�مانيا النازية، ثم لم يجد عملا لما عاد إلى وطنه، وعلى خلاف أقاربه الذين غادروا بحثا عن مستقبل جديد في كندا اختار هو الأرجنتين حيث أنجب أدولفو، والد ديبالا.
ومع رغبة الوالد في أن يصبح ديبالا لاعب كرة قدم مشهور ذهب به في كل اتجاه بحثا عمن يصقل موهبته ويضعه على طريق النجومية، لكنه أصيب بورم، وتوفي وديبالا ابن 15 عاما.
نقلت بي بي سي عن بابلو بورزيو زميل ديبالا في نادي إنستيتوتو في دوري الدرجة الثانية الأرجنتيني قوله: "كان باولو يحلم بأن يراه والده يلعب في الدوري الممتاز(الأرجنتيني). لقد كانت صدمة مروعة عندما فقده للأبد".
وأكد: "لكنه واصل مسيرته واتخذ في النهاية قرارًا صعبًا لم يكن ليتمكن سوى عدد قليل من المراهقين من اتخاذه في ظل هذه الظروف: ترك والدته وإخوته وعاد إلى كوردوبا للعيش في أكاديمية الشباب التابعة للنادي".
لقد تعامل ديبالا مع حلم أبيه كنذر كان عليه الوفاء به مهما كلفه الأمر!
وفي حديثه لمجلة فانيتي فير في عام 2017، قال ديبالا: "لقد فجر موت والدي ألما لا يُحتمل. كدت أتوقف عن لعب كرة القدم".
وشدد: "أفكر فيه دائمًا وأهدي له كل أهدافي. وبعد أن أسجل، أشكره لأنني متأكد من أنه يشاهدني. من المستحيل أن يحل أحد محل أبي. لكن في حياتي أصبحت الأسرة هي كل شيء".
قناع أسطوري
لاحقا تواصلت حياة ديبالا الصعبة لكنه لم يتنازل عن ذلك الحلم الذي كان يشحذه لتحقيقه طيف أبيه من ناحية، وحالة أسرته الصعبة من جهة أخرى.
وبمرور الوقت صعد نجمه فالتقطته عيون خبيرة في باليرمو وحملته وكل أحلامه لتضعه في أرض إيطاليا.
كان ذلك في صيف 2012، ثم بعد 3 أعوام خطفه يوفنتوس، لتبدأ الرحلة الحقيقية: تألق وألقاب وأعوام من النجومية برزت فيها أهدافه التي تميزت باحتفاله بقناع مرعب لبطل أسطوري من نسج الخيال.
لقد ولد هذا الاحتفال من رحم أزمة نفسية أيضا، حين أسهم ديبالا في ضياع لقب السوبر الإيطالي في الدوحة بإهدار ركلة جزاء أمام ميلان أواخر عام 2016.
يقول ماركوس فيلالوبو مؤلف السيرة الذاتية لباولو ديبالا إن "الاحتفال بالقناع الذي أصبح شائعًا جدًا هو انعكاس لكل أيامه الصعبة".
وفسر: "كمعجب بفيلم Gladiator، قرر باولو ارتداء قناع ماكسيموس، ليثبت نفسه كمحارب وشخص لن يستسلم أبدًا".
كان فيلالوبو هو الذي أطلق على ديبالا لقب (لا جويا) وهو اللقب نفسه الذي وضعه عنوانا لسيرته الذاتية ويعني "الجوهرة".
روح المصارع
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news