حكاية ولي الله الكدومة (الحلقة الثالثة)

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 119 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حكاية ولي الله الكدومة (الحلقة الثالثة)

حين عرفت سعود البلهاء بنبوءة الفقيه ذهب مرحها وداخلها شعور بالاكتئاب  وعندما كانت نساء القرية يسألنها عن سبب اكتئابها كانت تنفجر باكية وتقول لهن ووجهها مغسول بدموعها:

-“لِمَوْ يانسوان ربنا يكره الهبلان؟ موعملنا به؟ ومو هو ذنبنا”؟.

وكانت النساء يستغربن من قولها بأن الله يكره الهبلان وحين سألنها عمن قال لها ذلك قالت لهن بأنه الفقيه قال لزوجها قاسم أمام أهل القرية بأن الله يكره الهبلان وينوي اهلاك نسلهم والقضاء على ذريتهم و بأنها لن تحبل ولن تنجب. وراحت النساء يتعاطفن معها ويواسينها ويقلن لها  بأن الله أكبر من الفقيه وانه رحمن رحيم ولابد أن يرحمها وينفخ بطنها مثلما نفخ بطن مريم بنت عمران. وقالت لها الأرملة نُجُود بأن الله ليس غاضباعليها وعلى زوجها قاسم بسبب أنهما ابلهان وانما لانهما لايصليان وكانت الأرملة نجود قد راحت تعز وصراخ سعود اثناء الجماع إلى كونها فتاة بلهاء لادين لها ولا أخلاق وكان في ظنها انها لو أهتدت وصلت وعرفت الله سوف تتغير للأفضل وسوف تشعر بالحياء وبالخجل وتخجل من صراخها ومن سلوكها المنفلت

ولأنها كانت أكثر النساء حماسًا وأكثرهن رغبة في أن تعلمها الصلاة فقد راحت تخوفها وتقول لها بأنها لولم تصل لن يرحمها ربها ولن تحبل.

قالت لها سعود وهي تواصل البكاء:

–  قاسم يعجبه الصلاة فوق القعادة يانجود.

قالت لها الارملة نجود: “مادام تصلي انت وهو فوق القعادة والله ماتحبلي”.

وكان كلام الارملة نجود قد استفز هندا زوجة الفقيه ولم تستطع أن تكتفي بالسماع وقالت لها:

– “المرة يانجود تحبل من النكاح مش من الصلاة”.

  ولو الصلاة تحبِّل كان الفقيه حبلني خمس مرات”.

ثم ألتفتت ناحية البلهاء سعود وقالت لها:

– “لاتصدقي كلام الفقيه ياسعود الفقيه حاسد يحسد قاسم”.

قالت لها الأرملة نجود: “على مو يحسده ياهند وهو اهبل لايصلي ولاخلاَّ مرته تصلي.. بزها من فوق السجادة ورجم بِهْ لافوق القعادة”.

قالت هند: كلنا النسوان يانجود نتمنى لو معانا أزواج مثل قاسم الاهبل يشلونا من فوق السجادة ويرجموا بنا لافوق القعادة”.

وفزعت الأرملة نجود من كلام هند وقالت لها:

– “واااااو ياهند تخبري آذا الخبر وانت مرة الفقيه”.

قالت هند وهي مغتاضة من كلام الأرملة نجود:

“الله يسامحه أبي اللي زوجني فقيه يعرف بس يصلي ويضربني على الصلاة”.

قالت لها الأرملة نجود:

– “الفقيه لوقصر معك بالدنيا شعوضك بالآخرة وششفع لك عند ربي يوم القيامة وشتدخلي  بفضله الجنة”.

لكن هندا بعد خروجها من دين زوجها الفقيه ودخولها سرًا في دين الدرويش عبد الحق –دين الحب_ أصبحت تؤمن بجنة الدنيا تلك التي كان الدرويش يتحدث عنها في مجالسه. وكان الدرويش عبد الحق ماينفك يقول لأتباعه:

– “الدنيا التي خلقها الله لكم هي جنتكم”.

