اليوم السابع – عدن:
انتزعت سقطرى، رسمياً، التزامات أعلنها مجلس القيادة الرئاسي تجاهها بتطوير بنيتها التحتية، وتسهيل سفر سكانها إلى بقية محافظات الجنوب وإنهاء عقود من الحرمان والعزلة عن العالم.
صدر هذا في كلمة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس قاسم الزُبيدي، خلال الأمسية الرمضانية التي أقامتها السلطة المحلية، وقيادة المجلس الانتقالي في محافظة أرخبيل سقطرى، احتفاءً بزيارته والوفد المرافق له للأرخبيل.
وحسب
الموقع الالكتروني للمجلس الانتقالي الجنوبي
، قال الزُبيدي: "حقيقة، تعجز الكلمات عن وصف مشاعرنا ونحن نحط رحالنا هنا في سقطرى، جزيرة الأحلام والأساطير، جوهرة المحيط ودرة البحر، المدينة النائمة على أطراف هذا المحيط الهادر، لتظل شاهدة على حضارة عظيمة ضاربة في أعماق التاريخ".
مضيفاً: "نبارك ونعتز أيما اعتزاز بما تحقق لهذا الأرخبيل من منجزات تنموية كان محورها الإنسان السقطري، بعد عقود من الحرمان والعزلة عن العالم".
وتابع: "بفضل الدعم السخي للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تم تأهيل المطار وتشييد الجامعة والمدارس والمستشفى، وشقت شبكة واسعة من الطرق، كما شهدت قطاعات المياه والكهرباء والاتصالات تطورا ملحوظا خفف عن سكانها الكثير من المعاناة، وربطهم بالعالم من حولهم، وهو ما تترجمه اليوم النهضة السياحية والوفود الزائرة التي لا تنقطع عن الاستمتاع بهذه الجزيرة الفاتنة والمتفردة".
مؤكدا أن "سقطرى استطاعت ومنذ عودتها إلى الحضن الجنوبي وتسلم أبنائها زمام الأمور فيها وإدارتها، أن تنهض وتنطلق بسرعة وثقة نحو المستقبل".
مشيرا إلى "استعادة الأرخبيل حالة السلام والوئام المجتمعي التي عرف بها، في حالة فريدة تستحق أن تُدرّس للأجيال، وكل ذلك مصدر سعادة وإلهام لنا جميعا".
وأعرب الزُبيدي عن تفهمه معاناة أبناء سقطرى في التنقل إلى المحافظات ، بالقول: "ندرك تمامًا معاناتكم في الانتقال إلى بقية المحافظات للعمل أو التعليم أو تلقي العلاج أو في إدخال بعض الخدمات والاحتياجات الضرورية إلى الأرخبيل، أو في مواجهة التقلبات المناخية والحد من آثارها الكارثية على السكان والممتلكات والبنية التحتية في جزر الأرخبيل".
مستطرداً: "أمام ذلك نؤكد لكم من هذا المنبر، بأننا سنعمل على تسهيل سفر سكان سقطرى لبقية محافظات الجنوب وتعزيز استفادتهم من فرص التعليم العالي، ودعم جهود السلطة المحلية لحلحلة كافة إشكاليات المحافظة، سواء من خلال مشاريع الدعم الحكومي، أو من خلال صناديق الدعم الإقليمي والدولي".
مردفاً: "سقطرى غالية علينا، وجميعنا مطالبون بتحمل مسؤولياتنا الأخلاقية والوطنية في حمايتها، والحفاظ على موقعها في قائمة التراث العالمي وتنميتها لتحتفظ بمكانتها كوجهة سياحية عالمية، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود والعمل بروح الفريق الواحد للحفاظ على حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها الجزيرة، والعمل بإخلاص، كل من موقع مسؤوليته، لتظل سقطرى رمزا للسلام والوئام".
مشدداً على "أنه لن يتأخر في مساندة جهود السلطة المحلية للنهوض بالمحافظة وخدمة أهلها، وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لتنميتها، والحفاظ على موروثها الثقافي والحضاري، وتطوير بنيتها التحتية كوجهة سياحية عالمية".
داعياً قيادة المحافظة إلى "مواصلة جهودها للحفاظ على خصوصية هذا الأرخبيل وتفرده". معلناً "منحها الصلاحيات الكاملة لاتخاذ ما تراه من إجراءات للحفاظ على التنوع البيولوجي في الأرخبيل باعتباره ثروة عالمية".
وأكد أن "هذا التنوع ينبغي ألا يُمس، بل يجب سنّ التشريعات والقرارات التي تحميه من أي قرارات أو تصرفات عابثة لا تستوعب أهمية ومكانة الجزيرة كمحمية عالمية وأحد أهم مكونات التراث العالمي".
موجهاً "التحية إلى أبطال القوات المسلحة والأمن البواسل في محافظة أرخبيل سقطرى، وفي مختلف محافظات الجنوب الغالي". مبيناً أن "دماءهم الزكية وتضحياتهم الجسيمة هي ما يرسم اليوم ملامح الجنوب المنشود".
مختتماً بالقول: "من هذه المحافظة الرابضة في قلب الممر الملاحي الدولي، نجدد التأكيد على أن حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وحماية ممرات الملاحة الدولية فيها، يتطلب استراتيجية شاملة يتكامل فيها الدور المحلي مع الحلفاء الإقليميين والدوليين".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news