عادت المعارك الدموية لتشتعل في اليمن بعد فترة من الهدوء النسبي استمرت نحو ثلاث سنوات، مما زاد من مخاوف كل من المجتمع المحلي والدولي من تصاعد أكبر للصراع.
وبدأت القوى المحلية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي بعقد اتصالات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، سعياً لإيجاد أرضية سياسية وميدانية لدعم جهود إعادة النزاع.
وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن السعودية تحاول تجنب استفزاز جماعة أنصار الله "الحوثي"، بينما يبقى غير واضح إذا ما كانت تلك الاتصالات تتم برعاية الرياض وأبو ظبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأطراف المكونة للمجلس الرئاسي، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح، تتنافس في صراع جذري ضد صنعاء، مقدمةً نفسها كرأس حربة في أي مشروع غربي أو إقليمي يستهدف الحوثيين، مستغلين التغيرات الإقليمية الحالية.
تبدو تلك الأطراف مختلفة ومتعارضة في كل شيء، باستثناء العداء تجاه صنعاء، حيث تسعى كل منها لتعبئة دعم الدول الكبرى لضرب الحوثيين، خاصة بعد أن أعادت إدارة ترامب تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية عالمية.
ومع ذلك، تدرك الأطراف المحلية التحديات التي تواجهها، حيث لم تنجح حتى الآن في تنفيذ مقترحاتها لتحسين التنسيق العسكري والسياسي، بما في ذلك توحيد القيادة وتعزيز قوات حكومة عدن.
من جانبها، نقلت قناة "العربية" السعودية عن مصادر في واشنطن أن الولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب، تبحث عن حلول جذرية لمشكلة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ولوجود الحوثيين.
وقد اعتبرت الصحيفة اللبنانية أن التصنيف الأخير للحوثيين يندرج ضمن خطة أكبر تهدف إلى فرض عقوبات على المساعدات الخارجية لهم، مع وضع أسس قانونية لتشكيل تحالف عسكري قادر على استهدافهم.
وفي سياق التحريض على الاقتتال الداخلي، دعا السيناتور الجمهوري جو ويلسون بلاده للعمل مع السعودية والإمارات لتوحيد جيش حكومة عدن للقضاء على الحوثيين، مشيراً إلى أن السعودية تعد شريكاً بناءً ضد النظام الإيراني.
وقد أظهرت التقارير الأخيرة أن إدارة ترامب تتجه لإنهاء مهمة تحالف "حارس الازدهار" البحري، مما يشير إلى رغبة في خفض التكاليف.
وعلى الرغم من ذلك، فشلت الجهود السابقة في منع تهريب الأسلحة إلى صنعاء، حيث تمكنت إيران من استغلال الثغرات البحرية والبرية لتزويد الحوثيين بالأسلحة.
وفيما يتصاعد القلق من تصاعد الصراع في اليمن، الذي يعاني بالفعل من أزمات إنسانية واقتصادية خطيرة، شهد اليمن هدنة منذ أبريل 2022، بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب التي بدأت بين القوات الحكومية والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 2014.
في سياق المعارك المتجددة في تعز، أعلنت القوات الحكومية عن اشتباكات عنيفة مع الحوثيين في جبهة الأقروض، حيث تمكنت من إحباط محاولة تسلل للحوثيين، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.
المصدر: عربي21
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news