وبعد أن قالت لها الأرملة نجود بأن الفقيه سوف يشفع لها يوم القيامة وستدخل بفضله الجنة سخرت  هند منها وتوقفت عن الدخول في جدل معها والتفتت ناحية البلهاء سعود وقالت لها بعد أن طلبت منها أن تتوقف عن البكاء:

– لاتكوني تصدقي كلام الفقيه ياسعود.. الفقيه اهبل”.

وبعد أن قالت لها هند بأن الفقيه أهبل انفجرت تضحك من قلبها وقالت لنساء القرية وهي تواصل الضحك:

– “الفقيه يانسوان قال لوحبلني قاسم يقطعوا زبه”.

وضحكت النساء من كلامها باستثناء الأرملة نجود التي كانت تتشيع للفقيه وأما هند زوجته فقد علقت قائلة:

– “الفقيه كذاب ياسعود مافيش معه زب”.

ولحظتها توقفت سعود عن الضحك وقالت لها و قد شعرت بالأسى عليها:

– “كوني إجي عندي ياهند والله أن زب قاسم يكفِّينا كلنا”.

وفيما راحت هند وبقية النساء في ديوان فازعة يضحكن من كلام سعود البلهاء نهضت الأرملة نجود من مجلسها ولطمتها لطمة موجعة لكن سعود البلهاء وثبت مثل النمرة وامسكت بها وألقتها أرضًا وانقضت عليها تضربها وتقول لها:

– “والله يانجود لو تعلميني الصلاة  لااقتلك”.

بعد مرور تسع سنوات على زواجهما فقد قاسم الاهبل الأمل في حمل زوجته وانجاب كائن من صلبه ولشدة رعبه من نبوءة الفقيه بانقطاع نسله قرر الخروج من القرية للبحث عن الحقيقة وفي ليلة سفره أخبر زوجته سعود بماعزم عليه لكن سعود البلهاء أعتقدت بأن الحقيقة التي يزمع قاسم زوجها البحث عنها ليست سوى امراة ينوي الاقتران بها وليلتها ساورها شعور بأن عدم حملها هو مادفع قاسم الاهبل لهجرها ومغادرة القرية.

كانت تحبه ولا تستطيع أن تتخيل حياتها من دونه وكان سبب حبها له ليس فقط لأنه زوجها وابله مثلها وانما كان مركز ومحور حياتها ومعنى وجودها  ولشدة خوفها من أن يهجرها قالت له وهي تجهش بالبكاء:

– “حرام علوك ياقاسم تسيبني وتروح تتزوج الحقيقة”.

وراح قاسم يقسم لها بأنه يحبها ولن يتزوج فوقها وبأن الحقيقة التي سوف يخرج للبحث عنها ليست امراة حتى يتزوجها لكنها رغم معرفتها بأن زوجها قاسم لم يسبق ان كذب عليها إلا أنها لم تستطع ان تقاوم شكوكها بشأن الحقيقة التي يزمع الخروج للبحث عنها وسألته عن الحقيقة من تكون؟!  واين سوف يجدها؟! وكم سيستغرق بحثه عنها؟! ومتى سيعود ؟! وهل سيعود وهي معه أم سيعود بدونها؟! وراح قاسم يبذل كل مابوسعه لتبديد شكوكها وقال لها بأن الحقيقة التي سوف يخرج للبحث عنها تتعلق بوجودهما..

وبوجود الهبلان على الأرض. ومع انها كانت خائفة من الحقيقة التي ينوي زوجها الخروج للبحث عنها وخائفة من أن تبقى لوحدها اثناء غيابه وخائفة كذلك من عدم عودته إلا أن أكثر ماكان يخيفها هي تلك النبوءة التي اطلقها الفقيه من أنها وقاسم زوجها سيكونان آخر الهبلان في قرية العكابر..

