تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي منشورا يتضمن صورتين قديمتين لطائرتين مقاتلتين مصحوبا بوصف مضلل يقول إن مصر استقبلتهما في سيناء حديثا.
ويأتي الادعاء بالتزامن مع اقتراح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتطوير قطاع غزة تحت السيطرة الأميركية وخروج الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان رفضا قاطعا.
وجاء في وصف منشور شارك الصورتين على فيسبوك "تم وصول اللاعب العالمي الفت//اك لأرض سيناء الان استعدادا للمرحلة النهائية جاهزين لنكتب النهاية وننزل الستار تتم عملية نقل وشحن الأشباح جواً بهذه الطريقة. تُظهر الصورة طائرات من طراز إف-22 وسوخوي-57".
إلا أن الصورتين قديمتين وتعودان لعامي 1998 و2024 ولم تصل الطائرتين إلى سيناء في 2025.
لم تصل الطائرتين إلى سيناء في 2025.
لم تصل الطائرتين إلى سيناء في 2025.
فالصورة الأولى لطائرة من طراز إف-22 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، وتوثق لحظة وصولها إلى اختبار الطيران التابع لسلاح الجو في قاعدة إدواردز الجوية بولاية كاليفورنيا في الخامس من فبراير 1998.
أما الصورة الثانية، فهي لمقاتلة روسية من طراز سو-57 لدى وصولها إلى الصين للمشاركة في معرض للطيران في تشوهاي الصينية، الذي أقيم في الفترة من 12 إلى 17 نوفمبر 2024.
ونقل موقع إخباري روسي عن الخدمة الصحفية لوزارة الدفاع في روسيا الاتحادية صورة الطائرة في السابع من نوفمبر 2024، وقال إنها من معرض تشوهاي للطيران.
ونشرت وكالة تاس الروسية للأنباء الصورة ذاتها من زاوية مختلفة في الخامس من نوفمبر 2024، وقالت إنها تعرض المقاتلة سو-57 لدى وصولها مطار تشوهاي.
ويتطابق المبنى الظاهر خلف الطائرة والبوابة رقم خمسة في مطار تشوهاي الدولي، والتي حددت رويترز موقعها عبر خرائط بايدو الصينية.
وقال جيري دويل، وهو خبير في شؤون الدفاع برويترز "تظهر الصورتان بالتأكيد طائرتي إف-22 وسوخوي-57. صورة الطائرة سو-57 قد التقطت عندما جرى تسليم نموذج ثابت (غير قادر على الطيران) من هذه الطائرة ليتم عرضه في معرض تشوهاي الجوي العام الماضي".
وأضاف "أما الصورة الأخرى فتبدو بالتأكيد أنها قديمة بسبب مظهر وطريقة ملابس الأشخاص الموجودين فيها إذ لم يعد الجيش الأميركي يرتدي هذا الزي منذ فترة طويلة. وعلى أي حال، عندما تكون الطائرات القتالية جاهزة للقتال، فإنها تطير إلى وجهتها مباشرة بدلا من شحنها كحمولة".
وتابع "والمقاتلة سو-57 هي طائرة روسية لم يتم تصنيع سوى عدد قليل منها، أما المقاتلة إف-22 فهي أول مقاتلة من الجيل الخامس في العالم، جرى تقديمها لأول مرة في التسعينيات ولا تزال تستخدم في الوقت الراهن، وهناك حوالي 200 منها".
وأكد اللواء سيد غنيم، زميل الأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل وأستاذ زائر بحلف شمال الأطلسي ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع أن الصورتين قديمتين ولم تصلا إلى سيناء حديثا.
ولم ترد شركة لوكهيد مارتن على طلب من رويترز للتعليق.
والتعاون الوثيق بين مصر والولايات المتحدة هو أمر أساسي في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط لعقود. ومنذ اتفاقية السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل ومصر قبل أكثر من أربعة عقود، كانت مصر دائما واحدة من أكبر المتلقين للمساعدات العسكرية الأميركية، إلى جانب إسرائيل.
ونشرت الهيئة العامة للاستعلامات في 2024 قائمة بأسلحة الجيش المصري في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ولم يكن من بينها إف-22 أو سو-57.
وأحدث عقد منشور علنيا بين مصر ولوكهيد مارتن كان في الثالث من سبتمبر 2024 عندما أعلنت القوات المسلحة المصرية أن شركة لوكهيد مارتن ستسلم اثنتين من طائرات سي-130-جيه -30 سوبر هركيوليز، وهي طائرة نقل عسكري بأربع محركات توربينية، إلى القوات الجوية المصرية.
وإف-22 تنتجها الولايات المتحدة بشكل حصري وتحظر تصديرها، وفقا لرويترز.
ولم ترد وزارة الدفاع المصرية ولا وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعد على طلب من رويترز للتعليق.
وفي 21 نوفمبر 2019، ذكرت رويترز أن مصر وقعت اتفاقا مع روسيا بملياري دولار لشراء أكثر من 20 طائرة روسية من طراز سو-35، لكن الولايات المتحدة حذرت مصر من المضي قدما في الصفقة، وحتى الآن لم تتسلم مصر المقاتلات الروسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news