حينما تقرر الحكومة اليمنية الاستغناء عن الكهرباء: إنجاز أم كارثة كوميدية؟

     
سما عدن             عدد المشاهدات : 100 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حينما تقرر الحكومة اليمنية الاستغناء عن الكهرباء: إنجاز أم كارثة كوميدية؟

 

 

 

كتب/ عبدالمجيد العبيدي

 

في خطوة ستُخلَّد في كتب العبث السياسي، قررت الحكومة اليمنية أخيراً التخلص من محطات الطاقة المشتراة في عدن، وهي نفس المحطات التي كانت “تنقذ” المدينة من الغرق في الظلام مقابل فواتير خيالية بالدولار. القرار قد يبدو من بعيد وكأنه انتصار للشفافية وترشيد الإنفاق، لكنه في الحقيقة أقرب إلى قفزة في الهاوية بدون مظلة.

 

مديونية خرافية.. وحكومة مفلسة

 

لنفهم المشهد بشكل أوضح، تخيل أن لديك اشتراكاً شهرياً في الكهرباء، لكنك ترفض الدفع عاماً بعد عام، حتى تتراكم عليك الفواتير إلى حد تصبح فيه عاجزاً عن السداد، فتقرر بكل بساطة فصل التيار الكهربائي عن منزلك والعودة إلى عصر الشموع! هذا بالضبط ما فعلته الحكومة اليمنية مع شركات الطاقة المشتراة، حيث بلغت الديون عليها مبالغ ضخمة، بعضها يقدر بمئات الملايين من الدولارات، لتقرر بعد سنوات من المماطلة أن الحل الوحيد هو إنهاء العقود، دون أن تقدم أي بديل حقيقي.

 

 

حكومة تطفئ نفسها بنفسها

 

لطالما كانت الكهرباء في عدن أشبه بضيف ثقيل لا أحد يعرف متى يأتي أو يغادر، لكنها على الأقل كانت تأتي. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة قررت خوض تجربة جديدة في التحدي الذاتي: ماذا سيحدث لو أطفأنا المدينة تماماً؟ النتيجة واضحة، فمع خروج محطات الطاقة المشتراة من الخدمة، ستحصل عدن على تجربة “حياة ما قبل الكهرباء” بشكل مجاني وبدون الحاجة إلى متحف تاريخي.

 

التخلص من الفساد أم التخلص من الحياة؟

 

تبرر الحكومة قرارها بالرغبة في القضاء على “الفساد” المرتبط بعقود الطاقة المشتراة، وكأن الفساد هو المشكلة الوحيدة التي تواجه قطاع الكهرباء! ما لم تقله الحكومة هو أن بديل هذه المحطات هو اللا شيء. نعم، الخطة ببساطة هي استبدال الكهرباء بعدم وجود الكهرباء، في محاولة بائسة لتطبيق سياسة “التقشف بالإعدام”.

 

عدن تشتعل.. لكن بدون كهرباء

 

في عدن، الحرارة تقترب من مستوى “قلي البيض على الرصيف”، ومع ذلك، تأتي الحكومة لتقرر أن أهل المدينة لا يحتاجون إلى مراوح أو مكيفات، فهم بالتأكيد قادرون على “التبريد الذاتي” باستخدام قوة الإرادة والصبر الطويل.

 

أما المستشفيات، فبإمكانها العودة إلى عصر المصابيح الزيتية، بينما التجار يمكنهم بيع اللحم المشوي مباشرة من الثلاجات المعطلة. وأما المدارس، فستكون تجربة تعليمية حقيقية لتلاميذ المستقبل عن كيفية الحياة في العصور الوسطى.

 

هل هناك خطة بديلة؟ بالطبع لا!

 

في أي بلد آخر، حين يتم إلغاء عقود الكهرباء، يكون هناك بديل جاهز، لكن في اليمن، يبدو أن الحكومة تؤمن بأن “الظلام من حق الجميع”. لا توجد خطط لإصلاح محطات الكهرباء الحكومية، ولا حتى أفكار بديلة، وكأن السيناريو المثالي بالنسبة لهم هو أن يتعلم الشعب العيش على ضوء القمر.

 

الحل السحري: الشموع والسخط الشعبي

 

في ظل غياب أي حلول عملية، يبدو أن الحكومة تقترح ضمنياً العودة إلى الشموع، والفوانيس، وربما إشعال الإطارات في الشوارع، وهو أمر يتقنه الشعب جيدًا، لكن هذه المرة لن يكون احتجاجاً ، بل مجرد وسيلة للرؤية في الليل.

 

في النهاية، يبدو أن الحكومة اليمنية وجدت الحل المثالي لأزمة الكهرباء: إلغاؤها تماماً! أما المواطنون، فعليهم التأقلم، فهم بالتأكيد لم يكونوا يتوقعون رفاهية من حكومة ترى أن الظلام هو أفضل وسيلة لترشيد الطاقة.. وأيضاً لترشيد الأمل.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مصدر رسمي يكشف تفاصيل إنزال عسكري مفاجئ في صعدة

نيوز لاين | 608 قراءة 

مصدر رسمي يكشف تفاصيل إنزال عسكري مفاجئ في صعدة

الحدث اليوم | 584 قراءة 

مصير مستحق للمبتز الذي أجبر فتاة على الانتحار في الحديدة

المشهد اليمني | 574 قراءة 

شرطة تعز تضبط مطلوباً في جرائم جنائية كبرى

تهامة 24 | 517 قراءة 

دعوات لتحالف دولي ضد الحوثيين ومطالب بحل الدولتين

الأمناء نت | 502 قراءة 

الرياض تفتح جبهة جديدة ضد الانتقالي وتتهم أبوظبي بإفشال اتفاقها

مساحة نت | 489 قراءة 

حقيقة "الإنزال الأمريكي" في صعدة..

الأمناء نت | 407 قراءة 

لا إنزال مظلي أمريكي في صعدة.. ما حدث انفجار بسوق السلاح

يني يمن | 387 قراءة 

حادث مروع ينهي حياة مغتربين يمنيين في العاصمة السعودية الرياض

المشهد اليمني | 382 قراءة 

الأرصاد يحذر: اضطراب البحر وأمطار رعدية متفرقة على عدة محافظات

حشد نت | 361 قراءة