ولشدة خوفها راحت تساله وهي مرعوبة عما إذا كانت نبوءة الفقيه صحيحة!!.

– تقول ياقاسم كلام الفقيه هو صدق والايكذب!!.

قال لها وهو يشرد بعقله بعيدًا:

– “الله أعلم ياسعود لايكون كلامه صدق”.

وراحت سعود تبكي وتولول وتقول له وهي مرعوبة:

– “من صدق ربي شقطع ذريتنا ياقاسم !! ولمو؟ موفعلنا؟ موهو ذنبنا؟.

وراح قاسم يهدئ من روعها ويقول لها بأن كلام الفقيه ليس حجة وأن هناك فقهاء وعلماء أعلم منه ولسوف يلتقيهم في رحلته ويسألهم عن الحقيقة لكنها قالت له وهي تواصل البكاء:

– “خينا ياقاسم ربي غضبان مننا على الصلاة !!”.

قال لها وقد تعكر مزاجه:

– “لا ياسعود لا ربنا مش هو غضبان مننا على الصلاة”.

لكنها لم تصدقه وقالت له:

– “ألا ياقاسم ربي غضبان مننا..  من يوم تزوجنا ونحنا نصلي فوق القعادة ولامرة صلينا فوق السجادة”.

وراحت تتوسل إليه أن يبقى إلى جانبها  ويصليا معًا صلاة أهل القرية حتى يرضى الله عنهما ويتراجع عن خطته في القضاء على ذريتهما وعلى ذرية غيرهما من الهبلان.

وغضب قاسم من كلامها غضبًا شديدًا لكنه كعادته لاينفس عن غضبه بالضرب كما يفعل الكثير من رجال القرية وانما ينفس عنه بالنكاح وليلتها جامعها كما لو أنه يجامعها لأول وآخر مرة وكمالوكانت عدوته لازوجته. وفي الصباح قالت له سعود وهي تقدم له الفطور:

– قتلتني أمس ياقاسم.

قال لها: “لواسمع ياسعود انك صليتي والله لااقتلك من صدق”.

– وحلفت سعود يمينًا بأنها لن تصلي أثناء غيابه وقالت له:

– “والله ياقاسم ما اصلي ولو صليت اقتلني”.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الأرصاد تحذر: أمطار رعدية غزيرة ورياح قوية تضرب عدة محافظات اليوم الإثنين

حشد نت | 645 قراءة 

الإطاحة بـ“أبوراس” وفرض “حسين حازب”.. ضغوط حوثية لهيكلة حزب المؤتمر وتعيين قيادة جديدة له

المشهد اليمني | 495 قراءة 

صاروخ غامض يهز إسرائيل.. سلاح غير مسبوق بيد الحوثيين يكشف عن مفاجأة خطيرة

مأرب برس | 454 قراءة 

أول فيديو واضح يوثق حجم الدمار الهائل في محطة شركة النفط بصنعاء عقب الغارات الإسرائيلية

المشهد اليمني | 418 قراءة 

إعلان سعودي رسمي يفرح ملايين اليمنيين داخل المملكة وخارجها

نيوز لاين | 418 قراءة 

ارتفاع أعداد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على صنعاء إلى أكثر من 90 قتيلًا وجريحًا.. واستهداف مقر أمني وسط العاصمة

المشهد اليمني | 366 قراءة 

قيادي في المجلس الانتقالي بحضرموت يقدم استقالته احتجاجًا على ممارسات عنصرية ( صوره)

شبكة اليمن الاخبارية | 359 قراءة 

القبض على 10 يمنيين في السعودية.. وإعلان رسمي بشأنهم

المشهد اليمني | 301 قراءة 

قرار جديد يحدد أسعار اللحوم في عدن.. وحماية المستهلك أولوية مكتب الصناعة

الأمناء نت | 289 قراءة 

إسرائيل والحوثيون.. صاروخ عنقودي يفتح جبهة جديدة في الصراع

عدن تايم | 283 قراءة