كتاب الرأي
كتب/ نسيم البعيثي
يشهد الريال اليمني انهياراً حاداً إلى مستويات قياسية، حيث تجاوز سعر الدولار الواحد 2340 ريالاً، ما أدخل المحافظات المحررة في دائرة الفقر المدقع، كان الحديث سابقاً عن صرف المرتبات، وتوفير الخدمات، وتلبية احتياجات المواطنين باعتباره الفارق بين مناطق سيطرة المليشيات الحوثية والمناطق الخاضعة للحكومة.
لكن مع هذا التدهور غير المقبول، لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول أي مبررات لهذا الفشل الذريع في الملف الاقتصادي، نحن نتحدث عن معركة مصيرية لاستعادة الدولة من مليشيات إرهابية مدعومة من النظام الإيراني ،لكن في المقابل، نجد أن الحكومة قد أمعنت في تقديم نموذج فاشل للغاية، لا يمكن لأحد تحمله أو قبوله، نموذج كارثي بكل المقاييس.
كيف يمكن إقناع المواطن بأن يشارك في معركة مصيرية، بينما هو عاجز عن شراء حتى عشرة أقراص من الروتي لأطفاله؟ راتبه الشهري لا يكفي لشراء سلة غذائية متكاملة، هذا الوضع المؤلم يجعل من الصعب على أي شخص أن يظل صامتًا.
من كان لديه ضمير وحس وطني وإنساني، فليعيد النظر في مواقفه، وليفكر بما يحدث للمواطن، المطالبة بمعالجة الملف الاقتصادي، وإعادة العملة الوطنية إلى وضعها الطبيعي، وتحميل هذه الحكومة الفاشلة المسؤولية الكاملة أصبح واجباً وطنياً ملحاً ومقدساً.
ومن المؤسف أن نجد بعض المثقفين يوزعون صكوك الوطنية والانتماء للمشروع الوطني لمجرد أنك تتحدث عن معاناة المواطن العادي، الذي لا يستطيع تلبية احتياجاته الأساسية بالعملة المحلية.
وفي الواقع، هناك العديد من الصحفيين والسياسيين والبرلمانيين وقادة الأحزاب والقيادات التي تستلم مرتباتها بالريال السعودي والدولار من الدول الشقيقة في التحالف العربي، وأيضاً من مخصصات موازنة الدولة العامة،ولهذا، هم لا يشعرون بمعاناة المواطن ولا يدركون حجم الكارثة التي يعيشها.
إنهم لا يتخذون مواقف وطنية بسبب خوفهم على مصالحهم الشخصية، في الوقت الذي يعاني فيه المواطن اليمني من هذا الظلم الممنهج.
للأمانة، ما يحدث في بلادنا جريمة بحق المواطن، حيث تُمارس المليشيات الحوثية الإرهابية أبشع الجرائم بحق الشعب، إذ تنهب وتسرق حقوقه وحريته وكرامته، بل وتسرق لقمة عيشه.
ومن جهة أخرى، نجد حكومة معترف بها دولياً، فاشلة وفاسدة، لا هم لها سوى مصالحها الشخصية ومشاريعها الضيقة ،إن الأمر يتطلب وقفة جادة وقرارات حاسمة، حيث أن تجاهل معاناة المواطن وحقوقه لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع في البلاد وتدمير مستقبل الوطن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news