كشف تحقيق حديث نشره موقع “ديفانس لاين” عن قيام مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بتطوير قواعد عسكرية محصنة تحت الأرض في محافظة صعدة “شمالي اليمن”، على الحدود مع السعودية، في خطوة تعكس استلهام الجماعة للتجربة الإيرانية في بناء منشآت عسكرية محصنة أسفل الجبال.
وأفادت عملية تحليل وتحقيق أجراها فريق موقع “ديفانس لاين” بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية ومصادر الاستخبارات المفتوحة، أن الحوثيين أنشأوا مرافق عسكرية تحت الأرض، مدفونة على أعماق كبيرة، ومحصنة بطبقات ترابية وخرسانة صلبة، على غرار القواعد الإيرانية في أصفهان مثل “قشم” و”الخجير”.
تحصينات عسكرية استعدادًا لحروب طويلة المدى
وفقا للتحقيق، فإن هذه المنشآت تهدف إلى تجنب الهجمات الجوية المحتملة، سواء من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، أو من قبل مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، كما حدث خلال “عاصفة الحزم” عام 2015.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استعداد مليشيا الحوثي لحروب طويلة المدى، حيث تعمل إيران على نقل تقنيات عسكرية متطورة إلى مناطق سيطرة المليشيا، وافتتاح مراكز إقليمية للصناعة الحربية والتكنولوجيا العسكرية بإشراف الحرس الثوري الإيراني وذراعه الخارجية “فيلق القدس”.
20 عاما من بناء التحصينات العسكرية
وأشار التحقيق إلى أن المليشيا لم تتوقف طوال 20 عاما عن استغلال الطبيعة الجبلية والتضاريس الوعرة في صعدة لبناء تحصينات معقدة، مستفيدة من خبراتها القتالية في الحروب الست السابقة ضد الدولة اليمنية.
كما وسّعت المليشيا أنشطتها العسكرية لتشمل تطوير مجمعات تحت الأرض لتخزين وإنتاج الصواريخ والأسلحة، إضافة إلى بناء قواعد جوية وصاروخية مدفونة.
خطر استراتيجي يهدد المنطقة
ويرى محللون أن هذه التطورات تعكس تصعيدا خطيراً في قدرات الحوثيين العسكرية، ما يهدد أمن المنطقة، خصوصا مع استمرار الدعم الإيراني ونقل التكنولوجيا الحربية المتقدمة إلى المليشيا. ويثير بناء هذه القواعد تحت الأرض مخاوف بشأن استخدامها لإطلاق هجمات صاروخية وطائرات مسيرة ضد أهداف في دول الجوار، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
ضرورة تحرك دولي
ويؤكد مراقبون أن استمرار الحوثيين في تطوير قدراتهم العسكرية بهذه الوتيرة يستدعي تحركا دوليا وإقليميا للحد من مخاطر هذه التحصينات تحت الأرض، ومنع تحويل صعدة إلى قاعدة إيرانية متقدمة تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news