الانتقالي تحت النار.. ولكن ماذا عن جلادي الأمس؟

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 90 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الانتقالي تحت النار.. ولكن ماذا عن جلادي الأمس؟

عدن توداي

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

منذ أن تسلم المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية حماية الجنوب، وهو يتلقى وابلًا لا ينقطع من النقد والاتهامات، وكأنه وُلد وفي يده عصا سحرية قادرة على حل كل مشكلات الماضي والحاضر والمستقبل في يوم واحد.

كل صغيرة وكبيرة، من انقطاع الكهرباء إلى زحمة المواصلات، يتم تعليقها على شماعة الانتقالي.

ولكن دعونا نتوقف قليلًا ونسأل: أين كان هذا النقد الحاد يوم كان الجلادون الحقيقيون يعبثون بالجنوب؟

عندما كان السحل عادة يومية:

هل تذكرون أيام الأمن المركزي، عندما كانت الشوارع تشهد “حفلات” الدهس والسحل، وحين كانت كلمة اعتراض تعني تذكرة ذهاب بلا عودة؟

أين كانت الأقلام الناقدة حينها؟

مقالات ذات صلة

الوحدة الشاملة الطريق نحو نهضة اليمن

الكود يا معالي وزير الدفاع

لماذا لم نسمع تلك الأصوات ترتفع احتجاجًا على سياسات الاحتلال؟

ربما كان الخوف حينها يُغلق الأفواه، أما اليوم فالحرية التي جاء بها الانتقالي تُستخدم كأداة لضربه، وكأن الحرية نفسها أصبحت متهمة!

الخدمات والذاكرة القصيرة:

نعم، الخدمات ليست على ما يرام. الكهرباء ضعيفة، المياه تتأخر، المرتبات تتعثر. ولكن هل نسيتم من أوصل الجنوب إلى هذا الحال؟

ثلاثون عامًا من النهب الممنهج، حيث كانت ثروات الجنوب تُسرق علنًا، ولم يكن أحد يجرؤ على السؤال.

والآن، عندما يحاول الانتقالي البناء وسط هذه الفوضى، يصبح هو المسؤول عن كل شيء؟

جلادو الأمس أصبحوا “ملائكة”؟

المفارقة الكبرى أن البعض بدأ يتحدث عن جلادي الأمس وكأنهم كانوا رجال دولة يُحتذى بهم. يتغنون بـ”النظام” الذي كان سائدًا في زمنهم، متجاهلين تمامًا أن هذا “النظام” كان قمعيًا وسلطويًا.

كيف يمكن أن تُصبح الذاكرة قصيرة إلى هذا الحد؟ كيف يمكن أن يُغفر للجلاد، بينما يتم جلد الحامي؟

النقد حق.. ولكن!

لا أحد يقول إن الانتقالي فوق النقد. بالعكس، النقد البناء ضروري لأي قيادة. ولكن ما نراه اليوم ليس نقدًا، بل جلدًا وتشويهًا بلا هوادة.

إذا أخطأ فرد في الانتقالي، يتم تعميم الخطأ على المجلس بأكمله٬ وإذا حاول المجلس اتخاذ خطوة إيجابية، تُقابل بالتشكيك والسخرية. فهل هذا نقد أم تصفية حسابات؟

الانتقالي ليس بلا عيوب:

نعم، الانتقالي ليس كيانًا مثاليًا، ومن الطبيعي أن تحدث أخطاء في أي تجربة سياسية جديدة.

ولكن من غير المنطقي أن تُحمّل قيادة الجنوب الحالية مسؤولية عقود من الفساد والنهب. الانتقالي ورث تركة ثقيلة، ويحاول السير وسط ألغام سياسية واقتصادية واجتماعية، ومع ذلك لا يتوانى عن الدفاع عن الجنوب وحمايته من الإرهاب والاحتلال.

البديل.. أم العودة إلى الوراء؟

إذا كان البعض يرى أن الانتقالي فاشل، فما هو البديل؟

هل يريدون العودة إلى قبضة الجلادين؟

أم يتوقون إلى “رجال الدولة” الذين نهبوا ثروات الجنوب وأذلوا أهله؟ أم ربما يريدون تجربة جديدة من القمع والسحل؟

ختامًا:

الانتقالي تحت النار اليوم، ولكن يجب أن نتذكر أن النقد الهدام لا يبني وطنًا٬ ذا كنا نبحث عن مستقبل أفضل للجنوب، فعلينا أن نعمل معًا، ندعم عندما يكون الدعم مطلوبًا، وننتقد عندما يكون النقد ضروريًا، ولكن بعدل وإنصاف.

أما أن نحول الحامي إلى متهم، والجلاد إلى مالك، فهذه وصفة أكيدة للدمار.

فكروا قليلًا قبل أن تطلقوا سهامكم، فربما أصابت الجنوب نفسه!

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : بعد انقطاع لاكثر من عشر سنوات الاعلان عن التوصل لاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين "تفاصيل"

جهينة يمن | 1523 قراءة 

عاجل:السعودية توجه ضربة عسكرية على الحو ثيين

كريتر سكاي | 825 قراءة 

الكيان الإسرائيلي يكشف عن خطته القادمة للتعامل مع الحوثيين

تهامة 24 | 510 قراءة 

الخزانة الأمريكية تدرج قياديين حوثيين وخمس شركات ضمن قائمة العقوبات الجديدة

حشد نت | 459 قراءة 

تحذير للجميع: مشروب شهير منتشر بالأسواق يعرض حياتك للخطر

المشهد اليمني | 304 قراءة 

عاجل:شاب ينهي حياته قفزا من على مبنى مول في عدن

كريتر سكاي | 262 قراءة 

شيء غريب وكثيف يتصاعد من طائرات غامضة وصلت مطار صنعاء رغم خروجه عن الخدمة!

المشهد اليمني | 248 قراءة 

رسوم جديدة تفاجئ طالبي تأشيرة أمريكا.. هل زيارتها باتت أغلى؟

مساحة نت | 246 قراءة 

في واقعة غريبة بعدن.. لص يستولي على عمارة ويسرقها يومياً تحت التكييف!

شمسان بوست | 242 قراءة 

فلكي يمني يكشف موعد حدث عظيم ستشهده اليمن قريبا يستمر 40 يوما

جهينة يمن | 240 قراءة