في كل موسم رمضاني، تمتلئ الشاشات بعشرات البرامج والمسلسلات، تتسابق القنوات لجذب المشاهدين، لكن في هذا الزحام، هناك أعمال لا تمر مروراً عابراً، بل تترك أثراً في القلب والعقل. ليست الكثرة هي المقياس، بل القيمة، والقدرة على لمس جوهر الإنسان. وهنا، تبرز قناة بلقيس، التي لا تكتفي بنقل الواقع، بل تبحث عنه في أعماق المجتمع، تفتش في زوايا الوطن عن قصص لم تُروَ بعد، عن أبطال لم يعرفهم أحد، عن حكايات تستحق أن تُسمع. وهكذا، يولد “حيث الإنسان”، البرنامج الذي لا يُعيد إنتاج المألوف، بل يكشف لنا الوجه الحقيقي للإرادة والصمود.
البرامج التي تسلط الضوء على المحتاجين كثيرة، لكن “حيث الإنسان” يرفض هذه الصورة النمطية، فهو لا يقدم المستفيدين على أنهم ينتظرون المساعدة، بل يبرزهم كما هم: أبطال، ملهمون، أصحاب أهداف وأحلام تستحق التقدير. هنا، لا نرى الضعف، بل القوة الكامنة في كل قصة، نرى أناساً لم تمنعهم الظروف من المحاولة، من النهوض، من بناء حياتهم رغم التحديات. هذا ما يجعل البرنامج مختلفاً، فهو لا يمنحهم الفرصة فقط، بل يمنحهم الاعتراف، الاعتراف بأنهم مصدر إلهام، وليسوا مجرد أرقام في قوائم العطاء.
أن تصل هذه الحكايات إلى الناس بهذا الزخم، أن تُروى بهذه الطريقة التي تمزج بين الدهشة والصدق، فذلك لم يكن ليحدث لولا تكامل ثلاثة أطراف: مؤسسة توكل كرمان، قناة بلقيس، وبرنامج حيث الإنسان. لكن البطل الحقيقي هنا هي الفكرة، من آمنت أن الإنسان ليس مجرد مستفيد من مشروع، بل قصة تستحق أن تروى. في عالم يمتلئ بالمساعدات التي تُقدم كأرقام وإحصائيات، كان لا بد من صوت مختلف، صوت يجعل من الفعل الإنساني تجربة عميقة، ذات أثر يتجاوز اللحظة.
ما يجعل “حيث الإنسان” علامة فارقة ليس فقط المشاريع التي يدعمها، بل الطريقة التي تُحكى بها الحكايات. إنه ليس مجرد عرض لأعمال خيرية، بل نافذة على قصص نادرة، على شخصيات صنعت فرقاً في حياتها وحياة من حولها. هنا، حيث الإنسان فعلاً، لا شعاراً، تتحول المعاناة إلى حافز، والتحدي إلى فرصة، ويصبح الأمل أكثر من مجرد كلمة.
وهكذا، يظل “حيث الإنسان” أكثر من مجرد برنامج.. إنه رسالة، درس في الحياة، وإلهام يتجدد كل عام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news