حكومة صنعاء تحذر السعودية وتكشف عن “رسائل” تصعيد ضد اليمن

يمن إيكو|تقرير:

وجهت حكومة صنعاء تحذيرات سياسية وعسكرية جديدة وشديدة اللهجة للسعودية، وكشفت عن وجود مؤشرات سلبية من جانب الأخيرة فيما يتعلق بالتصعيد ضد اليمن، وذلك بعد لقاء جمع وزير الدفاع السعودي بوزير الخارجية الأمريكي وتضمن مناقشة هذا التوجه.

وفي تصريحات تابعها موقع “يمن إيكو”، خلال حفل تخرج لدفعة عسكرية من قوات صنعاء، قال عضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، محمد علي الحوثي، أمس الثلاثاء، إن: “اليمن يدرس خياراته تجاه الرسائل السعودية الأخيرة تجاه اليمن وتلويحها بالاشتراك في حرب قادمة ضد اليمن”، حسب تعبيره.

وأضاف: “نقول للسعوديين والإماراتيين: في 2015 لم نكن نملك ما نملكه اليوم من دقة الصواريخ والمسيّرات”.

وتابع: “ننصحكم أن لا تعيدوا الكَرّة، وإن أعدتم الكَرة إلى يمننا فسيرتد إليكم عدوانكم مهزوماً شر هزيمة”.

وقال الحوثي إن صنعاء: “لا تأبه للتهديدات الأمريكية”، وإن “الأسلحة التي يتم التهديد بها هي التي قصفت اليمن منذ اليوم الأول للعدوان”، حسب تعبيره.

ولم يوضح الحوثي ما هي الرسائل السعودية الأخيرة بشأن التصعيد ضد اليمن، لكن يبدو أن ذلك يتضمن زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان (المسؤول عن الملف اليمني في المملكة) والسفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، إلى الولايات المتحدة ولقاءات بن سلمان مع مسؤولين أمريكيين كبار لمناقشة مواجهة قوات صنعاء.

وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان رصده “يمن إيكو”، أمس الثلاثاء، إن بن سلمان التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وناقشا “أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة، والحاجة إلى الوقوف معاً ضد تهديدات الحوثيين للأمن الإقليمي”.

وأضاف البيان أن الوزيرين “أكدا أهمية تعزيز الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة”.

وقال خالد بن سلمان في تدوينة على منصة “إكس” رصدها موقع “يمن إيكو” إنه ناقش مع روبيو: “مواجهة التحديات المشتركة، بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وعدداً من المسائل ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها”.

وكان بيان رسمي أمريكي رصده “يمن إيكو” قد ذكر يوم الأحد الماضي أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث استقبل بن سلمان، وأكد له التزام إدارة ترامب “بالعمل مع الشركاء في القضاء على قدرات الحوثيين التي تهدد الأمن الإقليمي”.

وإلى جانب التحذيرات التي وجهها الحوثي، قال وزير الدفاع بحكومة صنعاء محمد ناصر العاطفي خلال فعالية تخرج القوات العسكرية إن: “على الإقليم أن يفهم اليمن ولا وقت للمراوغات وكما كانت السنوات العشر التي مرت علقماً سيكون الآتي أشد مرارة وأشد قسوة”، حسب تعبيره.

وأضاف: “على الأعداء إعادة حساباتهم والتعامل مع المحددات التي نراها ضرورية لتحقيق العدل والسلام”، في إشارة إلى شروط حكومة صنعاء للاتفاق الشامل مع السعودية والمتمثلة في إنهاء الحرب ورفع الحصار وسحب القوات الأجنبية ودفع التعويضات.

وقال إن: “التواجد الأجنبي الدخيل على الجغرافيا اليمنية أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، ولن نقبل بأي شكل من أشكال الوجود الذي ينتهك سيادتنا”، حسب وصفه.

وأشار إلى أن قوات صنعاء “لن تتهاون في حماية المقدرات والموارد والثروات الوطنية”.

وقال إن: “القرار الوطني السيادي هو خط لا يقبل المراوغة أو القراءة الناقصة”، مضيفاً: “لن نسمح لأي طرف بالمساس به أو انتقاصه أو التدخل في شؤوننا الداخلية”.

وفي وقت كشفت صور الأقمار الصناعية عن بدء تشغيل مطار إماراتي على جزيرة عبد الكوري اليمنية في أرخبيل سقطرى، قال العاطفي إن: “الجزر اليمنية جزء لا يتجزأ من جغرافيا اليمن، وخط لا يمكن تجاوزه”.

وأضاف: “لن نسمح بأي انتهاك لسيادتنا على جزرنا مهما كانت المبررات”.

وقال إن: “على الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين وحلفائهم أن يعيدوا التفكير ألف مرة قبل الإقدام على أي مغامرة غير محسوبة أو تصرف متهور”.

وأكد أن قوات صنعاء “تعمل بتفانٍ وإصرار لتطوير أساليب ووسائل الردع التي تضمن القدرة الفائقة على إنجاز المهام في مختلف الظروف”، في إشارة إلى الصناعات العسكرية بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وفي السياق نفسه، قال وزير خارجية حكومة صنعاء جمال عامر، خلال مؤتمر صحافي تابعه موقع “يمن إيكو” اليوم الأربعاء، إن: “المؤامرات ضد اليمن مستمرة”، متهماً السعودية بأنها “الأداة الأمريكية في تنفيذ مخططات أمريكا في اليمن”.

وأضاف: “لن تتمكن أمريكا من حماية السعودية كما لم تتمكن من حماية إسرائيل، ونحن جاهزون لأي خيارات وأي تصعيد”.

وقال إنه “في حال فشلت الجهود الدبلوماسية فإن القيادة لها القرار الأول والنهائي في اتخاذ ما تراه مناسباً من الخيارات”.

وتنبئ مختلف هذه التصريحات والتحذيرات عن بروز تعقيدات جديدة فيما يتعلق بمستقبل حالة خفض التصعيد بين صنعاء والرياض، والتي صمدت منذ ابريل 2022، وهو ما يعود على الأرجح إلى تغير في الموقف السعودي مع عودة ترامب إلى الحكم وإعادة تصنيف حركة “أنصار الله” (الحوثيين) كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو القرار الذي كانت السعودية تسعى في سنوات سابقة لاستصداره، وقد حذر الكثير من المراقبين والخبراء من أنه سيعيق تنفيذ خارطة الطريق التي تم التوصل إليها خلال فترة التهدئة.

وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع عن استضافة قوات من خفر السواحل التابعة للحكومة اليمنية في تمرين بحري دولي تم إجراؤه في منطقة خليج العقبة و”إيلات”، وهو ما أثار تساؤلات عن انخرط القوات الحكومية في الجهود الأمريكية والإسرائيلية لمواجهة قوات صنعاء، خصوصاً على الجبهة البحرية.

وقبل ذلك كانت القيادة المركزية الأمريكية قد تبنت توجهاً تصعيدياً من خلال الإعلان عن التنسيق مع الحكومة اليمنية لإغلاق ومحاربة وسائل الإعلام التابعة لحكومة صنعاء وحركة “أنصار الله”، تنفيذاً لقرار “التصنيف”.

وهذا الأسبوع نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للمخابرات السعودية، عن مصادر حكومية أنباء عن مناوشات بين القوات الحكومية وقوات صنعاء في عدة مناطق بمأرب وتعز، وذلك توازياً مع تحركات قبلية في مأرب للتحشيد من أن أجل مواجهة قوات صنعاء، وتصريحات لرئيس مجلس القيادة رشاد العليمي ورئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز حول “اليقظة” والاستعداد “للحسم العسكري”.