حينما تقرر الحكومة اليمنية الاستغناء عن الكهرباء: إنجاز أم كارثة كوميدية؟

     
سما عدن             عدد المشاهدات : 95 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حينما تقرر الحكومة اليمنية الاستغناء عن الكهرباء: إنجاز أم كارثة كوميدية؟

 

 

 

كتب/ عبدالمجيد العبيدي

 

في خطوة ستُخلَّد في كتب العبث السياسي، قررت الحكومة اليمنية أخيراً التخلص من محطات الطاقة المشتراة في عدن، وهي نفس المحطات التي كانت “تنقذ” المدينة من الغرق في الظلام مقابل فواتير خيالية بالدولار. القرار قد يبدو من بعيد وكأنه انتصار للشفافية وترشيد الإنفاق، لكنه في الحقيقة أقرب إلى قفزة في الهاوية بدون مظلة.

 

مديونية خرافية.. وحكومة مفلسة

 

لنفهم المشهد بشكل أوضح، تخيل أن لديك اشتراكاً شهرياً في الكهرباء، لكنك ترفض الدفع عاماً بعد عام، حتى تتراكم عليك الفواتير إلى حد تصبح فيه عاجزاً عن السداد، فتقرر بكل بساطة فصل التيار الكهربائي عن منزلك والعودة إلى عصر الشموع! هذا بالضبط ما فعلته الحكومة اليمنية مع شركات الطاقة المشتراة، حيث بلغت الديون عليها مبالغ ضخمة، بعضها يقدر بمئات الملايين من الدولارات، لتقرر بعد سنوات من المماطلة أن الحل الوحيد هو إنهاء العقود، دون أن تقدم أي بديل حقيقي.

 

 

حكومة تطفئ نفسها بنفسها

 

لطالما كانت الكهرباء في عدن أشبه بضيف ثقيل لا أحد يعرف متى يأتي أو يغادر، لكنها على الأقل كانت تأتي. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة قررت خوض تجربة جديدة في التحدي الذاتي: ماذا سيحدث لو أطفأنا المدينة تماماً؟ النتيجة واضحة، فمع خروج محطات الطاقة المشتراة من الخدمة، ستحصل عدن على تجربة “حياة ما قبل الكهرباء” بشكل مجاني وبدون الحاجة إلى متحف تاريخي.

 

التخلص من الفساد أم التخلص من الحياة؟

 

تبرر الحكومة قرارها بالرغبة في القضاء على “الفساد” المرتبط بعقود الطاقة المشتراة، وكأن الفساد هو المشكلة الوحيدة التي تواجه قطاع الكهرباء! ما لم تقله الحكومة هو أن بديل هذه المحطات هو اللا شيء. نعم، الخطة ببساطة هي استبدال الكهرباء بعدم وجود الكهرباء، في محاولة بائسة لتطبيق سياسة “التقشف بالإعدام”.

 

عدن تشتعل.. لكن بدون كهرباء

 

في عدن، الحرارة تقترب من مستوى “قلي البيض على الرصيف”، ومع ذلك، تأتي الحكومة لتقرر أن أهل المدينة لا يحتاجون إلى مراوح أو مكيفات، فهم بالتأكيد قادرون على “التبريد الذاتي” باستخدام قوة الإرادة والصبر الطويل.

 

أما المستشفيات، فبإمكانها العودة إلى عصر المصابيح الزيتية، بينما التجار يمكنهم بيع اللحم المشوي مباشرة من الثلاجات المعطلة. وأما المدارس، فستكون تجربة تعليمية حقيقية لتلاميذ المستقبل عن كيفية الحياة في العصور الوسطى.

 

هل هناك خطة بديلة؟ بالطبع لا!

 

في أي بلد آخر، حين يتم إلغاء عقود الكهرباء، يكون هناك بديل جاهز، لكن في اليمن، يبدو أن الحكومة تؤمن بأن “الظلام من حق الجميع”. لا توجد خطط لإصلاح محطات الكهرباء الحكومية، ولا حتى أفكار بديلة، وكأن السيناريو المثالي بالنسبة لهم هو أن يتعلم الشعب العيش على ضوء القمر.

 

الحل السحري: الشموع والسخط الشعبي

 

في ظل غياب أي حلول عملية، يبدو أن الحكومة تقترح ضمنياً العودة إلى الشموع، والفوانيس، وربما إشعال الإطارات في الشوارع، وهو أمر يتقنه الشعب جيدًا، لكن هذه المرة لن يكون احتجاجاً ، بل مجرد وسيلة للرؤية في الليل.

 

في النهاية، يبدو أن الحكومة اليمنية وجدت الحل المثالي لأزمة الكهرباء: إلغاؤها تماماً! أما المواطنون، فعليهم التأقلم، فهم بالتأكيد لم يكونوا يتوقعون رفاهية من حكومة ترى أن الظلام هو أفضل وسيلة لترشيد الطاقة.. وأيضاً لترشيد الأمل.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الإرياني يكشف نهب الحوثيين لأكثر من 103 مليارات دولار وتدمير الاقتصاد الوطني

حشد نت | 776 قراءة 

قريباً.. شركة حكومية كبرى تعتمد الريال اليمني وتلغي التعامل بالعملات الأجنبية

شمسان بوست | 677 قراءة 

درجات حجرية وسرداب تحت الأرض.. اكتشاف أثري في ذمار يثير الاهتمام

تهامة 24 | 514 قراءة 

تلقي مشروع بن حبريش ضربة قاصمة

عدن تايم | 468 قراءة 

تحركات مريبة.. واشنطن تدفع لتفجير جبهة اليمن – السعودية

مساحة نت | 442 قراءة 

إجراءات المركزي تثمر.. الريال اليمني ينهي تعاملات الأسبوع بسعر مفاجئ

مساحة نت | 430 قراءة 

كم بلغ سعر الدولار اليوم؟ تغيّرات جديدة في صرف الريال اليمني بصنعاء وعدن

المرصد برس | 410 قراءة 

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يفجرها مدوية .. نحن نعمل من داخل اليمن

صوت العاصمة | 409 قراءة 

وقفات مسلحة أمام منازل مشايخ حاشد وبكيل.. الحوثيون يرفعون منسوب التوتر القبلي

نافذة اليمن | 380 قراءة 

.شاهد صور الصيدليات عقب اغلاق ابوابها في عدن

كريتر سكاي | 256 قراءة