ها نحن نقص أثرك خطوة خطوة، بل نعيش معك خلاصة النكد التي ظرفت كل همومها وأرسلتها للبحر ليقرأها..
وردة وردة من ربيعك الدائم، وشوكة شوكة من منغصات الحياة، وليرى فيها، فصولًا من المهزلة والسخافة المحيطة بنا..
وأن يشاهد فيها سيف الغباء وهو يهوي على رقبة الزهور، ويرى الفرح بكل صوره حاوشًا بلقف المجاعة..
كل هذه القراءات التي طلبت من البحر قراءاتها لتحذره فيما بعد بأن لا يفتجع أو يطنن فتلك خلاصة النكد التي تكعفها صباحه (الذي هو أنت) وعاد عوده صغير.
ظرفت كل الهموم يابحر وارسلتك
مع همومي قصيدةْ
ورودها من ربيعي وشوكها من ربيعي
اقرائه اقرائه إن شفت فيها فصول
من مهزلةْ أو سخافةْ
أو شفت فيها الفرح حاوش بلقف المجاعةْ
أو شفت سيف الغباء على رقبة الزهور
لا تفتجع أو تطنن هذه خلاصة نكد تكعفه صباحك وعاد عوده صغير.
ولأنك تدري بلون العتاب الذي ينتظرك؛ لأن ضمارك قصيدة، فهي خالدة مادامت حروف الكتابة، ومادامت بأعيننا حرقة لقراءتها، ونورًا يستبطن خفاياها.
ندرك أن هذه المواجع التي تقلب جسدك المضنى، بذات الشمال وذات اليمين، هي أوجاعنا جميعًا..
هذه الأوجاع العذبة التي يفتقدها الكثير ممن غادرت ضمائرهم أجسادهم المتخمة بكل ألوان الترف السلطوي، والتفاهة الشعرية والأدبية والثقافية بشكل عام..
وتدرك أنت معنا أيضًا، أن كل الجمال الذي تعيش عوالمه مقاومة بأفراحها واتراحها، هو ما نستسيغ مرارة تذوقه معك، مع كل حبة أسبرين وحقنة دواء ورشفة ماء.
لخلاصة النكد عوالمها الأبرز في كثافتها المتخزلة الأوجاع والفصول، والأشواك المنغرسة في أقدام النضال، والدماء التي تسيل من أعناق الزهور جراء ضربات سيوف الغباء. ولها مرافئ من جمالياتك الاصرار والتحدي.
من القبح يولد الجمال، ومن قبح الحقارات التي تنثر حولك دناءاتها نرى جمال روحك المقاوم كل الأوجاع..
هذاالجمال الذي تخلق منه قوتك بلادًا، تكاد تعود إلى قبضة الجن.
ضمارك الذي أستمثرته فينا، هو الحرف والقصيدة والأغنية والنشيد، وهو الألق الذي نتفاخر فيه، تصميمًا وطريقًا إليك/ إلينا في ثبات الدرب حتى وإن غيرت بعض الخطوات مسارها المنحرف عن مسار نشوان وأبجدية البحر.
مايزال بعضًا من أصحابنا يعطفوا السمامي (كهدرة من لغو التنظير)، وما يزال حرف الوجع حاوش مكانه، وماتزال الذئاب تناظر خلو الجو لتهف الضحية.
جمالك فينا، هو جمال توجع القرية وخضبان؛ والسحائب التي تغمز للشعير، وجمالنا فيك هذا التمازج الأجمل الذي نعيشه وجعًا لا يفنى، ومقاومة لاتنفد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news