الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد سميح جرادة، البطل الذي خلّد اسمه في ذاكرة التاريخ

عدن توداي

تمضي الأيام بسرعة، كوميض البرق، تجرف معها السنين وتترك خلفها آثارًا عميقة، وذكريات خالدة لأبطال صنعوا التاريخ بدمائهم الطاهرة، ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم الشهيد القائد سميح جرادة، الذي بأفعاله وبطولاته سطر أسمى معاني الفداء والتضحية، كان جسده الطاهر هو الحامل لراية الشرف، وقلبه كان ينبض بحب الوطن والكرامة، لم تكن قيادته مجرد منصب، بل كانت عهدًا مقدسًا قطع على نفسه أن يكون في الصفوف الأمامية، وأن يحمل هموم وطنه وشعبه في كل خطوة.

وفي يوم الثلاثاء، الرابع من يناير 2022م، استشهد القائد البطل سميح جرادة، ليكتب بدمائه الطاهرة فصلاً جديدًا من التضحية والفداء، سقط جسده في ميدان المعركة، لكن روحه بقيت حية في قلوبنا، تظل تُلهمنا العزيمة والإصرار، فاستشهاده كان لحظة فارقة سُطرت فيها أسمى معاني الشجاعة والوفاء، في ذلك اليوم، أصبح سميح رمزًا للبطولة، وذكراه تظل حية في ذاكرة الوطن، تذكرنا دائمًا بأن الفداء في سبيل الله هو أسمى درجات التضحية.

غيابك، يا سميح، كان جسديًا فقط، أما ذكراك فقد بقيت حية فينا، تتردد في كل زوايا قلوبنا، وكلماتك لا تزال وأفعالك تجسد معاني البطولة الحقيقية، كنت قائدًا بمعنى الكلمة، مزيجًا من الحزم والحكمة، والشجاعة والإيمان، والعزم والصدق، قيادة اللواء (أ) في محور اللواء الثاني عمالقة، كانت مهمة عسكرية، ورسالة سامية حملتها بروح القائد المؤمن بأن القيادة أمانة ومسؤولية أمام الله أولًا ثم أمام التاريخ.

مقالات ذات صلة

إعادة لحمة الصف واحب وطني

هذه شهادتي..  الإعلامي فتحي بن لزرق اعلامي متميز ومبدع بامتياز

أنت، يا سميح، كنت مثالًا يحتذى به، وقائدًا لا يختبئ وراء الأوامر بل يتقدم الصفوف، ويثبت أن المعركة اختبار للإيمان، كانت خطواتك ثابتة ومؤمنة، ولم يكن لديك مكان للخوف، فكل معركة كنت تخوضها كانت بمثابة معركة أخرى مع النفس قبل معركة الأعداء، كان قلبك هو البوصلة التي توجه كل من حولك نحو النصر، وكان عقلك هو الخريطة التي يرسم بها كل خطوة نحو الحق.

قال الله تعالى: “{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}.” دماؤك التي سالت على تراب الأرض كانت شريان حياة، تغذي عروق الحرية، وتؤكد لنا أن القيادة لا تقوم على القوة وحدها، بل على الثبات والتضحية والإخلاص، ورسالتك كانت واضحة بأن القيادة لا تعني امتيازًا، بل عبءًا ومسؤولية، وهي تكليفٌ أمام الله ومن ثم أمام التاريخ.

لم يخف سميح جرادة من الموت، بل تقدم بكل عزم وقوة نحو المعركة، تاركًا وراءه إرثًا من الشجاعة لا يمحى، كانت ذكراك مدرسة نتعلم منها أن القيادة هي تلك الخطوات الثابتة التي يسير بها القائد نحو الحق، مهما كانت الصعوبات والمعوقات، وكنت في كل معركة، كالقلب النابض، والعقل المدبر، الذي يرسم ملامح النصر.

رحمك الله يا سميح، وجعل مقامك في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء، عشتَ بطلاً، واستشهدتَ بطلاً، مقبلًا غير مدبر، في معارك الكرامة والعزة، ونحن نحسبك عند الله من الصادقين، سلامٌ على روحك الطاهرة، وعلى إرثك الذي سيظل خالداً في ذاكرة الوطن. ستبقى دائمًا نجمًا ساطعًا في سماء التضحية، ومنارة تهدي السائرين على درب الشهادة والحرية والكرامة، ستظل ذكراك نورًا يشع في الطريق للأجيال القادمة، ملهمًا لكل من يسعى نحو العزة والكرامة.

✍الشيخ صامدادريس العواجي

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط