في سياق استمرار موقف اليمن الثابت للعام الثاني على التوالي، في دعم واسناد غزة ولبنان في وجه العدوان الإسرائيلي الأمريكي، لا تزال صنعاء تفرض حظراً على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي مع توسيع هذا الحظر ليشمل السفن المملوكة لبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بسبب عدوان البلدين عسكرياً على اليمن الذي بدأ منذ العاشر من يناير الماضي بقصف اليمن جويا لمنعه من استهداف سفن الملاحة الإسرائيلية من العبور من البحر الأحمر.
وفي هذا الصدد، أفاد تقرير صادر عن هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أن الهيئة تلقت بلاغاً اليوم الإثنين عن سقوط صاروخ بالقرب من سفينة بريطانية قبالة السواحل اليمنية.
وأوضحت الهيئة أن الحادث وقع عندما كانت السفينة تمر على بعد 60 ميلاً بحرياً جنوب شرقي عدن، وبعد يوم على هجوم آخر تعرضت له السفينة ذاتها امس الأحد اثناء ماكانت تعبر من البحر الأحمر حيث سقط صاروخ بالقرب منها حين كانت تبعد ٢٥ ميلاً إلى الغرب من منطقة المخا جنوب البحر الأحمر.
موقف يمنّي حازم لدعم فلسطين ولبنان
ومنذ نوفمبر 2023، قررت صنعاء اتخاذ موقف سيادي وإسنادي للمقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تمثل الموقف بقطع خطوط الملاحة الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ورفض رفع الحظر المفروض على هذه الملاحة إلا بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه.
وقد عكس هذا القرار التزام اليمن الثابت بالقضية الفلسطينية ودعم جبعات المقاومة للاحتلال الإسرائيلس أينما كانت، ويُعد القرار رسالة قوية من الحكومة اليمنية في صنعاء إلى المجتمع الدولي بأن اليمن لن يتهاون في مساندته للشعوب العربية المقاومة. كما أظهر اليمن من خلال هذا الإجراء دعمه الكامل للمقاومة الفلسطينية واللبنانية في تصديهما للاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل ارتكاب الجرائم بحق المدنيين.
ويعتبر قطع الملاحة أمام السفن الإسرائيلية إجراء سيادي مشروع يأتي في إطار المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني والمقاومة اللبنانية في دفاعهم عن أراضيهم وحقوقهم ضد التوسع والعدوان الإسرائيلي المستمر، وهي معادلة استطاعت صنعاء أن تفرضها على واقع الصراع الإسلامي (اليهودي الإسرائيلي)، إذ لم يسبق لدولة عربية خاضت حروباً مع الاحتلال الإسرائيلي ان استخدمت الحصار البحري كسلاح ضده منذ إنشاء الاحتلال وإعلانه في ٤٨م حتى نوفمبر ٢٠٢٣، سوى الموقف والقرار اليمني الجريء الذي غيّر من خريطة الجغرافيا السياسية في المنطقة العربية التي تصطلح أمريكا عليها اسم الشرق الأوسط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news