ماذا بعد سقوط الأسد؟!
قبل 4 دقيقة
ربما كان أفضل وصف للحالة الجديدة في سوريا ما قاله الناطق باسم الأمن القومي الأمريكي، بأن اي وضع جديد في سورية لا بد أن يكون أحسن من حكم عائلة الأسد.
صحيح ذلك، فربما هذا الوضع الكارثي والفظائع التي اُرتكبت تطرح سؤالًا: كيف استمر هذا الوضع نحو ٥٤ عامًا من العذابات؟.
من الصعب تقييم ما جرى وما يحصل الآن في دمشق من تطورات عسكرية وسياسية، إلا أن هناك مؤشرات طيبة على فتح صفحة جديدة من الوئام والتسامح ونبذ التفرقة والطائفية، إلا أن مهمة الكاتب والمحلل والمفكر السياسي ينبغي أن لا تذهب إلى تفكيك المشهد والبحث في النتائج التي ستترتب على سقوط حاكم جلّاد قهر شعبه فحسب إنما يجب دراسة النتائج التي ستشكل صيرورة النظام أو المجموعة التي تصدرت مشهد الحكم والأمن في دمشق.
مما لا شك فيه أن ما تحقق كان بفعل ورعاية وتمكين من تركيا، كما أن السيد أحمد الشرع وهو اسمه الجديد ولقبه السابق ابو محمد الجولاني قد جاء من رحم فكر وتنظيم إخوان مسلمين رغم أنه مر في قنوات التطرف وداعش ثم بايع ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في السابق.
أمس كنت استمع إلى محاضرة في ادلب لأحمد البشير المرشح لتولي رئاسة الوزراة من طرف الجولاني يقول نحن في نطاق تمكين الشباب نسير على نهج الشهيد حسن البنا.
لا أبالغ إذا ما قلت أن المنطقة التي بشر بتغيير وجهها نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي قد تشهد بنعومة وهدوء ولادة نسخة محسنة من الربيع العربي التي تستهدف بلدان عربية أخرى سوف تشهد تمدد جيوسياسي تركي يسير وراء إحياء أمجاد الإمبراطورية العثمانية بحلة جديدة عبر الاستثمار في الاسلام السياسي.
ذكر لي صديق لا أريد أن أذكر اسمه من العراق ينتمي إلى تيار الاسلام الاخواني، بأنهم قبل سنوات التقوا الرئيس التركي وقال لهم: "علينا أن نغير من الشكل والأسلوب بما يتماشى مع الواقع، وفي الأخير المهم تتحقق الأهداف"، فسأله أحدنا كيف ذلك يا فخامة الرئيس؟، ضحك وقال: "ماذا يضرنا أن نلبس البدلة المدنية ونرتدي ربطة عنق من حرير ولحية خفيفة غير هذا الزي الافغاني المستفز للغرب ونؤكد على حقوق الانسان والحكم المدني".
كيف يتمكن رتل من العربات المدنية وسيارات البيك اب وأسلحة خفيفة وبضعة طائرات مسيّرة أن تقطع المسافة من حلب إلى حماة ثم حمص وتسقط دمشق من غير قتال فعلي وينهار أمامها جيش نظامي، مهما اختلفنا مع حكومة الأسد، إلا أنه يبقى جيشًا نظاميًا بحدود ثلاثمائة الف منتسب معزز بقوة جوية وبطاريات صواريخ ومدفعية؟
أمر مستغرب ما لم تكن هناك صفقة أو اتفاقات بين أطراف إقليمية ودولية.
نحن أمام حالة من عدم اليقين بما سوف يحدث غدًا من تطورات متى؟، وكيف؟، وأين؟!.
كم شعر العربي ليلة أمس بالألم والحسرة وهو يرى على الشاشات مقدرات جيش عربي ودولة تدمرها إسرائيل كاملة بأكثر من ستمائة غارة وتحتل الجولان وجبل الشيخ دون طلقة واحدة ثم يقرر نتنياهو أن الجولان باتت جزء من اسرائيل وإلى الأبد.
وهنا علينا ان نتذكر تصريح ترامب القادم لتسلم عهدته الثانية قبل سنوات بأن الجولان أرض إسرائيلية.
من يتحمل مسؤولية كل ما جرى من انهيارات وضياع تنمية وتطوير غير الاستبداد والتفرد بالحكم والشعارات الفارغة.
* كاتب وأكاديمي من العراق
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news