كان أيضا مسرحًا لانقلابات وأحداث دموية غيّرت مسار السودان. ففي يوليو 1971، تحوّل إلى سجن للرئيس الأسبق جعفر نميري خلال انقلاب قاده الرائد هاشم العطا، قبل أن يستعيد نميري السلطة وينفّذ إعدامات بحق قادة الانقلاب.

 

وعلى مر العقود، ظل القصر مركزا للمكائد السياسية، حيث سقطت حكومات، وتغيّرت أنظمة، في مشهد يعكس صراع السلطة المستمر في السودان.

 

الأهمية الإستراتيجية لاستعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الرئاسي بالخرطوم

 

القصر الجديد.. تحفة صينية وسط نيران الحرب

 

في عام 2015، افتُتح القصر الجمهوري الجديد بتصميم حديث بتمويل صيني، ليكون مقرا للرئاسة السودانية. لكنه بعد أقل من عقد، تحوّل إلى أنقاض بفعل الحرب، وأصبحت ردهاته ساحة للمعارك، حيث استُبدلت خرائط السياسة بخطط الاقتحام، وتحولت قاعات الاجتماعات إلى مواقع للاشتباكات المسلحة.

 

هل تغيّر هذه المعركة مسار الحرب؟

 

اليوم، وكأن التاريخ يعيد نفسه، لكن بصورة أشد مأساوية. لم تعد الجيوش الغازية تأتي من وراء البحار، ولم يعد الثوار يرفعون رايات التغيير، بل بات الصراع بين أبناء الوطن الواحد، في حرب لم تُبقِ إلا على الرماد والدمار.

 

ورغم أن استعادة القصر تمثل انتصارا استراتيجيا للجيش، تبقى الأسئلة الكبرى بلا إجابة: هل يُشكل هذا الحدث نقطة تحول حقيقية في الحرب أم أن السودان سيظل عالقا في دوامة الصراع دون أفق واضح للحل؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل:الالاف من المسلحون يصلون هضبة حضرموت استعدادا للحسم(صور)

جهينة يمن | 1136 قراءة 

بعد مقتل اثنين من مرافقيه وإصابته.. أنباء عن مصرع زعيم الحوثيين ‘‘عبدالملك الحوثي’’

المشهد اليمني | 1070 قراءة 

رسالة نارية موجهة الى شيخ الغفلة "عمرو بن حبريش" !

عدن تايم | 707 قراءة 

تعليق سعودي غير متوقع حول احداث حضرموت وعلاقته بالوحدة اليمنية

كريتر سكاي | 689 قراءة 

الشرطة تقبض على الممثل اليمني آدم سيف”دحباش” بهذه  التهمة الخطيرة

المرصد برس | 523 قراءة 

اختراق خطير.. كتائب ‘‘العائدين’’ تثير الرعب والهلع في صفوف الحوثيين وتوجيهات عاجلة بشأنهم

المشهد اليمني | 464 قراءة 

شاهد بالـ"صورة"عصابة الـ100 مليون ريال المنهوبة من حوالات المغتربين اليمنيين تقع في قبضة الأمن السعودي

جهينة يمن | 417 قراءة 

أول تعليق سعودي على لقاء حضرموت اليوم

كريتر سكاي | 409 قراءة 

شاهد بالـ"فيديو"رجل يمني يبلغ 68 عاماً يبدو بعمر العشرين.. توقف نموه بسبب حقنة علاجية خاطئة

جهينة يمن | 408 قراءة 

أمريكا تقلب قواعد اللعبة جنوب اليمن: السلطة مقابل هذا الأمر

مساحة نت | 384 قراءة