حينما تقرر الحكومة اليمنية الاستغناء عن الكهرباء: إنجاز أم كارثة كوميدية؟

     
سما عدن             عدد المشاهدات : 113 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حينما تقرر الحكومة اليمنية الاستغناء عن الكهرباء: إنجاز أم كارثة كوميدية؟

 

 

 

كتب/ عبدالمجيد العبيدي

 

في خطوة ستُخلَّد في كتب العبث السياسي، قررت الحكومة اليمنية أخيراً التخلص من محطات الطاقة المشتراة في عدن، وهي نفس المحطات التي كانت “تنقذ” المدينة من الغرق في الظلام مقابل فواتير خيالية بالدولار. القرار قد يبدو من بعيد وكأنه انتصار للشفافية وترشيد الإنفاق، لكنه في الحقيقة أقرب إلى قفزة في الهاوية بدون مظلة.

 

مديونية خرافية.. وحكومة مفلسة

 

لنفهم المشهد بشكل أوضح، تخيل أن لديك اشتراكاً شهرياً في الكهرباء، لكنك ترفض الدفع عاماً بعد عام، حتى تتراكم عليك الفواتير إلى حد تصبح فيه عاجزاً عن السداد، فتقرر بكل بساطة فصل التيار الكهربائي عن منزلك والعودة إلى عصر الشموع! هذا بالضبط ما فعلته الحكومة اليمنية مع شركات الطاقة المشتراة، حيث بلغت الديون عليها مبالغ ضخمة، بعضها يقدر بمئات الملايين من الدولارات، لتقرر بعد سنوات من المماطلة أن الحل الوحيد هو إنهاء العقود، دون أن تقدم أي بديل حقيقي.

 

 

حكومة تطفئ نفسها بنفسها

 

لطالما كانت الكهرباء في عدن أشبه بضيف ثقيل لا أحد يعرف متى يأتي أو يغادر، لكنها على الأقل كانت تأتي. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة قررت خوض تجربة جديدة في التحدي الذاتي: ماذا سيحدث لو أطفأنا المدينة تماماً؟ النتيجة واضحة، فمع خروج محطات الطاقة المشتراة من الخدمة، ستحصل عدن على تجربة “حياة ما قبل الكهرباء” بشكل مجاني وبدون الحاجة إلى متحف تاريخي.

 

التخلص من الفساد أم التخلص من الحياة؟

 

تبرر الحكومة قرارها بالرغبة في القضاء على “الفساد” المرتبط بعقود الطاقة المشتراة، وكأن الفساد هو المشكلة الوحيدة التي تواجه قطاع الكهرباء! ما لم تقله الحكومة هو أن بديل هذه المحطات هو اللا شيء. نعم، الخطة ببساطة هي استبدال الكهرباء بعدم وجود الكهرباء، في محاولة بائسة لتطبيق سياسة “التقشف بالإعدام”.

 

عدن تشتعل.. لكن بدون كهرباء

 

في عدن، الحرارة تقترب من مستوى “قلي البيض على الرصيف”، ومع ذلك، تأتي الحكومة لتقرر أن أهل المدينة لا يحتاجون إلى مراوح أو مكيفات، فهم بالتأكيد قادرون على “التبريد الذاتي” باستخدام قوة الإرادة والصبر الطويل.

 

أما المستشفيات، فبإمكانها العودة إلى عصر المصابيح الزيتية، بينما التجار يمكنهم بيع اللحم المشوي مباشرة من الثلاجات المعطلة. وأما المدارس، فستكون تجربة تعليمية حقيقية لتلاميذ المستقبل عن كيفية الحياة في العصور الوسطى.

 

هل هناك خطة بديلة؟ بالطبع لا!

 

في أي بلد آخر، حين يتم إلغاء عقود الكهرباء، يكون هناك بديل جاهز، لكن في اليمن، يبدو أن الحكومة تؤمن بأن “الظلام من حق الجميع”. لا توجد خطط لإصلاح محطات الكهرباء الحكومية، ولا حتى أفكار بديلة، وكأن السيناريو المثالي بالنسبة لهم هو أن يتعلم الشعب العيش على ضوء القمر.

 

الحل السحري: الشموع والسخط الشعبي

 

في ظل غياب أي حلول عملية، يبدو أن الحكومة تقترح ضمنياً العودة إلى الشموع، والفوانيس، وربما إشعال الإطارات في الشوارع، وهو أمر يتقنه الشعب جيدًا، لكن هذه المرة لن يكون احتجاجاً ، بل مجرد وسيلة للرؤية في الليل.

 

في النهاية، يبدو أن الحكومة اليمنية وجدت الحل المثالي لأزمة الكهرباء: إلغاؤها تماماً! أما المواطنون، فعليهم التأقلم، فهم بالتأكيد لم يكونوا يتوقعون رفاهية من حكومة ترى أن الظلام هو أفضل وسيلة لترشيد الطاقة.. وأيضاً لترشيد الأمل.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 689 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 602 قراءة 

تصريحات أصالة نصري عن اليمن تثير الجدل من جديد.. ماذا قالت؟

المشهد اليمني | 522 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 504 قراءة 

اشتعال المعارك في مأرب اليمنية بين قوات الجيش و الحوثيين

يمن فويس | 500 قراءة 

اليمن.. الرئيس يعلن أهم أولويات المرحلة

مراقبون برس | 437 قراءة 

فيديو لمعارك شرسة بين مليشيا الحوثي والانتقالي الجنوبي.. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 437 قراءة 

عشبة القات تصل مكة المكرمة والقبض على مقيم بحوزته كمية كبيرة

يمن فويس | 370 قراءة 

وزارة الإعلام تعلن تأييد إعلان دولة الجنوب العربي كاملة السيادة

المشهد العربي | 335 قراءة 

الانتقالي يجتمع بحكومته المصغره في القصر الرئاسي بعدن

مندب برس | 329 قراءة