الجنوب اليمني | متابعات خاصة
في مقال لاذع ومؤثر، عبّر الصحفي والكاتب اليمني البارز فتحي بن لزرق عن أسفه العميق و إدانته الشديدة لما وصفه بـ”نهب” آخر ما تبقى من ممتلكات الدولة في عدن، وتحديدًا “حوش المؤسسة العامة للنقل البري” العريق.
وانتقد بن لزرق بشدة عملية تأجير الحوش لشخصية نافذة بعقد وصفه بـ”المشبوه” وبشروط “مجحفة”، معتبرًا ذلك مؤشرًا خطيرًا على استمرار مسلسل “تقاسم جثمان الوطن” وتقويض مؤسسات الدولة.
استهل بن لزرق مقاله المؤثر، الذي نشره على نطاق واسع، بوصف “حوش المؤسسة العامة للنقل البري” بأنه “آخر ما تبقى من الممتلكات الحكومية في عدن”، مشيدًا بصموده عبر “عقود” و”تقلبات الزمن”، وشاهدًا على “أنظمة ودول وقيادات سادت ثم بادت”.
وذكّر بتاريخ الحوش العريق الذي “أسسته بريطانيا”، و”مرّ عليه الاشتراكي ورحل”، و”حكم علي عبد الله صالح عدن ثلاثة وعشرين عامًا، وبقي الحوش كما هو”، قبل أن “يأتي هؤلاء، فكان لهم رأي آخر!”، في إشارة ضمنية إلى السلطات الحالية في عدن.
وانتقد بن لزرق بشدة “تحرك الآليات” مؤخرًا “لتبدأ جرف هذا المكان العريق”، بعد “التصرف به لصالح أحد الأشخاص، الذي تربطه صلة قرابة بإحدى القيادات البارزة، وبموجب عقد إيجار لمدة 25 عامًا، وبمبلغ لا يتجاوز مليونًا ونصف المليون ريال! يا بلاشاه..!”.
واعتبر أن هذه الصفقة “تُطلق رصاص الرحمة على مؤسسة النقل البري الحكومية، وإلى الأبد”، محذرًا من أن “الطامة الكبرى، ليست في نهب المكان، بل في أن الباسط سينشئ في ذات الموقع شركة للنقل البري! وعلى عينك يا رعوي..!”.
وفي لهجة يائسة، ختم بن لزرق مقاله بالقول: “هذه البلاد تضيع، والناهبون الجدد أشد ضراوة من كل من سبقهم. أحسن الله عزاءكم في هذه البلاد… والبقاء لله”.
يعكس مقال فتحي بن لزرق حالة من الإحباط العميق والقلق المتزايد لدى قطاعات واسعة من اليمنيين تجاه استمرار مسلسل “نهب” أصول الدولة وتفشي الفساد، خاصة في عدن.
ويُثير تساؤلات حادة حول مستقبل مؤسسات الدولة المتبقية، ومصير المال العام في ظل هذه الممارسات التي يصفها بن لزرق بـ”الضراوة” و”النهب”.
فهل يمثل “حوش النقل” مجرد مثال واحد على نطاق أوسع من التدهور والتفريط بمقدرات الوطن، أم أنه جرس إنذار أخير قبل فوات الأوان؟
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news