لطف الصراري «كمن يدخِّنُ سيجارةً طويلة بنفسٍ واحد»

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 121 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لطف الصراري «كمن يدخِّنُ سيجارةً طويلة بنفسٍ واحد»

لطف الصراري صحفي قدير ومتمكن، ومبدع قصة، وكاتب وأديب. ومجموعته القصصية «كَمَنْ يدخن سيجارةً طويلة بنفس واحد» صدرت وطُبعتْ في القاهرة في العام 2009م.

القاصّ والمبدع والمتمكن تتسم مجموعته الأولى بقدرٍ من الغرائبية واللغة الزاخرة بالمجاز والتشبيه والاستعارة بأنواعها.

وتطبع الغرائبية العمل فتشمل السرد القصصي؛ ابتداءً بالعنوان المثير «كمن يدخن سيجارة طويلة بنفس واحد». والغرائبية في العنوان المبتكر ليس في طول السيجارة، ولا في امتصاصها بنفسٍ واحد؛ وإنَّما أيضًا في الصياغة والتركيب.

يبدأ القاصُّ مجموعته بإهداءٍ لافت «لِمَنْ لا يحضرنِي الآن، ومازلتُّ أُفكِّر بجدوى أنْ تُستَهلَّ الكتب بالإهداءات». فالإهداء تشكيكٌ في جدواه.

القصّ في تدخين السيجارة الطويلة بنَفَسٍ واحد غرائبي مِنَ العنوان، والإهداء. ومِنْ أولّ جملةٍ في القصة الأولى «بعيدًا في العتمة»؛ وفي أول جملة فيها:

“الصباح الجميل لنْ يأخذَني أبعدَ من مكتب الخدمة الاجتماعية”. و«متواطئ مع الضجيج والابتسامات المبتذلة»، و«في عيون يلوكُها الضجر».

النقد الساخر -حدّ الهُزء- هو ما ينفثه دُخان السِّيجارة الطويلة. والأحدَ عشرَ عنوانًا قصٌّ إبداعي يلجُ فضاءاتِ الشعر، ونقدٌ حاد وفريد للأوضاع العامة، والتوظيف، والعلاقات الاجتماعية، وكُلِّ مظاهر التبلد والرتابة والزيف، ولم يَنجُ من النقد الصباح والمساء، والشمس والقمر والمطر.

إنه ناقد بسُخرِّية غرائبية، وبذوقٍ وإحساسٍ رفيعين، وجملة أدبية مسبوكة.

“أفركُ عيني لأرى الصباح جميلًا، لكنه يُصرُّ على التغوط في وجهي”. مِن افتتاحية القصَّة «محاولة الخروج من العتمة»، ص33.

“يأخذهُ الليلُ إلى أفقٍ أوسعَ من الضوء، وأبعد من سماءٍ صافية. ويشير إلى ما يأخذه الليل من مكائد وانقلابات ووو.

يتحدث عن ليلةٍ نادرة الحدوث لديه؛ ما يكفي للذهاب بعيدًا، وللإيغال في الليل؛ فالقمر مضيء يتشوق للمزيد من العتمة، والشمس معفيِّة من الحضور.

يتمسخر من نشرة الأحوال الجوية ومذيعها، كما يتأذى من أوحال تتركها الغيوم، ونوم النجوم تضامنًا مع الجِنِّ المضطهدين. ينضم كجهةٍ إلى الأربع، ويتحرك في جهاتٍ ست.

مجرد الحديث عن الدِّفء الذي توفِّرُه «قِنِّينة وِيسْكِي» يُعرِّضُه للنبذِ والاحتقار. العالم الذي يأخذه الليل إليه لا يُسمَّى ليلًا؛ وهو ليس خاصًا. إنهُ أكثر عمومية من حانةٍ شعبية بمكنك التعري فيه؛ حتى تُحِسَّ بعدم وجودك.

ويتناول ما يوفرهُ النوم مِنْ حُريّة؛ وهو ما يدرسه فرويد وتلميذه يونغ والمفكر إيرك فروم بتوسع ودِقَّة.

للقاص نظرته المغايرة لكل شيء، وهو لا يرى الأشياء كما هي؛ وإنَّما كما يقرؤها.

“في الليل ينامُ السُّذج، ومِنْ فترةٍ إلى أخرى أحتاجُ لأن أكونَ ساذجًا فقط؛ كي أحلُمَ بمعزلٍ عن ضوضاء الشمس. كي أصحو صباحًا بفمٍ مليءٍ باللُّعاب اللزج أقذفهُ في وجهها الزائف”. «بعيدًا في العتمة»، ص8.

ويعتبر الدوام الوظيفي والتوقيع على حافظة الدوام مسخرة ونوعًا من أنواع استبدال الرجولة؛ أمَّا الجلوس على الكرسي فيوحي له بما هو أسوأ.

ويُلقِي اللوم على كذب أنباء الطقس، ويتملكه إحساس بالغربة والتبرم من كل شيء حتى من الليل والنهار.

إنهُ إحساس المُبدِع حقًّا وحالة من حالات الأديب في مجتمعٍ شديد البؤس والقسوة والشقاء والزيف.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القرار الرئاسي رقم (11) يدخل حيز التنفيذ... وهذه أول محافظة تبدأ التطبيق!"

نيوز لاين | 424 قراءة 

قرارات حوثية بعد محرقة العرقوب !

نيوز لاين | 389 قراءة 

قرار حوثي في صنعاء يجبر جميع المواطنين في مناطقهم على دفع رسوم باهضة ويفجر غضب شعبي

نافذة اليمن | 374 قراءة 

هبوط 9 طائرات كويتية اضطراريا في العراق

العين الثالثة | 256 قراءة 

تعزيزات عسكرية متبادلة بين مليشيات إماراتية وسعودية في لحج تهدد بمواجهات مسلحة

موقع الجنوب اليمني | 240 قراءة 

تعميم للمسافرين اليمنيين المتجهين إلى السعودية

يمن فويس | 232 قراءة 

توتر عسكري في باب المندب.. "درع الوطن" و"العمالقة" يتسابقان على السيطرة

مندب برس | 218 قراءة 

هاني بن بريك” يخرج عن صمته ويفاجئ الوزير الزنداني برد حاسم

نيوز لاين | 201 قراءة 

سياح عراة في منطقة الأهرامات والسلطات المصرية تقبض عليهم

الوطن العدنية | 194 قراءة 

ضربة غادرة للجيش في مارب !

العربي نيوز | 163 قراءة