حينما تقرر الحكومة اليمنية الاستغناء عن الكهرباء: إنجاز أم كارثة كوميدية؟

     
سما عدن             عدد المشاهدات : 29 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حينما تقرر الحكومة اليمنية الاستغناء عن الكهرباء: إنجاز أم كارثة كوميدية؟

 

 

 

كتب/ عبدالمجيد العبيدي

 

في خطوة ستُخلَّد في كتب العبث السياسي، قررت الحكومة اليمنية أخيراً التخلص من محطات الطاقة المشتراة في عدن، وهي نفس المحطات التي كانت “تنقذ” المدينة من الغرق في الظلام مقابل فواتير خيالية بالدولار. القرار قد يبدو من بعيد وكأنه انتصار للشفافية وترشيد الإنفاق، لكنه في الحقيقة أقرب إلى قفزة في الهاوية بدون مظلة.

 

مديونية خرافية.. وحكومة مفلسة

 

لنفهم المشهد بشكل أوضح، تخيل أن لديك اشتراكاً شهرياً في الكهرباء، لكنك ترفض الدفع عاماً بعد عام، حتى تتراكم عليك الفواتير إلى حد تصبح فيه عاجزاً عن السداد، فتقرر بكل بساطة فصل التيار الكهربائي عن منزلك والعودة إلى عصر الشموع! هذا بالضبط ما فعلته الحكومة اليمنية مع شركات الطاقة المشتراة، حيث بلغت الديون عليها مبالغ ضخمة، بعضها يقدر بمئات الملايين من الدولارات، لتقرر بعد سنوات من المماطلة أن الحل الوحيد هو إنهاء العقود، دون أن تقدم أي بديل حقيقي.

 

 

حكومة تطفئ نفسها بنفسها

 

لطالما كانت الكهرباء في عدن أشبه بضيف ثقيل لا أحد يعرف متى يأتي أو يغادر، لكنها على الأقل كانت تأتي. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة قررت خوض تجربة جديدة في التحدي الذاتي: ماذا سيحدث لو أطفأنا المدينة تماماً؟ النتيجة واضحة، فمع خروج محطات الطاقة المشتراة من الخدمة، ستحصل عدن على تجربة “حياة ما قبل الكهرباء” بشكل مجاني وبدون الحاجة إلى متحف تاريخي.

 

التخلص من الفساد أم التخلص من الحياة؟

 

تبرر الحكومة قرارها بالرغبة في القضاء على “الفساد” المرتبط بعقود الطاقة المشتراة، وكأن الفساد هو المشكلة الوحيدة التي تواجه قطاع الكهرباء! ما لم تقله الحكومة هو أن بديل هذه المحطات هو اللا شيء. نعم، الخطة ببساطة هي استبدال الكهرباء بعدم وجود الكهرباء، في محاولة بائسة لتطبيق سياسة “التقشف بالإعدام”.

 

عدن تشتعل.. لكن بدون كهرباء

 

في عدن، الحرارة تقترب من مستوى “قلي البيض على الرصيف”، ومع ذلك، تأتي الحكومة لتقرر أن أهل المدينة لا يحتاجون إلى مراوح أو مكيفات، فهم بالتأكيد قادرون على “التبريد الذاتي” باستخدام قوة الإرادة والصبر الطويل.

 

أما المستشفيات، فبإمكانها العودة إلى عصر المصابيح الزيتية، بينما التجار يمكنهم بيع اللحم المشوي مباشرة من الثلاجات المعطلة. وأما المدارس، فستكون تجربة تعليمية حقيقية لتلاميذ المستقبل عن كيفية الحياة في العصور الوسطى.

 

هل هناك خطة بديلة؟ بالطبع لا!

 

في أي بلد آخر، حين يتم إلغاء عقود الكهرباء، يكون هناك بديل جاهز، لكن في اليمن، يبدو أن الحكومة تؤمن بأن “الظلام من حق الجميع”. لا توجد خطط لإصلاح محطات الكهرباء الحكومية، ولا حتى أفكار بديلة، وكأن السيناريو المثالي بالنسبة لهم هو أن يتعلم الشعب العيش على ضوء القمر.

 

الحل السحري: الشموع والسخط الشعبي

 

في ظل غياب أي حلول عملية، يبدو أن الحكومة تقترح ضمنياً العودة إلى الشموع، والفوانيس، وربما إشعال الإطارات في الشوارع، وهو أمر يتقنه الشعب جيدًا، لكن هذه المرة لن يكون احتجاجاً ، بل مجرد وسيلة للرؤية في الليل.

 

في النهاية، يبدو أن الحكومة اليمنية وجدت الحل المثالي لأزمة الكهرباء: إلغاؤها تماماً! أما المواطنون، فعليهم التأقلم، فهم بالتأكيد لم يكونوا يتوقعون رفاهية من حكومة ترى أن الظلام هو أفضل وسيلة لترشيد الطاقة.. وأيضاً لترشيد الأمل.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ترامب يتخذ اول قرار عسكري ضد الحوثي..تفاصيل

المرصد برس | 387 قراءة 

امرأة أرادت الإنجاب فاختارت متبرع أبيض بشعر أشقر وعيون زرقاء للتلقيح الصناعي.. وعندما وضعت الطفل كانت المفاجأة!

نيوز لاين | 378 قراءة 

صدور قرار تعيين"تعرف عليه"

جهينة يمن | 377 قراءة 

بن سلمان يفاجئ الجميع ويعلنها بكل صراحة ...الصراع سينفجر من جديد باليمن

اليمن السعيد | 304 قراءة 

اعلامي سعودي كبير يفاجئ الجميع ويكشف عن سبب اهتمام المملكة بالملف اليمني

المرصد برس | 296 قراءة 

اعلان رسمي بشأن وباء خطير"بيان"

جهينة يمن | 265 قراءة 

هذا ماقاله رئيس الحكومة قبل قليل

اليمن السعيد | 257 قراءة 

قيادي في المجلس الانتقالي يدعو إلى طرد من وصفهم باليمنيين من ارض الجنوب..!شاهد ماال

نيوز لاين | 185 قراءة 

شاهد بالفيديو..مواطن في صنعاء يصرخ بصوت مقهور: أيش الدين هذا ياعبدالملك

المرصد برس | 176 قراءة 

هل يعود صراع اليمن إلى الواجهة .. خالد بن سلمان يكشف تفاصيل مثيرة

وطن الغد | 162 قراءة