الانتقالي تحت النار.. ولكن ماذا عن جلادي الأمس؟

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 62 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الانتقالي تحت النار.. ولكن ماذا عن جلادي الأمس؟

عدن توداي

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

منذ أن تسلم المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية حماية الجنوب، وهو يتلقى وابلًا لا ينقطع من النقد والاتهامات، وكأنه وُلد وفي يده عصا سحرية قادرة على حل كل مشكلات الماضي والحاضر والمستقبل في يوم واحد.

كل صغيرة وكبيرة، من انقطاع الكهرباء إلى زحمة المواصلات، يتم تعليقها على شماعة الانتقالي.

ولكن دعونا نتوقف قليلًا ونسأل: أين كان هذا النقد الحاد يوم كان الجلادون الحقيقيون يعبثون بالجنوب؟

عندما كان السحل عادة يومية:

هل تذكرون أيام الأمن المركزي، عندما كانت الشوارع تشهد “حفلات” الدهس والسحل، وحين كانت كلمة اعتراض تعني تذكرة ذهاب بلا عودة؟

أين كانت الأقلام الناقدة حينها؟

مقالات ذات صلة

الوحدة الشاملة الطريق نحو نهضة اليمن

الكود يا معالي وزير الدفاع

لماذا لم نسمع تلك الأصوات ترتفع احتجاجًا على سياسات الاحتلال؟

ربما كان الخوف حينها يُغلق الأفواه، أما اليوم فالحرية التي جاء بها الانتقالي تُستخدم كأداة لضربه، وكأن الحرية نفسها أصبحت متهمة!

الخدمات والذاكرة القصيرة:

نعم، الخدمات ليست على ما يرام. الكهرباء ضعيفة، المياه تتأخر، المرتبات تتعثر. ولكن هل نسيتم من أوصل الجنوب إلى هذا الحال؟

ثلاثون عامًا من النهب الممنهج، حيث كانت ثروات الجنوب تُسرق علنًا، ولم يكن أحد يجرؤ على السؤال.

والآن، عندما يحاول الانتقالي البناء وسط هذه الفوضى، يصبح هو المسؤول عن كل شيء؟

جلادو الأمس أصبحوا “ملائكة”؟

المفارقة الكبرى أن البعض بدأ يتحدث عن جلادي الأمس وكأنهم كانوا رجال دولة يُحتذى بهم. يتغنون بـ”النظام” الذي كان سائدًا في زمنهم، متجاهلين تمامًا أن هذا “النظام” كان قمعيًا وسلطويًا.

كيف يمكن أن تُصبح الذاكرة قصيرة إلى هذا الحد؟ كيف يمكن أن يُغفر للجلاد، بينما يتم جلد الحامي؟

النقد حق.. ولكن!

لا أحد يقول إن الانتقالي فوق النقد. بالعكس، النقد البناء ضروري لأي قيادة. ولكن ما نراه اليوم ليس نقدًا، بل جلدًا وتشويهًا بلا هوادة.

إذا أخطأ فرد في الانتقالي، يتم تعميم الخطأ على المجلس بأكمله٬ وإذا حاول المجلس اتخاذ خطوة إيجابية، تُقابل بالتشكيك والسخرية. فهل هذا نقد أم تصفية حسابات؟

الانتقالي ليس بلا عيوب:

نعم، الانتقالي ليس كيانًا مثاليًا، ومن الطبيعي أن تحدث أخطاء في أي تجربة سياسية جديدة.

ولكن من غير المنطقي أن تُحمّل قيادة الجنوب الحالية مسؤولية عقود من الفساد والنهب. الانتقالي ورث تركة ثقيلة، ويحاول السير وسط ألغام سياسية واقتصادية واجتماعية، ومع ذلك لا يتوانى عن الدفاع عن الجنوب وحمايته من الإرهاب والاحتلال.

البديل.. أم العودة إلى الوراء؟

إذا كان البعض يرى أن الانتقالي فاشل، فما هو البديل؟

هل يريدون العودة إلى قبضة الجلادين؟

أم يتوقون إلى “رجال الدولة” الذين نهبوا ثروات الجنوب وأذلوا أهله؟ أم ربما يريدون تجربة جديدة من القمع والسحل؟

ختامًا:

الانتقالي تحت النار اليوم، ولكن يجب أن نتذكر أن النقد الهدام لا يبني وطنًا٬ ذا كنا نبحث عن مستقبل أفضل للجنوب، فعلينا أن نعمل معًا، ندعم عندما يكون الدعم مطلوبًا، وننتقد عندما يكون النقد ضروريًا، ولكن بعدل وإنصاف.

أما أن نحول الحامي إلى متهم، والجلاد إلى مالك، فهذه وصفة أكيدة للدمار.

فكروا قليلًا قبل أن تطلقوا سهامكم، فربما أصابت الجنوب نفسه!

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فرحة عارمة: قرارات سعودية جديدة تهب اليمنيين في المملكة امتيازات استثنائية!

المرصد برس | 675 قراءة 

جاسوس من حزب الله ينفذ عملية سرية على الساحل الغربي لليمن

جهينة يمن | 622 قراءة 

فضيحة تهز عدن.. تفاصيل صادمة من داخل استراحة فاخرة

المرصد برس | 509 قراءة 

تعليق ناري من فتحي بن لزرق حول إعادة افتتاح مطار صنعاء الدولي

كريتر سكاي | 404 قراءة 

التصعيد يلوح في الأفق.. الشرعية اليمنية تستعد لمعركة الحسم وسط تصريحات ترامب!

نيوز لاين | 367 قراءة 

شاهد كيف أصبح ميناء الحديدة بعد القصف اليوم

جهينة يمن | 355 قراءة 

يحتوي على 4 تريليون برميل.. دولة عربية تعلن اكتشاف أكبر حقل نفط في العالم وتستعد لتوديع الفقر باحتياطي يفوق السعودية

اليمن السعيد | 329 قراءة 

خطوة نحو الانفراج: مطار المخا الدولي يفتح أبوابه لاستقبال المسافرين

المشهد اليمني | 282 قراءة 

أول رد حوثي على تهديدات ‘‘إسرائيل’’ باغتيال ‘‘عبدالملك الحوثي’’

المشهد اليمني | 277 قراءة 

وصول رئيس مجلس القيادة إلى العاصمة العراقية بغداد برفقة اثنين من أعضاء المجلس

المشهد اليمني | 272 قراءة