لطف الصراري «كمن يدخِّنُ سيجارةً طويلة بنفسٍ واحد»

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 74 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لطف الصراري «كمن يدخِّنُ سيجارةً طويلة بنفسٍ واحد»

لطف الصراري صحفي قدير ومتمكن، ومبدع قصة، وكاتب وأديب. ومجموعته القصصية «كَمَنْ يدخن سيجارةً طويلة بنفس واحد» صدرت وطُبعتْ في القاهرة في العام 2009م.

القاصّ والمبدع والمتمكن تتسم مجموعته الأولى بقدرٍ من الغرائبية واللغة الزاخرة بالمجاز والتشبيه والاستعارة بأنواعها.

وتطبع الغرائبية العمل فتشمل السرد القصصي؛ ابتداءً بالعنوان المثير «كمن يدخن سيجارة طويلة بنفس واحد». والغرائبية في العنوان المبتكر ليس في طول السيجارة، ولا في امتصاصها بنفسٍ واحد؛ وإنَّما أيضًا في الصياغة والتركيب.

يبدأ القاصُّ مجموعته بإهداءٍ لافت «لِمَنْ لا يحضرنِي الآن، ومازلتُّ أُفكِّر بجدوى أنْ تُستَهلَّ الكتب بالإهداءات». فالإهداء تشكيكٌ في جدواه.

القصّ في تدخين السيجارة الطويلة بنَفَسٍ واحد غرائبي مِنَ العنوان، والإهداء. ومِنْ أولّ جملةٍ في القصة الأولى «بعيدًا في العتمة»؛ وفي أول جملة فيها:

“الصباح الجميل لنْ يأخذَني أبعدَ من مكتب الخدمة الاجتماعية”. و«متواطئ مع الضجيج والابتسامات المبتذلة»، و«في عيون يلوكُها الضجر».

النقد الساخر -حدّ الهُزء- هو ما ينفثه دُخان السِّيجارة الطويلة. والأحدَ عشرَ عنوانًا قصٌّ إبداعي يلجُ فضاءاتِ الشعر، ونقدٌ حاد وفريد للأوضاع العامة، والتوظيف، والعلاقات الاجتماعية، وكُلِّ مظاهر التبلد والرتابة والزيف، ولم يَنجُ من النقد الصباح والمساء، والشمس والقمر والمطر.

إنه ناقد بسُخرِّية غرائبية، وبذوقٍ وإحساسٍ رفيعين، وجملة أدبية مسبوكة.

“أفركُ عيني لأرى الصباح جميلًا، لكنه يُصرُّ على التغوط في وجهي”. مِن افتتاحية القصَّة «محاولة الخروج من العتمة»، ص33.

“يأخذهُ الليلُ إلى أفقٍ أوسعَ من الضوء، وأبعد من سماءٍ صافية. ويشير إلى ما يأخذه الليل من مكائد وانقلابات ووو.

يتحدث عن ليلةٍ نادرة الحدوث لديه؛ ما يكفي للذهاب بعيدًا، وللإيغال في الليل؛ فالقمر مضيء يتشوق للمزيد من العتمة، والشمس معفيِّة من الحضور.

يتمسخر من نشرة الأحوال الجوية ومذيعها، كما يتأذى من أوحال تتركها الغيوم، ونوم النجوم تضامنًا مع الجِنِّ المضطهدين. ينضم كجهةٍ إلى الأربع، ويتحرك في جهاتٍ ست.

مجرد الحديث عن الدِّفء الذي توفِّرُه «قِنِّينة وِيسْكِي» يُعرِّضُه للنبذِ والاحتقار. العالم الذي يأخذه الليل إليه لا يُسمَّى ليلًا؛ وهو ليس خاصًا. إنهُ أكثر عمومية من حانةٍ شعبية بمكنك التعري فيه؛ حتى تُحِسَّ بعدم وجودك.

ويتناول ما يوفرهُ النوم مِنْ حُريّة؛ وهو ما يدرسه فرويد وتلميذه يونغ والمفكر إيرك فروم بتوسع ودِقَّة.

للقاص نظرته المغايرة لكل شيء، وهو لا يرى الأشياء كما هي؛ وإنَّما كما يقرؤها.

“في الليل ينامُ السُّذج، ومِنْ فترةٍ إلى أخرى أحتاجُ لأن أكونَ ساذجًا فقط؛ كي أحلُمَ بمعزلٍ عن ضوضاء الشمس. كي أصحو صباحًا بفمٍ مليءٍ باللُّعاب اللزج أقذفهُ في وجهها الزائف”. «بعيدًا في العتمة»، ص8.

ويعتبر الدوام الوظيفي والتوقيع على حافظة الدوام مسخرة ونوعًا من أنواع استبدال الرجولة؛ أمَّا الجلوس على الكرسي فيوحي له بما هو أسوأ.

ويُلقِي اللوم على كذب أنباء الطقس، ويتملكه إحساس بالغربة والتبرم من كل شيء حتى من الليل والنهار.

إنهُ إحساس المُبدِع حقًّا وحالة من حالات الأديب في مجتمعٍ شديد البؤس والقسوة والشقاء والزيف.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

طبخة دولية لإسقاط الشرعية وتسليم اليمن للحوثي: كشف الوجه القذر للتسوية القادمة وهذا هو الرئيس ونائبه

نافذة اليمن | 936 قراءة 

بعد إبلاغ الأمريكيين لوزارة الداخلية عن باخرة تجارية تحمل معدات عسكرية للحوثيين ستصل إلى ميناء عدن.. هذا ما حدث؟

الأمناء نت | 778 قراءة 

مقرب من علي محسن الأحمر يتحدث عن مفاجأة قادمة ستقلب الموازين باليمن

كريتر سكاي | 731 قراءة 

فيديو فضيحة "جهاد المتعة" في خنادق الحوثيين.. الزينبيات إلى الجبهات لإشباع الغرائز لا القتال

نافذة اليمن | 631 قراءة 

مقرب من علي محسن الأحمر يتحدث عن مفاجأة قادمة ستقلب الموازين باليمن

جهينة يمن | 393 قراءة 

دعوة غداء تتحول الى مأساة ".. امرأة تتخلص من أهل زوجها السابق بدعوتهم على الغداء .. تفاصيل

صوت العاصمة | 365 قراءة 

عاجل : تعرف على نتيجة منتخبنا الوطني أمام لبنان

كريتر سكاي | 362 قراءة 

إغلاق مطعم مشهور بعد تسمم 42 مواطنا

موقع الأول | 302 قراءة 

تفكك في قلب الجماعة: قائد بارز يهدد مهدي المشاط.. وترتيبات خفية لإزاحته من الرئاسة

نافذة اليمن | 258 قراءة 

شروط تأشيرة العمرة الجديدة 1447: تفاصيل هامة للحجاج والمعتمرين

المرصد برس | 256 قراءة