ذكرت شبكة "ABC" الاسترالية إن وقف اطلاق النار في قطاع غزة الذي وصفته بـ"الهش" يعتبر تذكير بالتهديد المستمر الذي تمثله جماعة الحوثي الإرهابية.
وأشارت الشبكة إلى أن الحوثيين وجهوا رسالة بأن "أيديهم على الزناد"، ومستعدون لمعاودة هجماتهم إذا انهار وقف إطلاق النار في غزة.
ووفق الشبكة فانه عندما بدا الاتفاق أنه "على أرض مهتزة" هذا الأسبوع، تعهدت جماعة الحوثي "بالتصعيد الفوري" إذا انهار.
وأكدت الشبكة أنه "حتى لو استمر وقف إطلاق النار فإن الحوثيين لا يزالون يشكلون تهديدًا كبيرًا، وأثبتت الجماعة أنها "تحدٍ من نوع مختلف" لن يختفي بسهولة".
والعام الماضي قال تقرير للجنة تابعة للأمم المتحدة إن الدعم المقدم من إيران وحلفائها حوّل الحوثيين من جماعة مسلحة محلية ذات قدرات محدودة إلى "منظمة عسكرية قوية".
ونقلت شبكة "ABC" الاسترالية عن أستاذة الصراع العالمي والتنمية في جامعة سيدني، سارة فيليبس، القول إن "الهدف الرئيسي لجماعة الحوثي هو السيطرة على اليمن بأكمله، لكن لديهم أيضا أجندة دولية".
وأضافت فيليبس: "إنهم (الحوثيون) متحالفون أيديولوجيًا للغاية ومتحالفون جيوسياسيا مع إيران".
وخلال العام الماضي، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة، واضطرت السفن إلى اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا إلى موانئ إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط.
وقالت البروفيسورة فيليبس، إن هجمات الحوثيين على إسرائيل ساعدت في صرف الانتباه عن "فشلهم الواضح جدا في تزويد اليمنيين بالضروريات الأساسية لحياة آمنة وكريمة".
ويعتقد الزميل الباحث في معهد دراسات الأمن القومي (مركز أبحاث في تل أبيب)، داني سيترينوفيتش، أنه حتى مع وقف دائم لإطلاق النار في غزة، فإن "المارد قد خرج من القمقم"، واصفا الحوثيين بأنهم "تحد من نوع مختلف".
يقول سيترينوفيتش: "لا يوجد حل سريع ... حتى لو انتهت الحرب في غزة، فهذا تهديد لن يختفي". "لا يوجد بديل آخر في نهاية المطاف سوى الإطاحة بهم".
وأضاف سيترينوفيتش، الذي شغل منصب الرئيس السابق لفرع إيران بوحدة استخبارات الدفاع الإسرائيلية، إنهم يفتقرون أيضا إلى معلومات استخباراتية عن الحوثيين.
وتابع سيترينوفيتش: "هذا شيء لم نفعله لأننا ركزنا على تهديدات أكثر إلحاحا".
وقال سيترينوفيتش إن خطوة الرئيس الاميركي، دونالد ترمب، بادراج الحوثيين كنظمة إرهابية "كانت خطوة في الاتجاه الصحيح".
لكن هناك مخاوف من أن يكون لهذا التصنيف تداعيات على أي شخص ينظر إليه على أنه يساعد الحوثيين.
وقالت كاميليا العرياني من كلية العلوم الاجتماعية والسياسية بجامعة ملبورن إنه من غير المرجح أن يؤثر وضع الإرهاب والعقوبات على الحوثيين.
واعتبرت العرياني، إن المفاوضات السياسية هي أفضل طريقة لمعالجة الوضع داخل اليمن لكن ذلك لن يكون ممكنًا إلا إذا استمر وقف إطلاق النار.
وقالت العرياني، "إذا لم يكن الأمر كذلك ، فسيستمرون في فعل ما فعلوه منذ نوفمبر 2023."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news