الكاتب : عادل الشجاع
كنا نقول لهم إن المشكلة في اليمن ليست في الحوثيين فقط، بل هي أيضا في الجيران، حيث هناك مصالح غير منظورة بينهم وبين الحوثيين، فكلاهما يمنع استعادة الدولة خوفا من عودة الروح إلى المشروع الديمقراطي وإحيائه من جديد، فقد عمل الجيران المستحيل للقضاء على الأحزاب بإبقاء قاداتها عشر سنوات بالتمام والكمال في الفنادق وأوكلوا المهمة للمليشيات وأغدقوا عليها الهبات والعطايا .
وهاهم اليوم وبعد سنوات من التحضير لخارطة أسموها خارطة طريق يبقون على المليشيات وسلاحها ويستثنون الدولة وسيادتها على كامل التراب اليمنية، متجاهلين نصف مليون قتيل وضعفهم من الجرحى وضعف ضعفهم من الأرامل واليتامى،ليقرروا نيابة عنهم أن تلك الحرب لم تكن سوى اشتباك لتوزيع كلفة جرائمها والتنفيس عن الاحتقان الذي صنعته إيران والسعودية .
والسؤال الذي يطرح نفسه: من الذي يحق له أن يوقع التنازل عن دماء نصف مليون قتيل وتسليم الدولة والإرادة الشعبية للفوضى والحديث عن عن وجود احتلال خارجي ربما يبدو أثره في المهرة وسقطرى، لكن ماذا عن الاحتلال الداخلي في صنعاء وعدن .
لست بحاجة للتأكيد بأنه لا أحد من اليمنيين لا يريد السلام ولا أحد يريد استمرار الصراع، لكن ماهو مطروح لا ينهي الحرب ولا يصنع السلام ، يراد من سلطة الشرعية الحالية أن تطلق على نفسها رصاصة الرحمة بالتوقيع على هذه الخارطة ثم تموت، لأن هذه الخارطة تلغي الأحزاب والشرعية وتحولهم إلى كيانات ممسوخة وسيتم إزالة الأحزاب الثلاثة الأساسية من الوجود ( الإصلاح ، المؤتمر ، الاشتراكي ).
من الواضح أن خارطة الطريق لا تنشد سلاما في اليمن، فالخارطة تتحدث عن اتفاقات إنسانية واقتصادية وأن الأمم المتحدة هي التي ستدير ذلك وسيستفيد من ذلك الحوثيون لأن مهمتهم تتعدى البحث عن رواتب الموظفين إلى السيطرة على البلاد كلها ويبدو واضحا أن هذه الخارطة لا تقدم حلا جذريا لإنهاء الحرب، بل تشكل إقرارا بنتائجها بوصفها مؤامرة واضحة على اليمن ووحدته السياسية والوطنية واستقراره المستدام .
ويواجهنا السؤال مرة أخرى، هل سيذهب الإصلاح المطلوب رأسه في المنطقة كلها ومعه المؤتمر والاشتراكي بوصفهما من مكونات التعددية السياسية، هل سيذهبون إلى حتفهم بالسماح بالتوقيع على هذه الخارطة، وبصيغة أخرى، هل ستستمر القوى الوطنية في ممارسة لعبة الصمت أمام هذه الوصفة المؤكدة التي تريد تصفية الكل، فلن تقوم لليمن قائمة بدون سيادة وبدون جيش وطني يكون هو صاحب الكلمة العليا، وللمجلس الانتقالي أقول، إن الكوارث الوطنية تواجه بحكومة وحدة وطنية، وأن المشروع الذي تنادون به قد سقط وعليكم أن تطالبوا باستعادة دولة الجمهورية اليمنية المعروفة للعالم بدلا من البحث عن دولة لا أساس لها وكونوا زعماء لليمن كلها، بغير ذلك فإنكم تضيفون قوة إلى قوة الحوثي وترهنون اليمن لإيران والسعودية والإمارات .
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news